وتين الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

صوتها وسار بخطوات متمهلة فى اتجاه الصوت

وقف ينظر لها باندهاش بعدما وجدها تجلس امام فرن فلاحي تعجن الفطائر والخبز و وجهها ملطخ بالطحين وهي تضحك وفي قمه سعادتها..

ذهل عندما وجدها ترتدي ثياب فلاحي مثلها مثل السيدات التي تساعدها في الفطائر والمعجنات.

هتف بصوت عالي يشوبه بعض الحده وابتسامه ماكره تزين ثغره 

وتين تعالي واشار لها بيده..

التفتت له وهي ترفع

حاجبها وتذم شفتيها ولم ترد عليه لتدير وجهها مره اخرى للسيدات التى تجلس معهم و هتفت باستفهام 

بتعملوا اية يا ستات لما أجوازتكم بتشخط فيكم..

نظروا الي بعضهم البعض وحل الصمت على المكان حتي قطعته روحيه..

احنا ستات غلابة يا ست وتين يعني ما بنقدرش نرد عليهم..

كانت فينا اللى بتنضرب وتنطرد من بيتها .. وفي اللي بتتحرم من ولادها بسبب جبروت الرجالة الظلمه اللي مش بتراعي ربنا في ستاتها .

لكن انتي يا ست وتين لما استاذ راكان شخط فيكي كانت ابتسامتة تشرح القلب الحزين ربنا يخليكم لبعض..

كان راكان يسمعهم باهتمام حتي نظرت له وتين نظره ذات مغزي فهمها منها..

انها تريده ان يغادر انصرف بدون ان يتفوه بكلمة..

كان للحديث باقيه قطعه هتاف راكان عليها .. هى أثارت ذلك السؤال بعد ان شد انتباهها حالة الحزن التى تسيطر على احدى السيدات ..

فبمناداة راكان عليها جلب لها طريقه لتفتح معها حوار لتستدرجها فى الحديث عن سبب حزنها وعلامات البكاء التى ترسم خطوط تحت عينيها تحاول ان تداريها ولكن اظن ان آلامها اكبر من ان تداريها ..

حولت نظرها الي فريال التي كانت تبكي بصمت واقتربت منها وهي تضع يدها علي كتفها تربت عليها بحنان بشفقه على حالها اردفت هاتفه 

مالك بټعيطي لية انتي جوزك بيضربك صح .

اومأت لها فريال وشهقاتها اخذت تعلو وتعلو وكأنها كانت تنتظر إشاره للبدء والفضفضه عن ما يجيش بصدرها من آلام جسديه ونفسيه...

سحبتها وتين لأحضانها هاتفه 

أهدى ياحبيبتى وأحكى مټخافيش منى اعتبرينى ذى اختك..

خرحت فريال من احضانها تهدئ من شهقاتها هاتفه 

العفو ياوتين هانم انتى مقامك أحسن من كده... بس شهاده لله انا قلبى ارتاحلك وحساكى واحده مننا بسيطه وتدخلى القلب بسرعه ربنا يهدى سرك ..

هقولك ايه ولا ايه بس انا عيشتى مرار طافح يكفيكى الشړ..

بصى دى عينه صغيره من اللى انا عيشه فيه..

بسطت يديها وهي تشمر عن أكمام ساعديها هاتفة 

اه بيضربني شوفي عامل فيا ايه

انفزعت وتين وهي تشهق وتضع يدها علي فمها ودموعها تنهمر بشده هاتفه 

هو اللي حړق ايدك كدة وليه دا متخلف وعاوز يتعالج ليه مقولتيش لأهلك..

ردت عليها پخنقه وقلة حيله 

هو مش بېخاف ربنا وملوش كبير وانا مخلفة منه عيلين .. هروح بيهم فين.. اهلي علي قد حالهم وأنا مقدرش اصرف عليهم لوحدى .

اخذتها وتين في احضانها وهي تربت علي ظهرها بحنان هاتفه 

متشليش هم اى حاجه سبيها علي ربنا هو هيحلها من عنده .

اخرجتها من احضانها تواسيها وتطمأنها بنظرات عينيها واستقامت تستأذن منهم هاتفه 

بعد اذنكم انا همشى دالوقت ولينا قاعده مع بعض وتركتهم وغادرت وهى تحاول ان تمسك دموعها من الهطول امامهم .. فهذه المسكينه اوجعت قلبها بعد رؤيتها لحړق يديها..

ذهبت وجدت راكان ينتظرها في الخارج هرولت علية ترتمي في احضانه وهي تبكي وتقص عليه ما سمعت ..

طبع قبله علي رأسها وجفف دموعها قائلا 

هششششششش اهدى متزعليش يا عمرى انا هشوف حل مع جوزها... هو شغال هنا مسؤول عن المواشي... وانا هعرف اخليه يندم علي اللي عمله معها... وآخر مره يمد ايده عليها... سيبى الموضوع دا ليا بعد ربنا .

نظرت له بحب وهى وتطبع قبله علي وجنته ربنا يخليك ليا يا راكان .

ابتعدت عنه عندما سمعت صوت روحيه ست وتين انا هودي الفطير علي البيت عشان تفطروا بيه سخن وان

شاء الله فوزية بتقولك هتنتظركم بليل في حنه بنتها .

اومأت لها وتين بحب هاتفه 

حاضر قوليلها ربنا يسهل ان شاء الله..

ذهبت هي وراكان لكي يتناولون الطعام .

ابتسم لها وهو يتطلع الي الفطير المشلتت .. سحب لها الكرسي كى تجلس بجواره..

اخذ يقطع الفطير ويأكل منه بنهم ويغمز بعينه اياكي تقولي انك انتي اللي عملتي دا ..

ضحكت وهي تخلع حجاب رأسها كانت ترتديه لكي تكمل الزي الريفي هتفت ساخره من حالها 

عمايلي ايه بس يا ابني ده انا عملت كوارث.. ده الفطير اللي انا عملته على رأي فريال لو الطيور رضيت تاكله يبقى حنوا عليا وعندهم حق.

ضحك وهو يقهقه بصوت عالي لا ده انت بقى تقعدي وتحكي لي وعرفتي كمان الطيور ده انتي مصيبتك مصېبه .

ابتسمت له بسعاده وهي تاكل واردفت

طبعا انا عرفت حاجات كتير بس انت اللي هتحكي لي الاول ..

انت جبت المزرعه دي امتى وازاي.. انا عارفه انك بتحب الخيل من ايام ما كنت بتنزل السمان تركب خيل بس انك تجيب مزرعة فاجئتني وابهرتني بصراحه...

ابتسم لها بحب قائلا 

المزرعه دي يا ستي كانت لمستشار زميل بابا وتوفى وما كانش عنده

تم نسخ الرابط