رواية مع وقف التنفيذ

موقع أيام نيوز

شقة فارس وهى تمسك بيدها بطفلين صغيرين بالكاد أتما السنتين من عمرهما أبتسمت أم فارس وهى تفتح لها الباب وتنظر إلى الولدين فى يدها وقالت وهى تنحنى لتأخذ واحدا منهما وتلاعبه
تعالى يا ام العيال ادخلى
دخلت مهرة وهى تضحك لمداعبة أم فارس وجلست ووضعت طفل منهما على قدمها وأخذت تهزه وتأرجحه و تقول
اه والله يا طنط .. أنا حاسة انى انا أمهم فعلا
أعطتهم أم فارس أحد قطع الألعاب الصغيرة وهى تقول
من يوم ما شوفتيهم بعد ما اتولدوا وانت شايلاهم.. بصراحة يا مهرة انت شلتى عبء كبير عن عبير
وضعت مهرة يديها فى خصرها وهى تقول بمشاغبة
يا سلام مش ساعتها كنتوا بتقولوا صغيرة ومش هتعرف تخلى بالها منهم.. وعزة مش مكفيها تاخد منهم واحد ..لا كمان كانت طمعانة فى اللى حطيت عينى عليه
ضحكت أم

فارس وهى تقول باستغراب
هما طبق كشرى بتفرقى فيهم يابنتى.. دول أطفال
بس عرفت اخد بالى منهم ولا لاء
قالت أم فارس بإعجاب 
عرفتى وابصملك بالعشرة
دارت مهرة ببصرها فى المنزل وهى تقول
هو فارس لسه مجاش من الشغل
ضړبت أم فارس بيدها على جبينها وهى تقول متذكرة
الأكل على الڼار ېخرب عقلك يا مهرة نستينى
نهضت واقفة وتابعت وهى فى طريقها للمطبخ
ده زمانه جاى هو ومراته ..عازمها على الغدا عندنا النهاردة
مطت شفتيها بامتعاض وهى تقول بصوت مرتفع 
الله يكون فى عونك يا طنط أنا عارفة هتستحمليها ازاى
خرجت أم فارس من المطبخ ونظرت إلى مهرة بعتاب وقالت
لاء يا مهرة محبش اسمعك بتقولى كده لو فارس سمعك هيزعل أوى.. دى مراته برضة
لوحت مهرة بيدها وهى تقول معترضة
مش مراته .. دى خطيبته بس
أبتسمت أم فارس وهى تقول 
لاء مدام كتب كتابه عليها تبقى مراته
عادت للمطبخ ثانية تكمل ما بدأته من طعام الغذاء بينما وضعت مهرة الطفلين على الأريكة وأخذت تلاعبهما وتضاحكهما ببعض الألعاب ثم وضعتهما على الأرض يمرحان بألعابهما ووقفت تنظر لغرفة فارس التى اعتادت الدخول إليها يوميا منذ أن كانت مجرد طفلة وقفت وسط الغرفة تتأمل المكان حولها وكأنها تدخل لأول مرة وفعلت كما تفعل يوميا جلست خلف مكتبه الصغير وفتحت أحد أدراجه وأخرجت بعض من صورها الذى التقطت لها وهى صغيرة ومازال فارس محتفظا بها فى درج ذكرياته كما يسميه تأملت صورها قليلا وهى تبتسم تارة لصورتها بشعرها الأشعث المتناثر
وصورة أخرى بملابس العيد الجديدة وصورة جمعت بينهما وهما ينظران لبعضهما البعض ويخرج كل منهما لسانه للآخر بمشاغبة وهى تحمل دميتها المفضلة باربى هدية فارس لها أنتزعها من ذكرياتها صوت ثلاث طرقات على باب الشقة تعرفهم جيدا وتحفظ نغمتهم أعادت الدرج إلى وضعه سريعا وخرجت مسرعة فوجدت والدته قد سبقتها وفتحت الباب قبلها ورأت دنيا تدلف من الباب ونظرها مصوب باتجاه مهرة برغم من أنها تقبل أم فارس وتصافحها دخل خلفها فارس يلقى السلام فوجد مهرة واقفة مستندة على حافة باب غرفته المفتوحة فابتسم لها وقال محذرا بمزاح
عارفة لو لعبتى فى شغلى من ورايا هعمل فيكى ايه
قالت باندفاع 
لا والله ما لعبت فى حاجة
أبتسم فارس وهو يشير لدنيا موجها حديثه لمهرة قائلا
مش هتسلمى على دنيا
نظرت لها مهرة فوجدتها تنظر لها ببرود وتبتسم لها ابتسامة صفراء فبادلتها نفس الأبتسامة ونفس النظرة وهى تضغط كلمتها قائلة
أهلا
نظرت لها دنيا بحدة وقالت
يصح بنت كبيرة كده تدخل أوضة راجل غريب ..هى مامتك مبتعلمكيش الحاجات دى ولا ايه
نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مهرة بينما قالت أم فارس وهى تنظر لها بجدية
هى مبتدخلش الأوضة وهو موجود
ثم تابعت بضيق
مهرة غالية عليا ومحبش حد يكلمها كده .. حتى لو كان فارس نفسه
عقدت دنيا ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم
يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
جذبها فارس من ذراعها برفق وقال بحسم
دنيا ..هنتكلم فى الموضوع ده كام مرة.. مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
تحركت مهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها دخلت أم فارس المطبخ ودخل خلفها قبل رأسها وقال معتذرا
أنا آسف يا أمى بالنيابة عنها.. معلش متزعليش علشان خاطرى
نظرت له أمه بعتاب وقالت 
فهم مراتك ان مهرة بنتى واللى مبيحبهاش على الأقل يراعى انى بحبها وانها غالية عليا
أحاط كتفيها وقال بحنو
ما انت عارفه يا ماما ان مهرة غالية عندى انا كمان ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارف هى واخدة موقف عدائى منها كده ليه
لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت
انا بقى عارفة
رفع حاجبيه متعجبا وقال
عارفة أيه يا أمى
ربطت على كتفيه قائلة
مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها على ما اخلص الأكل
قبل رأسها مرة أخرى وخرج من المطبخ متوجها إليها لم يجدها فى الصالة الخارجية بحث بعينيه سريعا فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنة ويسرة وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال
فى أيه بتدورى على حاجة 
كانت تظن أن مهرة ربما تكون قد تركت لفارس رسالة أو
تم نسخ الرابط