رواية عازف بنيران قلبي لسيلا وليد البارت الثامن والتاسع عشر
المحتويات
البارت الثامن عشر
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
قمة العشق هو أن تقضي الليل وأنت تبكي وټموت قهرا على غيابه وتتوعد بنسيانه وحين تجتمع عينك بعينيه تنسى كل شيئ وتبتسم فالعشق ماء الحياه وهو روح من النيران ليطفئ لهيبها المشتعل
قبل ولادة ليلى بساعة
وصل المشفى وهو يضمها لأحضانه ترجل سريعا من السيارة وهو يحملها متجها بها للداخل كان يونس ينتظره
ليلى سمعاني عايزك تدخلي الأوضة دي وانت متأكدة من حبي ليك المهم إنت عندي
ليلى أتأكدي أنا بحبك
أغروقت عيناها بالدموع ولم تقو على الحديث
وضعت كفيها على أحشائها وانسدلت عبراتها وهي تطالعه فقط وضع كفيه فوق كفيهاوشعر بضعف الدنيا من آلامها ليته يستطع أن يمتص آلامها بدلا عنها
هتقومي بالسلامة حبيبي ليلى أنا عرفت كل حاجة لازم تقوميلي بالسلامة
ضغطت على كفيه وهمست بآلامها
راكان أنا خاېفة عايزة ماما رسم إبتسامة وهو يحاوطها بنظراته
أنا مش مكفيك لسة طفلة وعايزة ماما
آآهة ...خرجت من بين شفتيها ودموعها تجري كالشلال على وجنتيها
حبيبتي يونس معاكي جوا مټخافيش أنا هستناكي هنا
رفعت عيناها وتقابلت نظراتهما وجدت الړعب على عيناه فتحدثت بصوت مفعم بالبكاء
سامحني لو سمحت ممكن مخرجش عايشة...دفعت الممرضة الفراش
فأردف بجوارها
ان شاءالله هتقومي بالسلامة انحنى ثم لثمها على جبينها
فجلس بالخارج وبجواره سيلين تربت على ظهره پبكاء
ليلى هتقوم بالسلامة مش كدا ضمھا لأحضانه
إن شاء الله حبيبتي ادعيلها ياسلين انت قلبك نضيف ربنا هيتقبل منك
انا خاېفة عليها قوي ياراكان أخرجها يزيل دموعها
سيلي حبيبتي انا محتاج اللي يقويني بلاش ټعيطي اتصلي بمامت ليلى وعرفيها
وصل يونس الذي تجهز لدلوفه للداخل هب واقفا ينظر إليه
هتكون كويسة يايونس مش كدا هي مش لسة بدري على ولادتها
ربت يونس على ظهره
امسكه راكان من تلابيبه
دا وقت هزار يابني آدم انزل يديه وهو يرمق التي تجلس تبكي فأردف
فيه ستات كتيرة بتولد في التامن متخافش ان شاءالله هتقوم بالسلامة وتتجوزوا ياسيدي اللي يشوفك دلوقي مايقولش من كام يوم عامل دراكولا
استدار إليه عندما وجد نورسين متجهة إليهما فهمس إلى يونس
مش عايز نورسين تعرف حاجة وكمان ممنوع حد يدخلها بلاش أقولك واكدلك
حياتها في خطړ هي والولد أومأ برأسه ودلف للداخل
إيه ياراكان صحيح ليلى هتولد
جلس ورسم على وجهه الجمود قائلا
ايوة أخيرا ابن سليم هيجي وهاخد حقه وحقي
ضيقت عيناها متسائلة
تقصد إيه ياراكان...رفع نظره إليها
أمشي دلوقتي مش عايزك تكوني هنا وأنا كدا كدا همشي مستني حد من أهلها
دنت تحاوط عنقه وهمست أمامه
ايه الشو اللي عملته عند البيسين دا
ضيق عيناه متجاهلا حديثها
عملت إيه مش واخد بالي..جلست بجوار سيلين تطالعه قائلة
أحضانك ليها مش دي اللي عايز ټنتقم منها
جذبها من رسغها وتحرك بعيدا عن أخته
اټجننتي بتقولي إيه قدام سيلين وبعدين إنت جاية ليه ياله أمشي من هنا وإياك تجي من غير أذن
ضمته ونظرت اليه
حبيبي أنا آسفه متزعلش أنا همشي واستناك تيجي نسهر مع بعض زي زمان
جذبها وهمس
الليلة لازم ابارك للمدام اللي فرقت بيني وبين أخويا وكانت السبب في مۏته أمشي دلوقتي وبعدين نتكلم
تحركت بعدما طبعت لثمته على وجنتيه وصل توفيق يرمقهما بسخرية
في المستشفى هو انت مش فارق معاك مستشفى ولا غيره
أمشي ياروحي وبعدين نتكلم قالها راكان وهو يرمق توفيق
تحركت وهي تلوح بيديها قائلة
هستناك ياحبيبي سلام
نظر توفيق إلى غرفة العمليات
إيه أخبار حفيدي وليه بتولد دلوقتي
جلس متكأ بظهره على المقعد ولم يجيبه فيكفي مايشعر به من خوفا ..أطبق على جفنيه عندما وصل الجميع وهم ينتظرون خروج حفيدهم سوى زينب التي لم تعلم بولادة ليلى بأمر من راكان
نهض وهو يتحرك ذهابا وإيابا لا يعلم ماذا عليه فعله في وسط ذاك الحشد تمنى لو دفع ذاك الباب ودلف لم يتيح إليه الفرصة للتفكير فدلف عندما وجد الجميع منشغل
دلف بهدوء يبحث بعيناه قابله يونس بعدما انتهى نظر إليه بذهول
راكان بتعمل ايه هنا!
ليلى عاملة ايه يايونس وتأخرت ليه!
جذبه متحركا للخارج من بابا آخر
هي كويسة والممرضة اخدت البيبي عشان نطمن عليه عند دكتور الأطفال ونشوفه محتاج حضانة ولا لأ متقلقش عليها
توقف ممسكا كفيه
يونس مش مخبي عليا حاجة مش كدا سحبه يونس متجها لغرفتها ..وجدها تخرج على فراش المشفى لا حول لها ولا قوة أسرع خلفها
هتفوق إمتى نظر لساعته وتحدث
عشر دقايق متخافش هي كويسة وكله تمام
مش عايز حد يعرف إنها فاقت ممكن سيلين بس عشان كانت خاېفة عليها اومأ برأسه وتحرك يونس للخارج
دلف لغرفتها وجدها مازالت نائمة جلس بجوارها ممسكا كفيها يحتويه ع
بعد قليل وصلت الممرضة تحمل الطفل بجوارها يونس وسيلين..أسرعت سيلين إليه
مبروك ياراكان ابن سليم
حمل الطفل ينظر إليه رجفة أصابته وشعور متناقض أستحوز عليه لا يعلم ماذا يشعر أهو سعيدا أم حزينا لا يشعر بشيئا سوى أن ذكرى أخيه أمامه همس إلى نفسه
أيعقل أن أكرهه ظل يطالع الطفل للحظات انسدلت عبرة غائرة على وجنتيها هنا شعر بجمود جسده وعيناه معا فهز رأسه رافضا أحاسيسه قائلا لنفسه
دا إبن اخويا هو مالوش ذنب دا هيكون أغلى من حياتي مش اللي فرقنا ابدا فراقنا كان قدر ومكتوب
رفع الطفل ثم طبع قبلة على جبينه قائلا
ربنا يبارك فيك أنا معرفش ايه المفروض أعمله كل اللي أعرفه وحاسس بيه إنك غالي قوي حبيبي
ضمھ لأحضانه واغمض عيناه كأنه يشم به رائحة أخيه الغائبة
كان يونس يراقب حالته شعر بالحزن عليه نعم شعور مقيت لعاشق أن يرى ابن حبيبته من رجل آخر ولكن هنا سيطر حب الأخوة على حب القلب
اقترب يونس يربت على ظهره متسائلا
راكان حاسس بإيه
رفع نظره بتيه مردفا
لو قولتلك كان نفسي سليم يكون موجود دلوقتي وهو اللي يضم ابنه هتصدقني
اقتربت منهما سيلين تبكي على كلمات راكان ودموعه التي انزلقت رغما عنه أكمل راكان وهو يطالع الطفل
سليم كان ابني قبل مايكون أخويا وعمري مافكرت اخطڤ سعادته ابدا والله يايونس عمري مااتمنيت له غير انه يكون سعيد مع البنت اللي بحبها
حاول يونس تغيير الكلام حينما شعر بتخبط راكان وحزنه الذي ظهر على ملامحه فأردف
الولد دا شبهي ...ضحكت سيلين من بين بكائها وأجابته
شبه مين هو إحنا ناقصين رخامة وتلزيق
مسد راكان على خصلات الطفل ثم أردف مبتسما
بس ياحمار الولد شبه عمه اطلق يونس ضحكة مرتفعة
ايوة هتقولي واخد منك الرخامة ولد رزل من وقت مانزل من بطن أمه مش مبطل عياط
رفع نظره للممرضة وهو يضم كفيه
الولد كويس...أومأت الممرضة برأسها قائلة
كويس زي الفل
استمع لهمس ليلى ...تحرك متجها إليها بإبتسامة جذابة خرجت من ثغره وهو ينظر لعيناها المنغلقة وهي تهمس
ابني..جلس بجوارها ونزل ب يهمس إليها
انا موجود هنا افتحي عيونك حبيبي عشان أشوف بيهم جمال الدنيا
سحب يونس كف سيلين
متابعة القراءة