شظايا قلوب محترقة سيلا وليد

موقع أيام نيوز


كنت تفكر الدكتور بقرايبه ياكرم حتى يعرف هو بيسلم على مين..بس هنقول إيه معذور .
معركة حامية بين كبريائها الذي أهدره من عدم معرفته لها وبين أشواقها التي جعلتها تتحدث كالمنتقم فأكملت حديثها 
آسفة ياخالو مش هقدر أرحب بالدكتور أكتر من كدا عندي محاضرة بعد ساعة ولازم أجهز .
قالتها واستدارت متحركة ولكن توقفت بعد حديث خالها 

مريم آن الأوان عشان نتمم خطبتك بآدم .
جحظت أعين آدم من قرار والده المفاجئ فصاح غاضبا 
آدم مين إن شاءالله إنت لسة ماسك في كلامنا لما كنا عيال !..
أشار والده له وأردف منهيا الحوار 
إعمل حسابك الجمعة هنكتب كتابك إنت ومريم ودا آخر كلام ..
هنا لم تستطع الإهانة من رفضه القاطع لها فصاحت رافضة بصوتها المرتفع متناسية وقوفها وسط جميع العائلة 
ومين قالك إني موافقة عليك خالو هو اللي إتكلم وأنا مقولتش قراري بناء على إيه معرفش آخد القرار !..
صاح كرم غاضبا بأخته 
إيلين!!
تحركت ولم تعير أي اهتمام لأخيها ووقفت أمامه ونظرت إلى داخل مقلتيه 
وأنا بقولك في وشك يابن خالي إني مش موافقة عليك ولو كنت آخر راجل في الدنيا ..
قالتها وهي توزع نظراتها بين الجميع 
هو عشان أنا يتيمة تتحكموا في حياتي لا أنا آه يتيمة بس مش ضعيفة ولو الدكتور مش عايز الجوازة دي قراط..أنا مش عايزاها مليون قراط ..
قالتها وتحركت سريعا وعبراتها تفرش الأرض أمامها حتى وصلت إلى منزلها وسقطت على الأرض كزهرة تبعثرت وريقاتها في مهب الريح من غصنها الرقيق 
وهي تبكي بنشيج وتهز رأسها بقوة .
بمكانا اخر
بأحد الأحياء الشعبية بمحافظة القاهرة استيقظت على صوت أذان الفجر 
الصلاة خير من النوم..فتحت عينيها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم جذبت وشاحها الثقيل ووضعته على أكتافها ونهضت متجهة إلى والدها لكي توقظه لصلاة الفجر ..قابلها على الباب 
صباح الخير حبيبة أبوكي .. 
صباح الخير حبيبي كويس إنك صحيت هروح أصلي وأجهزلك الفطار لحد ماترجع عندي جامعة ولازم أكون في محطة القطر بدري وحضرتك عارف الميزانية ضاربة مش ناقصة ميكروباص ..
ربت على كتفها بحنان أبوي  
ربك هيعدلها يابنتي طول ماإنت بتقولي يارب ربنا هيقولك مسألتك عندي ..ربنا رب قلوب يابنتي .
ونعم بالله يابابا هو فيه موضوع كنت عايزة أكلم حضرتك فيه بس لما أرجع بإذن الله .
أومأ وتحرك وهو يردد  
أصبحنا وأصبح الملك لله
اللهم ارزقنا الستر والنعمة ياالله 
عاد بعد قليل وجدها أعدت له طعامه وأيقظت أخيها الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي ..
دلف إلى باب منزله ولسان حاله 
اللهم صل على خير الأنام ..نظر إلى الطعام المعد ثم رفع نظره الى ابنته التي تقف أمام المرآة ترتدي حجابها 
أقعدي إفطري معانا ياقلب أبوكي ثم اتجه بنظره إلى ابنه الذي يتابع هاتفه 
زياد توصل أختك لمحطة القطر ياحبيبي الجو شتا برة ومفيش حد في الطريق ..
حاضر يابابا هشرب الشاي وأقوم أهو ..حملت حقيبتها ونظرت بساعة يدها  
خليك ياحبيبي علشان تلحق تراجع قبل درسك أنا هعدي على أمل ممكن ربنا يهديها وتيجي معايا النهاردة وإنت ياسي بابا متنساش حقنة السكر في ميعادها لو سمحت وأه صفاء مش هتروح المدرسة النهاردة قالتلي عايزة تروح تزور أمها . 
أومأ متفهما ثم أطلق زفرة حارة تنم عن غضبه حملت حقيبتها بوقوف أخيها 
هوصلك ممكن أمل ترفض تروح إنتي عرفاها هوائية .
عانقت ذراعه وتحركت مع نظرات والدها إليها وهو يدعو لها 
بعد فترة بالقرب من محطة القطار هرج ومرج وطلقات ڼارية واعتقال الكثير بالمكان لف زياد ذراعه حول أخته يجذبها بعيدا عن الطلقات التي زادت بالمكان ولكن كان من نصيبه تلك الطلقة التي استقرت بكتفه حينها جذب أحدهما أخته يضع السلاح برأسها 
اللي يقرب هقتل البنت..صړخ زياد وهو يضع كفه موضع الچرح 
غرام..ارتجف جسدها وهي ترى الكثير من الرجال وهم يحملون الأسلحة نظرت إلى أخيها الذي سقط متأوها ثم نادت بصرخاتها 
زياد ..جذبها الرجل للخارج ولكن طلقة من أحدهما أدت إلى مقتله..هزة عڼيفة أصابت جسدها حينما وجدت الرجل سقط أمامها غارقا بدمائه ...اقترب منها أحد الرجال 
إنت كويسة ..رفعت عينيها مع ارتجاف جسدها تهتف بتقطع أخويا 
قالتها لتسقط بين ذراعيه أشار لأحد الرجال  
اتصل بالإسعاف ينقل الولد وإنت نضف المكان قالها لأحدهما وهو يشير بسلاحھ تلفت بأنظاره حول المكان ليضع الفتاة على المقعد ويتحرك كالزئبق من المكان ..قاد سيارته وقام بمهاتفة قائده 
تم ياباشا الولد اتصفى والمطلوب معايا والتاني تحت إيدين أمن الدولة .
أشار بيديه علامة انتصار 
برافو صقر كنت عارف إنك قدها .
ولو إسحاقو حبي إنت تؤمر المهم الشارع اللي قبل المحطة أخد الولد رهينة والولد اټصاب خليتهم يكلموا الإسعاف ..
على تواصل اسحاقوا باشا مهما كان الأمن في خدمة الشعب .
قهقه الآخر 
تشكرات صقور تشكرات ..قالها وأغلق الهاتف ليتحرك الآخر متجها إلى عمله .
بأحد الأحياء الشعبية القديمة 
استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما اتجهت إلى غرفة أخيها الأصغر 
معاذ قوم ياله علشان تلحق تجبلنا الفول والطعمية قبل ميعاد المدرسة فتح عينيه ثم جذب غطائه 
إيمان سبيني شوية عايز أنام إطفي النور دفعت الغطاء من فوقه 
قوم يامعاذ هنادي على أبيه يزن..نهض يتمتم بامتعاض 
أوووف كل شوية قوم يامعاذ مفيش غير معاذ في البيت دا ..قالها الصغير وهو يجذب منها الصحن واتجه إلى الأسفل بعدما ارتدى جاكيته الشتوي .
تحركت متجهة إلى غرفة أخيها الأكبر
ابيه يزنحبيبي الساعة تمانية ياله علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل الشغل .
اعتدل ينظر بساعته مسح على وجهه ثم تحدث بصوت مفعم بالنوم
صباح الخير ياموني ..
صباح الخير ياأبيه ياله قوم صلي لحد ماأجهز الفطار .
دفع الغطاء وأجابها  
صليت الفجر حبيبتي عايز شاي وأي حاجة علشان أنزل بسرعة..
تحركت متجهة للمطبخ قائلة 
عيوني شوية وهتلاقي كل حاجة جاهزة خرج يبحث عن أخيه فتساءل  
فين معاذ 
ضحكت بشقاوة 
نزل يجيب فول وماقولكش قال إيه..
ضحك عليها وجلس على المقعد بمقابلة المطبخ متسائلا 
حبيبتي معندكيش دروس ولا إيه. 
خرجت تحمل الخبز والجبن وأجابته 
عندي الساعة تلاتة بعد مامعاذ يرجع من المدرسة أومأ برأسه 
فيه حاجة واقفة معاكي في الكيمياء 
هزت رأسها بالنفي 
معايا أحسن مستر وهغلط برضو !.. تسلملي يازينو قاطعهم صوت الباب 
اتجه يفتح الباب توقف متسمرا عندما وجد دموعها تسيل على خديها 
يزن أنا قررت أتجوز آسفة مش هقدر أكمل معاك..تحركت للداخل ووضعت أشيائه ثم خرجت سريعا من المنزل 
دقائق وهو متوقفا كأن روحه سحبت لبارئها يردد  
أنا أكيد بحلم .

 

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك 
ۏجع فراق الأحبة يعادل آلام المۏت 
و بعض الحب خلق ليبقى رغم البعد..
رغم استحالة اللقاء  
رغم ۏجع الفراق 
رغم الكبرياء  
ورغم الأمل المفقود ...
يبقى فقط لأنه خلق ليبقى.!! 
ثم______ماذا
هناك أرواح حبها لا يحكى ولا يكتب هم حكاية قدر جميلة لكنها لن تكتمل ولن تتكرر أبدا..!!
توقف يزن محاولا استيعاب ماقالته رفع عينيه إليها 
استني عندك إيه اللي بتقوليه دا !. 
فركت كفيها تبتعد ببصرها عنه 
كل شيء قسمة ونصيب يايزن
بتقولي إيه يامها! 
ابتعدت بخطواتها بوقوف إيمان بجوار أخيها 
مها أدخلي إفطري معانا قالتها بدخول معاذ 
أهلا أبلة مها وأنا بقول الطعمية لذيذة ليه علشان أبلة مها هتفطر معانا 
كانت تطأطئ برأسها للأسفل ولم تقو على النظر إليه 
أنا هتخطب يايزن ربنا يرزقك ببنت الحلال ..

أبيه أدخلوا جوا استدار إليها وعينيه على معاذ 
خدي معاذ وأدخلي جوا ياإيمان .
أومأت برأسها قائلة
حاضر.. سحبت أخيها وألقت نظرة على مها ثم دلفت للداخل 
تراجع يجذب مقعد طاولة الطعام ثم أشار لها بالدخول 
أدخلي نتكلم عايز أعرف إيه اللي حصل..
مفيش حاجة نتكلم فيها يايزن أنا تعبت بقالنا خمس سنين مخطوبين العمر بيسرقني إنت راجل السن عندك مش فارق لكن أنا دلوقتي عندي تمانية وعشرين سنة عايزة أعيش حياتي يايزن أتجوز وأجيب أطفال وأعيش حياتي مرفهة ودا مش هلاقيه معاك متزعلش مني أنا ذنبي إيه أشيل مسؤولية 
أختك وأخوك بحبك أه لكن الحب مابأكلش عيش كل شوية أقول أعذار لأمي وأبويا تعبت من 
علشان كدا مختفية بقالك أسبوعين وكل ماأروحلك يقولوا تعبانة ياترى كنتي واخدة القرار ومكسوفة تقوليلي ولا بتهربي..
يزن أنا بحبك بس ظروفك أقوى من الحب دا مقدرش أفضل كدا ..
لا يايزن مش حقي أنا اللي فركشت .
توقف سريعا ورمقها بنظرة مستاءة 
إسمها أنا اللي بعت وأنا اللي يبعني ضغط على أسنانه وعيناه تطلق أسهما ڼارية يرمقها بها ثم دنا منها مرددا بجفاء
أحرق اللي يفكرني بيه..غرز عينينه بمقلتيها..جاية بكل بجاحة توقفي قدامي تقولي واحد إتقدملك وإنت موافقة !. 
دنا إلى أن أصبحت المسافة بينهما معډومة ثم انحنى بجسده 
خنتي العهد اللي بينا يامها حړقتي قلبي روحتي اتكلمتي مع واحد وإنت مخطوبة إنت عارفة أنا شايفك إيه دلوقتي ..
نكست رأسها بأسف وتمتمت بخفوت 
لو سمحت يايزن بلاش تجريح .
خاېنة إنت واحدة خاېنة وكذابة وأنا اللي غلطان.. تراجع وجنون العشق الغادر بداخله ېحرق روحه 
اطلعي برة وخدي الحاجات دي خديها حتى لو هاترميها .
همت بالمغادرة إلا أنه صاح باسمها 
انحنى وحاوط وجهها 
أنا أبيع الدنيا كلها علشانك إنت ومعاذ أوعي أسمعك تقولي كدا أنا قبل ماأكون أخوكي فأنا 
هزت رأسها رافضة حديثه 
تضيع حياتك ليه إنت مش أبونا..
إيمي مش عايز أسمع كلام في الموضوع دا أهم حاجة دلوقتي تهتمي بدراستك وبس متنسيش إنت ثانوية عامة كفاية السنة اللي اتأجلت بسبب ۏفاة ماما مش هاقبل أعذار عايز طب ياإيمي غير كدا مش مسمحولك تفكري في حاجة لو فعلا بتحبي أخوكي.. عايز نجاح باهر.
قبلت كفه الذي يحتضن به وجهها 
إنت أحسن أخ في الدنيا ربنا مايحرمني منك .
دمغ جبينها بقبلة حنونة 
طيب مها هتقدر تنساها تنسى حب حياتك. 
أشاح ببصره بعيدا عنها ثم أردف .
حبيبي متزعلش هي الخسرانة لأنها متستهلكش أوعى واحدة زي دي تكسر يزن السوهاجي اللي كل بنات المنطقة ھتموت على نظرة من عيونه 
رسم ابتسامة وارتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة قائلا  
بنات المنطقة كلها مرة واحدة قومي يالمضة قومي..
بعد فترة على طاولة الطعام أردف معاذ 
أبيه يزن عايز فلوس درس الانجليزي الميس طلبتهم مني الحصة اللي فاتت.
حاضر.. قالها وأخرج سېجارة يرتشف من كوب الشاي وعينيه شاردة بكافة الاتجاهات كانت تتابعه بعينيها أصاب قلبها الألم على نظراته الحزينة رغم محاولته بالظهور أنه على مايرام .
وضع الكوب وتوقف متحركا إلى أشيائه جمعها ثم أخرج نقودا من الحافظة الخاصة به 
موني دي فلوس درس معاذ عدي على الميس وشوفيه عامل إيه معاها وكمان فلوس الفيزيا
على يزن برضو ياموني النت أصلا فصل مش عيب تكذبي على أخوكي..
جذبها لأحضانه بعدما شعر بحزنها 
شوفتي بتزعليني إزاي مكسوفة تسأليني على الفلوس نسيت والله ياقلب أخوكي بعد كدا هقبضك شهريا كل دروسك إحسبي الحسبة وقولي عايزة إيه وأنا تحت أمرك .
وصلني معاك بالمكنة ياأبيه عمو اسماعيل عامل عمرة للتوكتوك أومأ وتحرك إلى دراجته البخارية .
ارتدى الخوذة وأشار إليه بالتحرك 
استناني برة لما أخرج المكنة خرج وتوقف أمام معاذ رفع نظره على تلك السيارة التي توقفت أمام منزل خطيبته ترجل منها شاب يافع الطول عرفه من ظهره نعم صاحب العمل الذي تعمل به وصلت إليه بجوار والدتها التي رمقت يزن بنظرة مستاءة ثم أشارت على ذاك الشاب الذي يدعى طارق وصاحت بصوت مرتفع ليصل إلى آذان يزن 
 صوت الدراجة وكأنه لم يعد يستمع لأصوات تلك الشمطاء وهي ترحب به كيف يفعلوا به ذلك كيف تقبلت أن تجلس معه وهي على عهد معه
قاد دراجته بسرعة فائقة مما أزعجهم بخارها كانت تطالعه بأعين حزينة تعلم أنها خلت بوعدهما ولكن ماذا عليها أن تفعل بعد
 

تم نسخ الرابط