رواية حي المغربلين لشيماء سعيد

موقع أيام نيوز


مع حذاء من الكعب العالي.
نظرت إليها السيدة صفية بحسرة على حال ابنها أعطت لها حنان الأم و لم تأخذ منها إلا قسۏة القلب خرج من جوفها تنهيدة حارة قائلة
_ مش مهم تمن الجمعية أعمل واحدة تانية أصلح بيها سناني بس أنتي رايحة فين دلوقتي يا بنتي!.
رمقتها نجوى بنظرات غاضبة ألا يكفي عليها إبنها و فقره... لتأخذها هي الأخرى تكمل عليها تشدقت بفمها ثم أجابتها بسخرية واضحة

_ مالكيش دعوة يا خالتي قولت لجوزي و مفيش إلا هو اللي فارق معايا طالما هو عارف أنا فين و راضي الباقي في أقرب حيطة يسلم عليها بدماغه.
_ ربنا يهديكي لنفسك يا مرات ابني نهايتك هتكون وحشة أوي.
________شيماء سعيد_______
بصباح اليوم الثاني بقصر المسيري.
استيقظ فاروق منذ الصباح الباكر مثل عادته لغرفة الرياضة التي يقضي بها طوال فترة وجوده بالقصر أخذ يتمرن على كيس الملاكمة منتظر قدومها عقله شارد بأكثر من إتجاه.... الأول هي و الثاني كيف يحصل على ما يريده منها!.
هذه الفتاة مختلفة كثيرا عن باقي النساء.. غنية رغم فقرها جميلة رغم بساطة ملامحها قوية رغم ضعف عينيها ربما يكون أكثر رجل أناني على وجه الأرض فقط معها فهو لم يأخذ امرأة بحياته عن طريق الخداع إلا هي.... إذا أراد الحصول عليها لابد من اللعب على أكثر وتر ضعيف لدى أي امرأة القلب.
تصبب جسده عرقا و هو لا يشعر فقط يحارب ضميره الذي يرفض و بشدة تلك التجربة و عقله الذي يحثه على خوضها بكلا الأحوال سيعوضها ماديا و ستكون أزهار أخرى بعيدا عن غرفتها التي تقطن بها فوق سطوح منزله بحي المغربلين.
دق باب الغرفة بيد مهتزة تخشى رد فعله على قطع وقته أمر للطارق بالدخول و عينه على الباب دلفت الخادمة برأس منخفضة مردفة 
_ الأمن بره بيقولوا البنت اللي حضرتك مستنيها بره بتنتظر على البوابة.
_ خليها تدخل هنا.
جملة واحدة قالها ببحة صوته الخشنة اتسعت على إثرها عين الخادمة لا تستوعب أنه سيترك أحد يدلف لقصره و غرفة تمرينه غير الخدم ألقى عليها نظرة مستفسرة لتخرج من الغرفة بسرعة البرق.
أما هو وضع يده على عنقه محركا إياه يمينا و يسارا هامسا بنبرة دافئة 
_ نورتي قصر المسيري يا شوكولاته.
خمس دقائق و دلفت إلى المكان بعين متسعة لا تصدق ما تراه فهذا العالم جديد عليها بشكل كلي كأنها بأحد الأفلام الأسطورية.... أكل هذا ملك لشخص واحد!
ابتلعت ريقها مردفة بحسرة على حالها
_ طول النهار أقول على الأوضة المعفنة بتاعتي أحسن من القصور جتني خيبة لو أبويا الله يرحمه كان عايش كان فكر نفسه في ميدان التحرير صحيح المال الحړام كتير.
انتفض جسدها على إثر صوته الضاحك خلفها
_ شوكولاته امسكي الخشب المكان هيقع على دماغنا.
بحركة أكثر من عفوية بالنسبة لها بصقت على مقدمة صدرها قائلة بفزع
_ جرا إيه يا جدع أنت مش تقول دستور و الا أي حاجة و بعدين أمسك الخشب ليه البيت ريحته مش حلوة.. تحسه شبهك كبير و حلو بس بارد و قليل الأصل...
اتسعت عيناه من تعبيرها عن مشاعرها و وصف ما بداخلها بكل بساطة ربما قست عليه بالكلمات إلا أنها قالت ما يريد قوله هذا القصر بارد مثله يحتاج إلى دفء العائلة.
أقترب خطوة واحدة للأمام مردفا بنظرات لم تفهمها
_ مهو أنتي هنا عشان البيت يدفى...
عاد إلى رشده.. هنا ليس المكان الذي يمرح معها به خصوصا بوجود الخدم أشار لها على غرفة الرياضة قائلا
_ يلا تعالي ورايا عشان نبدأ الشغل عايزك تاخدي بالك من خطواتك اللي جاية كويس جدا مش عايز غلطة هيكون تمنها حياتك و أنتي حياتك بالنسبة ليا أغلى من حياتي أنا شخصيا.
لماذا دق قلبها بتلك اللحظة لا تعلم ربما من حلاوة الجملة أو من جفافها العاطفي.. خطت أول خطوة بداخل الغرفة لتتعجب من حجمها و كم الآلات الموضوعة بها رفعت رأسها إليه ليشير إليها بالاقتراب منه قائلا لأول مرة بجدية معها
_ أول حاجة لازم تعرفي مين
 

تم نسخ الرابط