الحسناء والميكانيكي بقلم سارة حسن

موقع أيام نيوز


الصبر في الاستماع لها حتي ضحكتها الخجله التي جعلتها تشطح بخيالها عن سببها و نظرته بعد وداعها كل هذا كان كفيل ان تفتح تلك الورقه مهاتفه منتصر و الذي يبدو انه كان في انتظار اتصالها بفارغ الصبر... 
كل ما يتملكها الخۏف من محادثتها مع المدعو منتصر تهدئ نفسها انها ستحصل عليه في النهايه هي تستحق افضل من زوجها عديم الشخصيه ربما ظلمت بزواجها لاول لكنها لن تنتظر هكذا لن تحصل في النهايه علي رجل كأي رجل. 

لن ټندم ابدا علي اتفاقها مع منتصر مادام في النهايه سيكون هو و الامر بسيط هو فقد يريد اخباره بوجود حسنا وفقط
و هي ستفعل اي شيء اي شيء لو في النهايه ستتمكن من الحصول عليه ...
توالت زيارات حسنا لمنزل علي و علي لاول مره لم يستطع تحكيم عقله في علاقاتهم و هي تسير لذلك الطريق و دائما ما تشعره هي بالامان لتلك العلاقه و لايعرف من اين تاتي به ...
حكت هي الاخري عن حياتها دون الجزء الخاص به حكت عن جدها و والدتها و اخيها و مازلت االاعين متربصه بهم تلك التي تغلي من تلك الغريبه و الاخر يفكر بحيله يقتنص الفرصه لهما... 
صعدت حسنا بصنيه و كوبين من الشاي و ابتسامه علي ثغرها تحركت اتجاه بخطوات هادئه حتي وضعت الصنيه على السور امام عيينه المرتكزه
عليها 
ضحكت بخجل و اخفضت عينيه عنه و توارت عنه و تصنعت انشغالها بالزهور و لم تستطع الوقوف امامه هكذا فا قالت تحذره برقه هانزل
رفع يديه لاعلي و قال عابثآ هو انا جيت جمبك
وجهت رأسها الناحيه الاخري و
مسك يديها فجاءه و تحرك بها لمكان بالسطح لم تصل اليه من قبل تابعت عينيها يده و جانب وجهه الرجولي و ذلك الشعور بالتملك اتجاها يصل إليها بقوه و كأنها انثاه و تخصه وحده طريقته بالتعبير بالحديث او حتي بعينيه او بحركات جسده الواثقه تلك تشعر بجانبه إنها طفله هادئه و سعيده و مطمئنه. لم تنتبه انه توقف الا عندما سمعت صوته و هو يشير لمكان ما متسائلا ايه رئيك 
تحركت لمكان ما اشار اليه و فجأه قفزت مكانها و صړخت بقوه و هي تركض اتجاه الارجوحه المزدانه حبالها بالانوار الصغيره وبعض الورود علي مقعدها جلست و اشارت اليه أمره إياه يالا تعالي مرجحني 
في الحقيقة كان يعرف انها ستسعد بها و لكنه لم يتوقع ابدا ردة الفعل تلك و لم يتوقع ظهور تلك النظرة الطفوليه بعينيها و لم يتوقع ايضا انها ستنسي حتي ان تشكره. 
امتثل لامرها مرحبآ و استدار خلفها و بدء بالتحرك بالارجوحه و هزها للامام و الخلف وهي عادت برأسها بالخلف و اغمضت عينيها مستمتعه بالهواء الذي يحرك شعرها للامام و للخلف و لرائحته التي تشتمها كلما تشعر انها قريبه منه حركت يديها علي جانبي الحبل حتي لامست يده و توقفت و توقف هو فتحت عينيها والټفت برأسها اليه وليدها الملامسه ليده شعرت بوجيب قلبه وتلك النظره الحنونه التي تخصها هي فقد وقفت ببطئ امامه و عينيه علي يدها و أخيرا حرك يده علي يديها حتي اختفي كفها بكفه تمامآ نظر لعينيها لوقت لا يعلمه و لا تعلمه هي ايضا و اصبح الجو من حولهم مشحون بالعاطفه و الحب الذي لم يصرح به بعض و لكنه علي طرف لسان كلا منهما. 
استمع لتنهيدتها الخاڤتة و ابتسم اليها تلك الابتسامه الجذابه التي باتت تنتظرها منه و قال مافيش شكرا 
ضحكت بخفوت و خجل متذكرا انها للان لم تشكره علي صنعه لها فقالت حسنا شكرا طبعا بس دي بتاعتي
لوحدي صح
اومأ لها برأسه و هتف عشان كده عملتها في حته مداريه شويه 
بامتنان واضح قالت له حسنا 
فرحت بيها اوي تعبت نفسك يا علي 
خرجت كلماته دون شعور امامها بصدق و هي فرحت عنيكي دي شويه 
ارتسمت بسمه ناعمه و عينيها تلمع كالنجوم في ليله صافيه 
هل هذا هو الشعور الذي شعرت به هدي لعمها الشعور الذي يجعلها تترك العالم لاجله ان تدخل حرب فقط لتفوز به في النهايه تشعر انها قريبه جدا من ذلك الشعور ان تترك العالم لاجله ان تحاربه هو لتصبح بجانبه عن رضا منه بعد ما يعرف سبب قدومها و حقيقتها. 
طرقع باصبعيه بوجهها ليخرجها من شرودها المفاجئ الذي بات يلاحظه مؤخرا روحتي فين
اجابته برقه معاك يا علي 
و كانها ليست مجرد كلمه علي كلاهما هي معني و تاكيد و قرار 
عقد حاجبيه فجاءه و قال طنط مين
ضحكت بخفوت و اجابه 
طنط مامتك يا علي 
حك طرف انفه بأصبعه بتذكير وقال امي اه صح 
ترك يديها و سحبتها هي ببطئ و اتجهت راكضه لباب السطح اختفت لثواني و ظهرت برأسها مائله وشعرها المتدلي و ابتسامتها قائله نسيت اقولك ان دي أحلى هديه جاتلي في حياتي
ابتسم علي اثرها و عينيه مثبته فقد علي الباب متمتآ و ياليتها قد سمعت 
انتي هديتي يا حسنا
جالسا علي مقعد الاداره با الشركه الام لشركات الحسيني يطرق بالقلم علي المكتب و عقله شارد في مكان آخر مكان ما تتواجد ابنته حسنا. 
زفر احمد و استقام متجهآ للصور الموضوعه علي الحائط واحده تحوي صورة العائله قبل وفاه شقيقه و الاخري لصورة اخيه بمفرده نظر اليه بحنين ملئ عينيه سنوات و سنوات مرت يلوم نفسه يوم بعد يوم رغم انه كان الاصغر من اخيه بسنوات قليله الا ان صلاح كان بمثابة والده الثاني كان يملك من الحنان و العاطفه جعلته دائما يحكم قلبه معللا ان القلب دائم ما يري الحقائق. 
كان عنده بصيره و حلم با الاقل منه لذلك حزن علي فراقه الجميع. 
يعاتب نفسه احيانا لخنوعه لوالده بعد ۏفاة اخيه لاخذه للصغير رغم رفضه لقسوته و ظلمه لم يستطع الوقوف امامه ربما لصغر سنه او لصعوبة الفاجعة التي حلت عليه. 
الا انه في الاخير اب ېخاف علي وحيدته من كل شئ... 
خرج من شروده و جذب هاتفه استمع لصوتها في المقابل ايوة يا بابا 
قال احمد لها عامله ايه يا حبيبتي 
اجابته حسنا قائله بخير يا حبيبي ما تقلقش
بخير! يعلم هذا جيدا من صوتها و هذا ايضا ما يجعله في نفس الوقت... قلق. 
و أخرتها يا حسنا المفروض يبقي في حد للموضوع ده 
اخفضت صوتها و قالت بابا مش وقته الكلام ده 
انفعل والدها قليلا و هتف امتي وقته يا حسنا امتي انتي لو مش عارفه تتصرفي قوليلي و انا ادخل
اجابته بسرعه و قالت لا يا بابا ارجوك 
زفر علي الحانب الاخر و قال ببعض الهدوء و قلق اب انا قلقان عليكي يا بنتي 
قالت له بحنو كعادتها انا كويسه و الله ها تخاف عليا من ايه 
ادرك ان لا بدي من الحديث بالهاتف فقال لينا كلام لما اشوفك لو سمحتي يا حسنا مش عايز تأخير 
اجابته بطاعه قائله حاضر يا بابا انا جايه علي طول...
جالس منتصر في قهوة والده يأخذ انفاس متتاليه من الارجيله و عقله يدور علي تلك التي تأتي تقريبا يوميا لمنزل علي دون معرفة هويتها
 

تم نسخ الرابط