أمرأة العقاپ

موقع أيام نيوز


بمثابة عودة الروح لقلبها المنفطر وظهرت على شفتيها الشاحبتين ابتسامة شكر وعادت الدموع تتجمع في عيناها مرة أخرى من السعادة
________________________________________
ثم ردت على آدم بصوت مبحوح 
_ الحمدلله .. طيب اقدر ادخل اشوفه لو جيت يا آدم
ابتسم الآخر واردف بوداعة 
_ انا متصل بيكي عشان كدا أساسا .. الدكتور قال اتنين بس اللي يدخلوا تعالي عشان تدخلي تشوفيه وكمان ماما هتصل بيها وهتيجي عشان تدخل وتشوفه 

اتسعت ابتسامتها أكثر ثم سرعان ما قالت بريبة
_ وإنت مش هتدخل تشوفه ! 
_ ياستي تعالي انتي بس وملكيش دعوة بيا 
هبت من مقعدها واقفة وقالت بحماس وفرحة 
_ طيب طيب انا هلبس وآجي دلوقتي فورا 
.........
_ الفصل السابع عشر _
ارتدت الملابس الطبية الخاصة بالزيارة .. ووقفت أمام باب غرفته للحظة تسحب أنفاسها لصدرها في راحة ثم تخرجها زفيرا متمهلا وعلى ثغرها ابتسامة سعادة وشوق .
فتحت الباب ببطء شديد حتى لا تسبب إزعاج ودخلت ثم اغلقته خلفها ببطء أشد من السابق استدارت بجسدها له ورأته نائم في الفراش والأجهزة الطبية حول الفراش من الجهتين وبيده إبرة متصلة بانبوبة صغيرة تصل إلى زجاجة المحلول المعلقة بجانب فراشه .. تلألأت الدموع في عيناها في لحظة لكنها شدت على محابسهم بسرعة واقتربت بخطواتها الهادئة منه وقفت بجانب فراشه بالضبط واستغرقت لحظات قصيرة وهي تمعن النظر في وجهه الشاحب فلم تتمكن من حجز دموعها أكثر فانهمرت على وجنتيها بغزارة .. مدت يدها الناعمة وامسكت بيده الكبيرة احتضنت كفه بقوة تستشعر لمسة يده التي ترغب بالشعور بها لأول مرة .. وعيناها لا تتوقف عن زرف الدموع .
توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها حين شعرت به يضغط بوهن على كفها الممسك بيده وباللحظة التالية يفتح عيناه ببطء في تعب وتخرج همسة خاڤتة منه 
_ جلنار 
تهللت اساريرها وعلت الابتسامة الواسعة شفتيها فور سماعها لصوته ورؤية عيناه طالعته بنظرة دافئة دون أن تجيب فمال هو برأسه بعض الشيء وتطلع لوجهها وعيناها الغارقة بالدموع فلاحت شبح ابتسامته الواهنة على شفتيه وهمس بصوت بالكاد يسمع وهو يزيد من ضغط يده على كفها 
_ متعيطيش أنا كويس 
ردت عليه أخيرا بصوت ناعم كلمسة يدها تماما بعينان معاتبة ودامعة 
_ كنت عايز تفارقني واحنا متفقناش على فراق زي كدا 
ازدادت ابتسامته اتساعا وحرك إبهامه بضعف على كفه الصغير يملس عليه متمتما بصوت بدأ يظهر عليه التعب الحقيقي 
_ مټخافيش .. طول ما فيا النفس .. يبقى .. مفيش فراق 
وضعت كفها الآخر فوق يده وملست على ظهره بلطف متمتمة باهتمام وقلق 
_ طيب متتكلمش كتير عشان متتعبش .. وشد حيلك أنت بس وقوم بالسلامة يلا عشان هنا واحشتها اوي وكل دقيقة بتسألني عليك وعايزة تشوفك 
خرجت همسة خاڤتة بابتسامة جانبية بها بعض اللؤم 
_ هنا بس ! 
ابتسمت وهي تشيح بوجهها الجانب الآخر في عدم حيلة منه ثم قالت بوداعة 
_ أنا هطلع عشان مينفعش أفضل وقت طويل .. وإنت ارتاح
سحبت يدها من بين يده ببعض الصعوبة كأنه لا يرغب بتركها ثم ألقت نظرة مطولة عليه تبادلا فيها النظرات قبل أن تستدير وتنصرف مسرعة .
خرجت وبدأت تنزع عنها الملابس الطبية فاقترب منها آدم وتمتم يسألها 
_ كلمك 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة وهتفت 
_ أيوة الحمدلله هو كويس .. بس طبيعي بيتعب من الكلام الكتير زي ما قال الدكتور فمخلتهوش يتكلم كتير وطلعت علطول
تنهد آدم تنهيدة حارة براحة ثم ابتسم وطالعها بنظرة ذات معنى 
_ الحمدلله .. وإنتي بقى 
فهمت ما يرمي إليه فبادلته الابتسامة وقالت بخفوت وهي شبه ضاحكة تعطيه الإجابة المقصود سؤاله من أجلها 
_ بقيت كويسة .. المهم إنت مش هتدخل تشوفه 
_ لا لا أنا تمام .. وهو حالته مستقرة وكويس الحمدلله يعني ممكن بكرا الصبح يطلع من العناية وهشوفه
ثم استكمل كلامه في شيء من المشاكسة اللئيمة وهو يضحك 
_ بعدين أنا اخدت ثواب فيكي إنتي وماما حالتكم تصعب على الكافر .. بس ماشاء الله اللي يشوفك وإنتي طالعة من عنده ميشوفكيش وإنتي داخلة 
رفعت جلنار حاجبها مبتسمة باستنكار وقالت بضحكة مكتومة 
_ لم الدور يا آدم ! 
قهقه بصوت مرتفع قليلا ثم هتف ببعض الجدية 
_ طيب خلينا في الأهم .. تعالي نقعد شوية عايز اتكلم معاكي قبل ما توصل ماما وفريدة
توقعت الأمر الذي يرغب في تبادل أطراف الحديث معها عنه فتنهدت مغلوبة على أمرها وسارت خلفه دون اعتراض .
ملازمة فراشها منذ ساعات وتعبث في هاتفها تتصفح موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام .. ضغطت على منطقة البحث فارتفعت لوحة المفاتيح أمامها .. سكتت للحظة تهمس لنفسها بصوت مسموع 
_ هو كان اسمه إيه .. آه آدم الشافعي 
كتبت اسمه باللغة الانجليزية فظهرت لها نتائج لأشخاص لا تعرفهم .. بحثت بينهم قليلا حتى عثرت على ملفه الشخصي حيث كان يضع صورته ضغطت على الملف وفتح استغرق لحظات حتى يتم تحميل جميع الصور وبدأت هي تشاهد الصور واحدة تلو الأخرى وفي مقدمة الصور كانت صوره من داخل افتتاح ذلك
 

تم نسخ الرابط