الفصل الرابع شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز

السنين دي كلها نكون عايشين في وهم الأخوة اقترب إلياس بعدما وجده شاردا يربت على كتفه
إسلام سامعني...رفع عينيه التي خطت الكثير من الدموع على وجنتيه رغما عنه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يلقي نفسه بأحضانه يبكي كالفتاة التي فقدت والديها ..ربت على ظهره وشعور الصدمة سيطر على جميع خلاياه ظل صامتا لم ينبت ببنت شفة حتى يهدأ صمت لدقائق معدودة سحب كفيه يشير إلى السيارة 
تعال نروح نتعشى مع بعض.
هز إسلام رأسه بالنفي وتمتم بتقطع
لا أنا هاطلع أنام شوية وأقوم علشان عندي مشروع اشتغل عليه.
أشار بعينيه على سيارته قائلا دون جدال 
مش باخد رأيك إركب العربية قالها وهو يستدير إلى القيادة يرفع هاتفه يحدث أحدهما بخفوت 
إسلام أخويا كان فين..أجابه الآخر
من وقت ماخرج من البيت قعد شوية في المسجد وبعدين لف بعربيته لحد ماوصل جبل المقطم قعد عليه يجي ساعتين ورجع تاني.. 
تمام ..قالها وأغلق ثم استقل السيارة بجواره إلى أن وصل إلى أحد المطاعم المشهورة دلف للداخل ووصل إلى طاولته المخصصة كلما أتى إلى ذاك المطعم ابتعد إسلام بنظراته يتجول بعينيه بالمطعم إلى أن قاطعه إلياس
تاكل إيه..
أي حاجة ..طلب طعاما لهما وظل الصمت سيد المكان إلى أن تحدث وهو يشعل سيجارته 
سامعك..قالها وهو يطالعه بتدقيق وصل الطعام فتوقف عن الحديث ومازالت نظراته تحاصره ابتلع إسلام غصة مدببة وكأن روحه تسحب لبارئها يفكر بتلك المعضلة يعلم أنه لم يتركه تذكر تلك الفتاة التي قابلها بالجامعة فرفع رأسه قائلا بثبات اكتسبه من مواجهاته مع أخيه
متخانق مع البنت اللي بحبها. 
زوى مابين حاجبيه ثم أخرج زفرة متهكما من حديثه
بنت إنت أهبل بت تعمل فيك كدا ماتخلينيش أرمي الطبق دا في وشك هي ناقصة غباء قالها وهو ينفث تبغه پغضب وكأن حديثه أخرج نبضه لينتفض بداخله عندما تذكر عنيدته.
أشار له بالطعام مبتعدا عن دقات قلبه العاصية قائلا بثبات انفعالي 
إتعشى أهو أحسن من الهبلة اللي كنت ناوي اتعشى معاها. 
ضيق عينيه متسائلا
قصدك مين لم يرد عليه واتجه بنظره للطعام وهناك قبضة قوية ټحرق صدره من صدى صوتها بالإجبار على زواجها.
عند ميرال دلفت غادة إليها وجدتها تحتضن نفسها كالجنين جلست بجوارها تمسد على خصلاتها 
ميرو حبيبتي هاتفضلي كدا ماغيرتيش ليه..أطبقت على جفنيها حتى شعرت وكأن هناك وخزات ټحرق مقلتيها فهمست بتقطع
سبيني عايزة أنام..تسطحت بجوارها تتلاعب بخصلاتها قائلة
أقولك سر..ظلت ميرال كما هي إلى أن تابعت غادة حديثها قائلة
ماعرفش ليه النهاردة حسيت إن إلياس مغرم بيكي ياميرو.
رفعت رأسها تطالعها بلفهة من عينيها لتؤكد لها ما وقع على مسامعها استندت غادة على خديها ورفعت أناملها تخللها بداخل خصلات ميرال 
مرددة
قرأت شوية معلومات كدا علشان أعرف إمتى هتحب يعني ..قالتها بشقاوتها. اعتدلت مرام تلملم خصلاتها وتدفع كفيها
بوظتي تسريحتي ياغبية.. 
رفعت حاجبها وأردفت ساخرة
تسريحة إيه ياختي اللي يسمعك يقول البت خارجة مع حبيب القلب دنت تغمز بعينيها 
إنما يابت يامرمر عايزة تطلقي من العسل أخويا ولا إيه..هبلة وعبيطة بقولك بيحبك ودا شوفته النهاردة لأول مرة أشوف إلياس بالجنان دا أه هو شديد وأنا مانكرش أنه معظم الوقت كدا بس عيونه عليكي كانت غير وصلني إحساس غيرة ڼارية بتخرج من عيونه لكزتها وتابعت حديثها 
مش تحكم زي ما حضرتك قولتي بدليل لبستي الفستان دا في عيد ميلادي وماعملش كدا ليه دلوقتي اټجنن اعتدلت جالسة تنظر لأناملها قائلة
عدي معايا ياستي عيد ميلادي ماكنش فيه شباب غير إسلام أخويا وصحباتي اللي فيهم بنت ھتموت علشان إلياس بس يكلمها عرفاها طبعا وعارفة إنها بتيجي هنا علشانه ثانيا خروجك بالفستان دا عيون كتيرة هاتشوفك وإنت عارفة جنانه لو حد بصلك رابعا دا الأهم عنده شايف إن دا حرام وإنت ملاحظة كلامه ليا طول الوقت عن اللبس بلاش ضيق ياغادة بلاش قصير ياغادة بلاش عريان ياغادة ..يعني مش تحكم زي ما حضرتك بتقولي يبقى ليه شوفتيها كدا ماخبيش عليكي الفستان ظاهر صدرك كله وحضرتك كمان رافعة شعرك يعني منيلاها من كل حتة وأنا حاولت أفهمك بطريقتي بس الغباء راكب دماغك.
ليه قولتي أنه بيحبني..قالتها بتقطع. 
ابتسامة جميلة زينت ملامح غادة لتقترب منها وتحدجها بمقلتيها 
علشان متأكدة إنك كمان بتحبيه حتى لو أنا ماعرفتش أترجم مشاعره كويس إلياس من النوع اللي عنده كنترول كويس بس حاسة إن جواه مشاعر بدل ماكل شوية تسمميه بالكلام وإنت عارفة أنه مابيحبش اللي يقرب من رجولته كل شوية أنا مش موافقة ..كانت تقف على باب الغرفة تستمع إلى حديثهما اقتربت منهما وأكملت حديث غادة
الراجل لو بېموت في ست وحاولت تقلل منه صدقيني بيدوس عليها ويمشي وأنا لو عندي شك في إلياس ماكنتش وافقت اسمعي مني حبيبتي اختاري الراجل اللي يحميكي من أذى الدنيا والغدر مش بتاع كلام حنين وأشعار وضعت فريدة يدها على صدر ميرال تنظر لعينيها 
اسمعي دا وأنا متأكدة إن دا عنده غير العند اللي بتحاولي ترسميه قدامه.
اعتدلت فريدة تسحب كف غادة قائلة
دودي تعالي معايا نعمل كيك حلو ونحضره علشان الساعة اتناعشر عندنا ظابط كاريزما وحلو عيد ميلاده بكرة إيه رأيك نحتفل بيه أنا وانت..
رفعت غادة كفها تضربها بكف فريدة
وعرفت كمان أنه خرج راح مطعمه المفضل ياله يمكن بنت حلوة من صاحبه تقابله صدفة تتعشى ولا البت صاحبة اسلام اللي ماشية تحب على نفسها ...قالتها وخرجوا الاثنتين وهما يضحكون.
نهضت من مكانها سريعا وتوجهت إلى
خزانتها وقامت بتبديل ثيابها متجهة إلى ذاك المطعم دلفت للداخل تبحث عنه وجدته يجلس بمقابلة اسلام ينظر للنيل بشرود فاق من شروده على صوتها
قولت غيري الفستان مش هستناكي في المطعم توقف اسلام يحمل هاتفه 
أنا همشي بقى عندي مذاكرة كتير انحنى يهمس إليها 
معرفش ايه اللي حصل بس شكلك متقلة العيار شوية 
إنت مش قولت ماشي...قالها إلياس هو يشير إليه بالتحرك..لوح لميرال 
باي ياميرو اشوفك في البيت يامرات اخويا 
دقائق من الصمت بينهما حتى حمحمت معتذرة 
آسفة..لم يكترث لحديثها وظلت نظراته للخارج 
بكلمك على فكرة من الاحترام تدي أهمية للست اللي قاعدة قدامك 
ست ..قالها مستنكرا فين الست دي مش شايف غير واحدة كل حياتها شتيمة وبس
إنت اللي بتوصلني لكدا هو ليه دايما الراجل مابيطلعش نفسه غلطان ودائما الست هي الكائن الضعيف اللي بيغلط رغم أنه مايقدرش يعيش من غيرها لأنها مهمة جدا في حياته ..الټفت اليها سريعا
مين قالك إن للست أهمية في حياة الراجل...احتضنت كوبها بين راحتيها وحدجته بنظرة جوفاء متمتمة
الصح اللي يتقال إن الراجل مالوش أهمية من غير الست..
ارتفعت ضحكاته بصخب ثم سلط عينيه عليها وأردف بنبرة مصبوغة بالتكبر
وإيه الأهمية ياست الفيلسوفة..
شملته بنظرة ساخرة ثم رفعت كوبها ترتشف منه وتابعت حديثها
لولا الست ماكنتش موجود دلوقتي ونافخ ريشك زي الطاووس المغرور..
الست اللي حضرتك مستهون بيها دي هي اللي عملتلك قيمة في المجتمع ولو الرجالة كلها زيك ياريت الستات تتمنع عن الجواز..أنهت حديثها متوقفة تجمع أشياءها 
حاسب على المشاريب ياسيادة الراجل المنفوخ أنا غلطانة اصلا اني جيت وراك 
ألجمته بحديثها حتى أحس بإرتفاع ضغط دمه ليهب متوقفا 
يقبض على ذراعها بقوة
قوليلي اعمل فيكي ايه بحاول امسك نفسي بالعافية علشان مضربكيش
تضربني انت اټجننت..استمع الى
تم نسخ الرابط