رواية آهابة لعزيزة

موقع أيام نيوز

..وهي أين أبيها لتقول لنفسها بحسرة
أيوا ياختي فوقي كدا لنفسك وبطلي تبصي لفوق أنت أبوك مرمي في السچن..
أخرجها من شرودها صوت مهاب وهو يقول
سجي يلا علشان هنمر علي كذا مريض..
فاقت من شرودها وهي تقول بنبرة حزينة فشلت أن تدريها
ها.. حاضر .. حاضر .. تحت أمرك يا دكتور..
شعر بحزنها وهو يتمعن في ملامح وجهها ثم أستطرد 
مالك يا سجي في حاجة ولا إيه!
أشاحت بوجهها وهي تحاول الهروب من أمامه و تقول
مفيش عن أذنك هستني حضرتك برا .. كادت أن تخرج ولكن كانت يد مهاب هي الاسرع وهو يغلق الباب ويستند بذراعيه عليه لتصبح هي حبيسة يديه..
قالت بصوت مهزوز
دد دكتور من ف فضلك أبعد ميصحش كدا..
قال بأصرار
مش قبل ما أعرف سبب الدمعة اللي في عنيك دي!! ..
أرتجفت أوصلها بشدة وهي تتمعن بملامح وجهه الوسيم وخفق قلبها الذي أعلن التمرد عندما وصله رائحة عطره الممزوج بعبقه وانسابت تلك الدمعة الخائڼة علي وجنتيها ليمد هو أنامله ويمسها بحنان وهو يقول
مالك يا سجي في حاجة مدايقك.. أحكي لي يمكن أقدر أساعدك..
لمسة يده جعلتها كمن صعقته الكهرباء فقد انتفضت وأبعدته برفق وهي تقول بلطف محاولة تغير مسار الموضوع
هي
البنت اللي كانت مع والدك دي مالها أنا سألت كذا حد بس قالوا أنها أغمي عليها في الجامعة..
ثم استطردت بشك 
بس انا لمحتها لما كان والدك شايلها شكلها حد معتدي عليها وكمان أخوك كان شكله تعبان..هما فيهم إيه بالظبط..
رد بتلعثم وأرتباك
مفيش هي زي ما قالوا ليك كدا.. أغمي عليا وجابوها هنا ..
ضايقت عينيها بفضول وهي تقول
و أخوك بردو أغمي عليه!!!!
رد بنفاذ صبر
أيوا يا ستي ولو خلصتي أسئلة ياريت تمشي قصادي عشان نمر علي المرضى.....
عامل إيه يا عم سعيد النهاردة.. قالها مهاب بوجه بشوش وهو يعاين إحدي المړضي.. وكانت هي تقف بجواره وتدون كل ما تراه في دفترها..
رد سعيد
الحمد لله يا مهاب .. بس زعلان منك..
أبتسم له مهاب بود وهو يقول
ليه بس يا عم سعيد ده أنا مقدرش علي زعلك نهائي..
رد الاخر مسترسلا
بقي يا واد أنت بقالك شهور مش بتسأل عليا ياخسارة تربتي فيك..
تعجبت سجي من حديث ذلك المړيض حتي انها قامت بلكز مهاب وقالت بخفوت
دكتور هو إيه اللي بيقوله ده!! هو أحنا مش كنا هنا أمبارح..
رد عليها بنفس الخفوت
هفهمك بعدين..
أوماءت له وصمتت وهي تشاهد ما يحدث..
حقك عليا يا عم سعيد مش هتتكرر تاني.. قالها مهاب لذلك المړيض وهو يداون له العلاج المناسب لحالته..
أستطرد سعيد بجدية
وانت ياختي ياللي بتوشوشيه مالك كدا شكلك زعلانة ليه! قولي لي هو الواد ده زعلك..
قطبت جبينها في دهشة وسرعان ما قالت تجاريه في الحديث
لا لا مش مزعلني خالص متقلقش أنت بس يا عمي سعيد كل تمام..
قال سعيد بتصميم
لا شكله مزعلك .. ثم تتطلع الي مهاب مسترسلا بأمر
يلا بوس راس مراتك يا ولد وعلي الله القيك مزعلها تاني..
مراته دي كمان..
قال مهاب وقد أستغل الموقف لصالحه
تعالي يا مراتي يا حبيبتي بتبعدي ليه بس ..
كانت تبحلق بعينيها محذرة إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها
خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة .. ثم أكملت بخفوت
أنت هتستهبل .. علي الله تقرب أكتر من كدا..
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة 
خلاص يا واد يا مهاب انت ما صدقت ولا ايه..
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المړيض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة..
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر
ليه بس كدا يا عم سعيد ..ثم أستطرد بجدية
علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراش..وأسترسل 
ونام شوية وأنا هبقي أعدي عليك..
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده ..
هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني.. قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المړيض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير
ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي
عليه.. قال كلمته الاخير وهو يغمزها..
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب..
ا خطوتين وهو يقول بقلق 
إيه ده مالك يا سجي بټعيطي ليه!
ردت من بين بكاءها المرير
ناس بترمي أبوها وناس .. قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب..
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يطرق الباب فيقوم محمد ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى ابنته مريضه و انها
تم نسخ الرابط