خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي
المحتويات
كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه
هتفت دلال بحب
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها .
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني .
هتفت خديجة بجدية
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري
زفر بضيق بعد أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك
هتف شاكر ببرود
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق طمئنها بنظرة عيناه الحانية
هتفت بتوجس
خير أسر فيه حاجة ومش عاوزني أعرف
الكلام اللي هقوله صعب أسر يعرفه ولو وصله الكلام ده أكيد مش هيكون بخير خالص
هتف سليم منفعلا
وضح كلامك واتكلم دغري مابحبش اللف والدوران
زفر انفاسه بهدوء ثم قال
الحړب اللي عملتها عليه لازم تنتهي وحالا وإلا
قاطعة باستهزاء
وإلا ايه يا شاكر بيه سليم السعدني مابيتهددش ولا بيتجبر ينفذ أوامر
نهض واقفا ونظر له پغضب
أسر لو عرف أنك سبب ټدمير حياته الزوجية مش هيسكت لو وصله بس
خبر أنك ورا إصرار نور على الإنفصال منه بسببك أنت مش بسبب حد تاني
اكيد هيكرهك ده غير أن حالته الصحية هتدهور وهيفقد الثقة فيك وفي كل اللي حواليه
ثم القي نظرة أخيرة على والدته وقال
عقلي إبنك يا هانم بلاش يلاعبني بأسلوبه ده عشان اللي هيتحرق بناره
هو أخوه مش أنا
ثم سار بخطوات واسعة مبتعدا عن الڤيلا واستقل سيارته عائدا إلي فيلته
يبتسم بانتصار فقد انتصر السحرة على الساحر وانقلبت لعبته ضده فهو
يعلم أن ما فعله هو الصواب من أجل انقاذ حفيدته وشركته من الخسارة.
هتفت خديجة بقلق وهي تمسك بذراعي أبنها
سليم شاكر مابيهددش شاكر عاوز يخسرك اخوك اكيد نور وصلتله كلام
ماحصلش وهو مصدق حفيدته وعشان كده جاي يساومنا أرجوك يا بني
أبعد عن شاكر خالص عشان حياة اخوك أحنا ماصدقنا أن خد قرار الانفصال
عن نور بلاش يعرف اي حاجة تانية ممكن تموته
ماتخفيش يا ماما شاكر مايقدرش يعمل هو بس ثرثار شويا و عنده علم
أن اقدر اخرصه بس أنا سايبة حلاوة روح مش أكتر أسر خط أحمر ولو
هو فكر يتعدا الخط ده مش هيكون في صالحه
يا بني يا حبيبي ريح قلبي وبلاش تقرب من شغله مش عشان خايفين منه
بس أنا بشتري راحة ولادي عشان خاطري
حاضر يا امي خاطرك غالي ومش هقرب منه بس ده مش خوف منه ده
عشان عاوز حضرتك تطمني وماتقلقيش ادعي بس لأسر يرجع بالسلامة
هو أنا عندي أغلي منكم ادعيلوا ربنا يسعدكم ويريح بالكم ويعمر قلوبكم
بالانسانه إللي تستحقه وتصونه
أبتسم لها بحب ثم التقط كفيها يطبع على كلاهما ق بله حانية ثم نظر لها بمرح قائلا
ينفع الشحط إللي قدامك ده ينام في حضنك انهاردة ولا كبرت عليه
ابتسمت له بحنان ولمعت عيناها بفرحة ثم قالت
مهما كبرت حضڼ امك هيفضل يساعك ومتاح لك العمر كله
ربنا يخليكي يا ديچا قلبي
سحبت مقعده المتحرك ودلفت به المصعد وبعد أن توقف بالطابق الثاني
وغادروا المصعد حركت المقعد الى حيث غرفتها ساعدته على أن يمدد
ج سده بالفراش وعندما وضع رأسه أعلى الوسادة اغمض عيناه ليذهب في
نوم هادئ ابتسمت هي ودثرته بالفراش وظلت جواره تمسد على خصلاته
برفق وتتمنى داخلها أن يسعد قلبه ويحظي بالحياة التي يستحقها فهو
مثله كمثل أي شاب من حقه أن يتمتع بحقه في الحب والزواج وتكوين
أسرة وينجب الاطفال.
تنهدت بحزن عندما شردت لذلك التفكير ثم أغمضت عيناها هي أيضا ونامت
قريرة العين بجانب ابنها الحبيب .
الفصل التاسع
كانت تسير حافية القدمين بمكان مظلم لا تعلم اين هي تتلفت حولها
كالتائهه التي ضلت طريقها وفجاة ظهر من خلفها كلب أسود كبير ينبح
بصوته القوي يريد النهش بها ركضت بكل ما أوتيت من قوة وهو يركض
خلفها ظلت تصرخ تستنجد بأحد لكي
يخلصها من ذلك الكلب ولكن صوتها لم يكن مسموع .
صړخت بكل قوتها وفتحت عيناها بفزع ثم انتابها نوبة من البكاء
يبدو بأنها كانت داخل كابوس مزعج.
فتحت سناء عينيها عندما استمعت لصوت صړاخ حياة نهضت من فراشها
وسارت بخطواتها المتبطئه متوجهه إلى غرفة حياة للاطمئنان عليها .
دلفت الغرفة وشهقت پصدمة عندما وجدت ج سدها ينتفض أعلى الفراش وتبكي بنحيب اقتربت منها بحنو وجلست جانبها اعلي الفراش وحذبتها
لاحضانها وظلت تهدهد عليها برفق وهمست بصوتها الحاني ما تيسر من
القران الكريم وضعت كفها اعلي جبين حياة وهمست قائلة المعوذتين
وسوره الاخلاص والفاتحة وختمت بأيه الكرسي ظلت ترددهم ثلاث مرات
متتاليه ثم ربتت على ظهرها وقالت
ماتخفيش يا بنتي شكلك كنتي بتحلمي عشان مغيرة مكان نومتك
همست حياة من بين دموعها وهي متشبثه باحضان سناء
كابوس فظيع يا عمتو
ضمتها برفق واراحت ج سدها بجانبها وهتفت بطمئنينه
انتي بخير يا حبيبتي ماتقلقيش وانا هنام جنبك وماتحكيش اللي شوفتيه في منامك
هدا ج
متابعة القراءة