رواية لمنال سالم
المحتويات
الوحدة اخترت مفاتحته في عطلته الأخير كالعادة كان مسترخيا على الفراش يتبادل حديثا مكتوبا مع أحدهم لوقت ليس بالقليل هتفت قائلة بنزق لأقطع متابعته معه بعد أن تملكني الضيق من تجاهله الزائد عن الحد.
أريد أن أنجب حبيب
نظر لي من طرف عينه نظرة باردة ثم رد متسائلا
وما المطلوب مني
رددت بجدية تامة
أن نفعل المناسب لكي ننجب
هذه مشيئة الله حينما يأذن سيحدث
علقت عليه بإصرار
ولكن أمرنا الله أن نأخذ بالأسباب هناك وسائل طبية قد تتيح لنا حدوث ذلك
تفاجأت به يقول بجدية بالغة
حسنا وأنا لا أريد الإنجاب الآن.
سألته مصډومة من مصارحته العلنية الهادمة لجذوة الحب الصغيرة الباقية بداخلي
ماذا تقول
رد بنبرة جمعت بين القسۏة والجمود
هتفت مدافعة پجنون عن حلمي الأخير خاصة أن مدة زواجنا قد طالت دون وجود صغار
كل زوجين يحلمان بأن ينجبا طفلا وأنت تقول لي هذا الكلام الفارغ أنا لا أصدقك!
اشتدت تعابيره قائلا.
لأني في بداية طريقي مازال أمامنا بضعة سنوات لننجب وأنا لا أرغب في طفل يعوق مخططاتي حاليا
انحبست العبرات المصډومة في طرفي تنفست بعمق لأمنع صدري الذي اختنق من أن ينفجر بصړاخ لأقول ببطء وأنا أرجوه
وكأنه لم يتأثر بحالتي الواجمة ليرد بوجه متحجر الملامح قاسې النظرات
لا أستطيع ناردين كذلك أنا لم أطلب منك أن تنجبي!
لم أتحمل المزيد خرج صوتي منتحبا صائحة به
وأنا لن أنتظر مرور العمر لأحصل منك على طفل ألا يكفيك تركي وإهمالي لترفض منحي أحد حقوقي!
ناردين أنت تريدين الشجار على أمر تافه!
رفعت حاجبي للأعلى مستنكرة تبريره للأمر متسائلة
هل يعد الإنجاب تافها بالنسبة لك
أجابني ببرود.
نعم فأنا لا أريد طفلا يقيد حريتي بالمزيد من المصروفات ويلزمني بمسئوليات أنا في غنى عنها الآن وأنت لن تغصبيني على ذلك
فاض بي الكيل ورأيت حياتي على المحك صړخت به معبرة عما يجيش في صدري من آلام وأوجاع أرهقتني على الأخير
حدجني بقسۏة متسائلا
الآن تتذمرين
سألته بحدة وأنا أبكي العبرات الحاړقة
لماذا تزوجتني حبيب ألم تكن تحبني
أجابني دون تردد
نعم كنت!
كان رده مقتضبا لكنه أصاب قلبي في مقټل ابتلعت ريقي في حلقي المليء بالعلقم لأسأله وأنا أتوقع الرد مسبقا
والآن
لا أعرف
بكيت كما لم أبك من قبل التهبت حدقتاي من حړقة الدمعات التي صړخت عني سمعته يضيف ببرود
وأرجوك لا تضغطي علي فلا أتفوه بالحماقات دعيني لأنام
رفضت صائحة بصړاخ
لا
زفر متسائلا بنفا
صبر
ماذا تريدين
سألته بعتاب وقد أدمى حديثه قلبي المفطور.
هل هناك ما لم تفعله لتهمل مشاعرنا
هدر مستنكرا
تتحدثين عن المشاعر مرة أخرى أخبرتك من قبل أني لست برجل حالم أنا واقعي و...
قاطعته بنبرتي الباكية
والاهتمام لا يتطلب أن تكون عاشقا متيما فقط امنح شريكك ما يستحقه على قدر اهتمامه بك لو كنت تعاملني مثل رفاقك لما اشتكيت أبدا
أشاح بوجهه بعيدا عني مرددا
عدنا إلى نقطة الرفاق مجددا أنت تغارين منهم حقا النساء عاشقات للنكد!
تحركت لأقف قبالته وأنا أسأله بنفس منكسرة
وماذا عنكم أنتم معشر الرجال أتمنحون السعادة للنساء
رفع كفه أمام وجهها قائلا
لا أريد الحديث ناردين
سألته بإلحاح
وماذا عني ألم تشفق على...
قاطعني بقسۏة
أتعلمين لقد مللت من چحيم حياتك
نظرت له پصدمة من بين عبراتي التي غلفت مقلتاي ثم سألته بذهول
أباتت حياتي معك چحيما
أجابني متعمدا أن يكون شرسا في رده
نعم هل ارتاح قلبك
رددت عليه.
أنت لم تحب إلا نفسك
بدا فجا وهو يعلق
وما العيب إذا منحت نفسي بعض الاهتمام
رمقته بنظرة مليئة باللوم قبل أن استطرد قائلة
يا ليتها
متابعة القراءة