رواية لمنال سالم
المحتويات
الجينز اغتظت من تصرفه الفظ فتوقفت عن السير لأهتف بتذمر
لن أحملها كلها
الټفت نحوي مخفضا نظراته نحو الأكياس ثم ابتسم معقبا
أعتذر لم انتبه.
عاد ليحمل عني الأكياس وواصلنا سيرنا حتى بلغنا مفترق الطريق تذكرت ما كان يفعله حينما نعبره وتوقعت أن تشتبك أصابعه بأناملي لنهرول فيه سويا استعدت يدي للامتداد نحوه والإمساك بكفه لكنه خذلني حينما خطا مسرعا ليعبر الطريق قبلي تهدل كتفي بإحباط وخزي وعكست نظراتي حزني الشديد استمر حبيب على تلك الحالة المتجاهلة لي حتى وصلنا إلى المنزل لم أعاتبه ربما الأمر لا يستحق الجدال من أجله لكني افتقدت ذلك الإحساس الذي ملأني ذات يوم بالاهتمام بأدق التفاصيل وأقلها.
انتحبت متسائلة بحزن جلي
كيف هذا ألا يمكنك الرفض
رد بعد تنهيدة مطولة
الأمر صعب أنا أشق طريقي ناردين كيف أخبر المدير أن زوجتي ترفض سفري للخارج
اعترضت بنبرتي الباكية
ولكن...
قاطعني بحزم
ناردين توقفي!
نظرت له ودمعاتي تنساب على وجنتي وجهي بكفيه ماسحا تلك العبرات مضيفا بهدوء وقد تحولت نبرته للين قليلا
ابتسم مزاحا ليخفف من وطأة الأمر
لندعي أنها فترة خطبة جديدة كي نجدد عهود زواجنا
هكذا أقنعني حبيب ببساطة لاستسلم أمام حبي الجارف له رفعت حدقتاي الباكيتان طالبة منه
أريد ما يذكرني بك
سألني مستفهما
تذكار!
حركت رأسي قائلة
نعم
ظلت ابتسامته التي تأسرني مرسومة على ثغره وهو يقول
تنهدت بعمق قبل أن أضيف
زجاجة عطرك
بدا طلبي غريبا بالنسبة له رمقني بنظرة متعجبة متسائلا
عطري
تابعت موضحة سبب رغبتي في الحصول عليها تحديدا
أحب أن تبقى رائحتك المميزة عالقة في أنفي
رفع يده ليمررها في خصلات شعره حك مؤخرة عنقه قائلا بحرج ملحوظ
للأسف انتهت الأخيرة التي بحوزتي وكنت على وشك إلقائها في القمامة
سأحتفظ بها مؤقتا كي تكون لي السلوى في غيابك
هز كتفيه قائلا بنفس الابتسامة الجذابة.
كما تشائين حبيبتي
أوه! كم سأفتقدك حبيب
مسح على ظهري بنعومة مؤكدا عن ثقة
ستمر الأيام
تمتمت بخفوت مواسية نفسي
سأكتب لك رسالة
أتقصدين من خلال البريد الإلكتروني
طالعته بعينين باكيتين وأنا أرد
لا رسالة ورقية
ابتسم مرددا بحماس ظهر عليه
كالعشاق
أومأت باقتضاب
نعم.
داعب طرف أنفي بإصبعه قائلا بنبرة مشجعة لي
وأنا سأنتظرها منك
صححت له بجدية
لا بل ستقرأها حينما تعود إلي من جديد
لقد زاد فضولي لأعرف فحواها
علقت عليه بغموض لأثير اهتمامه
اعتبرها مكافأة مؤجلة
حافظ على ابتسامته البشوشة مضيفا
اتفقنا لنكن على عهدنا.
وسافر بعدها لأشعر بالخواء والفراغ والوحدة تضاعفت همومي مع عدم وجود رفقاء لي فقد كنت أميل للعزلة ولا أجيد صنع الصداقات مثل غيري من الفتيات مرت الدقائق بطيئة للغاية فماذا عن الساعات والأيام كنت أحترق شوقا إليه عشرات المرات في اليوم الواحد توقعت أن ينفذ ما وعدني به أن تعوضني مكالماته الهاتفية عن غيابه الذي أتعب قلبي وأهلك أعصابي لم يمنحني سوى دقائق معدودة من وقته لأشبع بها توقي الشغوف إليه في كل يوم بت أنتظر تلك الدقائق بحثت عما يمكنه أن يعوض غيابي حتى أني تنقلت بين صفحاته على مواقع التواصل المختلفة
متابعة القراءة