رواية لمنال سالم

موقع أيام نيوز

لأتابع خطواته في صمت ما ألمني حقا هو إهماله لي رغم حاجتي الماسة إليه اختلقت له مئات الأعذار والحجج كي لا يحمل قلبي ضغينة نحوه ومع ذلك دفعني تجاهله بقوة نحو الهاوية من جديد.
اعتصر الألم قلبي وأوجعه مع استمرار جفائه المتزامن مع تجاهله لي تلاشت الوعود بالاتصال اليومي وتبخرت الأحلام بتكرار ما ادعاه مازحا بأنها فترة خطبة ثانية كنا كالغرباء تحت سقف واحد مضت الأيام بصعوبة وأنا أتنكر لكل هاجس يحاول الاستحواذ على عقلي ضده تناسيت كل شيء حينما عاد إلي وتغاضيت عما أوجع كرامتي الأنثوية لأنعم من جديد بقربه الذي اشتقت إليه أحببت ليلة عودته حقا ذكرتني بما افتقدت معايشته معه كثيرا أملت أن يدوم ما تمنيت وأعطيته تلك الرسالة التي كتبتها ذات يوم بدموع فرحة قرأها مبتسما ونظراته تعكس حبا توهمت أنه ضاع في غيابات سفره المتكرر ليقول بعدها معاهدا قلبي.
أنت حبيبتي أعدك أن أحافظ عليها أبد الدهر مر الوقت وللأسف خاب رجائي وعاد إلى إهماله لينشغل برفاقه وبتركي لساعات طويلة أجلس بمفردي طوال فترة أجازته ربما لو كان يمنحني ما يعطيه لهم لما شعرت بمثل ذلك الفراغ القاټل ألهيت عقلي في بعض الأمور لكن بقيت رغبتي في الشعور باهتمامه الحقيقي بي وإن كان بسيطا شاغلي الأكبر حاولت ألا أبحث له عن ذرائع للخلاف أو الجدال وقررت أن أصنع سعادتي بنفسي إن كان لا يلاحظ إهماله لي ورغم هذا أوجعني بل أصاب قلبي حينما رأيت تلك الرسالة التي وعدني بالحفاظ عليها ملاقاة بعدم اكتراث خلف الكومود الملاصق للفراش انحنيت لألتقطها وأنا أكافح عبراتي التي غزت مقلتاي قاومت رغبتي في البكاء معتقدة أنه نسي وضعها في مكان آمن ليحفظها تغبرت بالأتربة وبهت حبرها واختلط بسبب تساقط الماء عليها طويتها بحرص وقررت أن اختبر صدق وعده لي أخفيت الرسالة في جيبي ثم أتيت إليه لأقول بابتسامة مصطنعة.
حبيب
رفع رأسه عن شاشة هاتفه المحمول ليسألني بفتور شبه ملحوظ
ما الأمر ناردين
جلست إلى جواره فخبأ هاتفه كي لا ألحظ ولو مصادفة ما يطالع باهتمام مريب تغاضيت عن تلك النقطة لأسأله
أين وضعت الرسالة التي كتبتها لك
رد متعجبا
أي رسالة
التي وعدتني بالحفاظ عليها
فرك ذقنه بحيرة واضحة عليه بدا كمن نسي الأمر كليا ثم رد مازحا.
لا تقلقي إنها موجودة هنا
ادعيت الابتسام رغم يقيني بعدم معرفته لمكانها وللضرر الفادح الذي أصابها أمسك حبيب بيدي ليضعها على قلبه ثم أرخى أصابعه لأسحب كفي قبل أن يكمل بهدوء لكنه بدا جادا للغاية
اعلمي ناردين أني لست رومانسيا مثلك أنا شاب واقعي لا أجيد التعبير عن

المشاعر
نظرت له بيأس حزين أنا لا أريدك سوى أن تعود إلى سابق عهدك معي لا أكثر ولا قليل همست بصوت أقرب للاختناق.
وأنا لم أطلب منك سوى القليل من الاهتمام
زفر متسائلا بتثاؤب
أخبريني هل الطعام جاهز فمعدتي تصرخ جوعا!
أزعجني تجاوزه لتلك المسألة ببساطة أنا أحدثه عن الاهتمام بي وهو يطلب مني الطعام أدركت أنه لا جدوى من الحديث معه تنهدت مجيبة إياه
نعم
رد بحماس ظاهر
عظيم لنأكل سويا فأنا على عجلة من أمري
تعقدت ملامحي متسائلة
لماذا
أجابني عفويا
سأخرج مع رفاقي لبعض الوقت.
ازدادت تعابير وجهي تجهما وسألته بنبرة شبه مزعوجة
ألم تكن معهم بالأمس
أجابني دون تردد
نعم ولكن هؤلاء رفاق قدامى لم أرهم قبل فترة واتفقنا اليوم على التجمع في منزل أحدهم وقضاء السهرة معا
هتفت معترضة بضيق مقروء على كل تفصيلة في وجهي
ولكن...
قاطعني بجدية
ناردين إنها ليلة واحدة ولن أتأخر
رددت باحتجاج.
ولكنك قلت لي هذا بالأمس وأول أمس
تم نسخ الرابط