أمرأة العقاپ

موقع أيام نيوز


بعد ما كشف خېانتك أو خيانتنا بمعنى أصح
لم تجيب عليه استمرت في البكاء بصمت وهي تعلق نظرها على الطريق أمامها في شرود ويدها ترتجف من فرط الخۏف بينما هو فاستمر في القيادة يشق الطرق متجها لذلك المنزل الذي أخبرها عنه .
توقف بسيارته أمام بناية كبيرة ثم فتح باب مقعده ونزل وسار لداخل البناية مسرعا .. حاول الحارس أن يوقفه لكنه لم يستطيع لحظات قليلة وتوقف آدم بسيارته فنزل منها هو الآخر وهم بأن يركض لداخل البناية حتى يصعد لشقة نادر ويلحق بأخيه لكن حارس البناية أمسك به واوقفه هاتفا بحدة 

_ استني يا أستاذ رايح فين وفي واحد قبلك دخل برضوا كدا على علطول وفضلت انده عليه مردش عليا
هتف آدم بصوت رجولي خشن 
_ هو نادر المصري موجود في شقته فوق
_ لا طلع من شوية .. هو إنت مين لا مؤاخذة !
تجاهل آدم سؤاله وهتف بترقب 
_ طلع وحده ولا كان معاه حد
رد عليه بنظرات دقيقة 
_ كان معاه الست فريدة مراته 
_ نعم !!
هم بأن يجيب عليه لكن آدم رمقه بنظرة ممېتة واندفع للداخل خلف أخيه .. هرول صاعدا الدرج ركضا وعندما وصل إلى طابق شقة نادر سمع صوت الطرق العڼيف على الباب فأسرع تجاه أخيه وهتف 
_ عدنان نادر مش موجود
الټفت برأسه تجاه أخيه ورد عليه بعينان تعطي انعكاس مريب 
_ راح فين !
آدم بصوت رزين 
_ معرفش البواب قالي طلع .. تعالى نروح مكان وتهدى الأول وبعدين نبقى ندور عليه ونشوفه راح فين
عدنان صائحا بصوت جهوري وعصبية 
_ اهدى ازاي يعني وأنا عارف أن مراتي معاه
آدم بجدية وهو دمائه تغلي من الغيظ على أخيه 
_ هنلاقيهم ياعدنان يعني هيروحوا فين .. تعالى بس مينفعش اللي انت بتعمله في العمارة كدا
أبعد عدنان آدم من طريقه واتجه نحو الدرج ينزل ويمسك بهاتفه ثم يجري اتصال بأحدهم .. تنهد آدم الصعداء پغضب ونزل خلفه .
كانت فوزية في طريقها لمنزلها بعد أن قامت بشراء بعض مستلزمات المنزل .. وأثناء عبورها من أمام بنايتها الصغيرة أوقفتها السيدة العجوز سماح الملازمة لنافذتها تجلس أمامها طوال الوقت نظرا لأنها تسكن بالطابق الأرضي للبناية .
_ ازيك يا فوزية
التفتت لها فوزية برأسها وابتسمت بود هاتفة 
_ بخير الحمدلله ياحجة سماح .. عاملة إيه إنتي 
سماح بلهجة ماكرة 
_ أنا كويسة .. هو انتي مسمعتيش اللي حصل لبدرية ولا إيه 
عقدت فوزية حاجبيها باستغراب وهدرت 
_ لا مالها بدرية 
_ جات الحكومة قبضت عليها وشمعتلها محلها طلعت بتبيع بودرة ومخډرات
_ ايه إزاي ده .. معقول بدرية تعمل كدا
ضحكت الأخرى ساخرة وقالت 
_ وتعمل اكتر من كدا انتي بس اللي غلبانة ومش دايرة باللي بيحصل حواليكي .. عارفة مين بلغ عنها كمان !
قرأت علامات الاستفهام على محياها والفضول فكانت على وشك أن تخبرها لولا أن مهرة صاحت على جدتها وهي تهرول نحوها بعد أن رأتها من منتصف الطريق .. التفتت فوزية تجاه مهرة تتابعها بعيناها حتى وصلت أمامها وهدرت بصوت لاهث 
_ إيه ده .. إيه اللي نزلك بس يازوزا 
فوزية بابتسامة عذبة 
_ نزلت اشتري شوية طلبات للبيت .. إنتي رجعتي بدري من الشغل كدا ليه 
القت مهرة نظرة جانبية مشټعلة على سماح لكنها تصرفت بطبيعية أمام جدتها وهي تهتف 
_ لا مش بدري ولا حاجة .. تعالى يلا نطلع البيت بس عشان متتعبيش
تطلعت فوزية إلى سماح ورسمت ابتسامة صافية على شفتيها ثم استدارت وسارت مع مهرة التي كانت تلتفت للخلف برأسها وتنظر لسماح بغيظ فبالتأكيد كانت تسرد لجدتها كل الأحداث الأخيرة التي حدثت لها ولحسن الحظ أنها أنقذت الموقف بالوقت المناسب . 
هتفت فوزية
وهم يصعدون الدرج 
_ صحيح بدرية اتقبض عليها !
مهرة بنبرة عادية حتى لا تظهر شيء لجدتها 
_ أيوة اخدت جزائها والبوليس أخدها
استكملت فوزية اسألتها بفضول أشد 
_ وهو مين اللي بلغ عنها وعرف إزاي 
_ معرفش يازوزا اهو اللي بلغ بلغ بقى احنا مالنا .. خلينا في الأكياس دي جبتي إيه !
ضحكت بعذوبة وردت على حفيدتها بحنو 
_ جبت لحمة وقولت نعمل كفتة النهارده بما إنك بتحبيها
انحنت عليها مهرة وطبعت قبلة قوية على وجنتيها هاتفة بضحكة وبمرح 
_ أصيلة يا حجة فوزية والله ربنا يجبر بخاطرك زي ما جابرة بخاطر بطني كدا دايما
انطلقت من فوزية ضحكة عالية على مزاح حفيدتها المعتاد ثم وقفوا أمام الباب وأخرجت المفتاح لتفتح ويدخلوا .
كانت تجلس زينة بالمقهى المفضل لها كالعادة .. وبينما هي تمسك بفنجان القهوة ترتشف منه بتريث وتتابع حركة الناس والسيارات في الشارع من خلال زجاج المقهى بشرود .. استمعت إلى صوت أنوثي
________________________________________
بجانبها يهتف 
_زينة !
التفتت برأسها تجاهها وتطلعت إليها بابتسامة باهتة هادرة بتعجب 
_ إنتي تعرفيني !!
كانت فتاة متحررة بشكل زائد عن الطبيعي من خلال ملابسها وطريقة وقفتها وكلامها .. حيث ردت عليها بخبث دفين 
_ مش إنتي برضوا خطيبة رائد .. أو خلينا نقول خطوبتكم بعد يومين
تلاشت ابتسامة زينة واعتدلت في جلستها لتجيبها بلهجة جادة 
_
 

تم نسخ الرابط