الفصل الأول من شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد
المحتويات
شوفي جمال بيكسب في أسبوع أكتر ماهو بيكسبه في شهر .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رددتها فريدة قائلة
إيه اللي بتقوليه دا يارانيا دي أرزاق جوزك ظابط يابنتي يعني قيمة وبعدين متزعليش إنت اللي بتصرفي كتير راجح بيدخل كتير لكن إنت اللي مش حريصة مين قالك جمال ياما هنا ياما هناك ...جمال ياحبيبتي معاه عمال يعني اللي بيطلع لنا بسيط بس دي بتكون بركة..إنت اهتمي بجوزك يابت دا كفاية عليكي مرات حضرة الظابط .
مش عايزاه ياختي الظابط دا أنا عايزة راجل يحس بيا .
جاهدت في إخفاء حزنها من بنت عمها على عدم الرضا بالمكتوب..وضعت أمامها كل ماتشتهيه ثم أردفت بهدوء
حبيبتي طول ماإنت مابتشكريش ربنا كدا عمر ربنا ما يزيدك مش دا راجح اللي كنتي ھتموتي عليه رغم أنه كان متجوز شوفتي آخرتها إيه
كنت مفكراه هيطلع زي جمال يافريدة نفسي في راجل يحبني ويهتم بيا زيك كدا .
ضحكت فريدة ببراءة ثم ربتت على كتفها
يابت راجح بيحبك وبيموت فيكي كمان هو فيه واحد يتجوز على مراته غير عاشق بس ضغوطك عليه دي غلط ..
هزت جسدها تلوح بكفيها غير راضية وأجابتها ممتعضة
لا والله إنت متعرفيش حاجة كل فلوسه على إبنه الزفت طليقته سوسة كل شوية تتكهون عليه وإيش الواد عايز دكتور مرة وعايز مصاريف منها غير كل شوية ينط لها بحجة الولد .
حرام عليكي يامفترية البنت غلبانة وفي حالها وأهلها شايلين كل حاجة
هي مين اللي في حالها دي لما جمال يتجوز عاوزة أشوفك بتقولي كدا .
تذمرت فريدة فنهضت تلملم طاولة الطعام
قومي يارانيا ارتاحي شوية وبلاش كلامك اللي يزعل دا حافظي على جوزك المهم قوليلي عايزة تاكلي إيه أعمله ليكي..
تجولت بعينيها على المنزل فهتفت
تحركت فريدة وهي تحمل الأطعمة المتبقية تضعها بالمطبخ ثم توققت تشير إليها على مطبخها
وغيرت المطبخ إيه رأيك..
إش إش يافريدة إيه الحلاوة دي شوفتي علشان تصدقيني تجارة السمك دي بتكسب إزاي لو جوزك شغال زي كان زمانك مش لاقية حاجة .
توجهت إلى ثلاجتها وأخرجت بعض المجمدات
غلطانة يارانيا أنا كنت عملت جمعية كبيرة والست عفاف قالتلي على معرض بيصفي شغله جبت منه المطبخ والصالون وكمان أوضة النوم مقدرش أقرب من فلوس تجارة جمال إنت عارفة البحر يوم ليك ويوم عليك .
نزلت ببصرها على بطنها متسائلة
جمال بيحب الولاد شكله كدا بدليل الولد لسة ماكملش ٣سنين وعايز تاني .
ابتسمت تضع يديها على بطنها قائلة
أوي يارانيا ونفسه كل خلفته تكون صبيان أنا شاكة برضو المرة دي كمان هجيب ولد نفس اللي بيحصلي دلوقتي حصل أيام يوسف .
هشوف الولد وراجعة لك..أومأت لها .
تابعتها رانيا بعينين تنبثق منهما الغيرة ونيرانا تريد إحراق كل ما تملكه..خرجت تحمل الولد
يالهوي الولد سخن أوي أنا كدا لازم أنزل بيه للدكتور أتصل بجمال وأعرفه ولا إيه بس جمال ممكن يقلق
رفعت كفيها قائلة
طيب هاتيه وروحي إجهزي ولا تقولي ولا تعيدي..تناولت الولد وتصنعت الحزن قائلة بأسى
ياحبيبي الولد ڼار إجهزي بسرعة وأنا هنزل معاكي .
بعد فترة بالمشفى جلست بجانب ابنها بعد قرار من الطبيب بحجزه بالرعاية
ربتت رانيا على ظهرها
ألف سلامة عليه يافريدة ماعلى قلبه شړ حبيبتي ..
أومأت لها وهي تحتضن كف الصغير إتصلي براجح يعرف جمال معرفش تليفوني شكلي نسيته في البيت .
استدارت قائلة
ولا يهمك هعرفه كان نفسي أقعد معاكي لكن مش قادرة إنت عارفة الحمل وتعبه .
أومأت لها وتجمعت العبرات بعينيها
ولا يهمك المهم جمال يعرف علشان مايقلقش ..ولا هاتي تليفونك أكلمه .
رفعت الهاتف وأشارت لها
هكلم راجح أهو وأعرفه قالتها وتحركت للخارج لحظات وأجابها
إنت فين !
أنا في المستشفى مع فريدة عرف جمال ..قطع حديثها
خير إن شاءالله..تراجعت للخارج وهمست
الولد تعب شوية أصرت الدكتور يشوفه وقال إيه لازم يفضل للصبح علشان تطمن عليه مع إن الدكتور قالها روحي الولد كويس بس تقول إيه لازم تجنن جمال علشان تفهمه أنها مهتمية بالولد .
جمال مش هنا هيبات في البحر عنده نقص في أعداد العمال واتصل بعد ما معرفش يوصل لفريدة وقالي أعرفها أنه هيبات برة .
بعد عدة ساعات تجلس بجوار زوجها تتناول الطعام نهض من مكانه
هروح أشوف الولد برضو مينفعش يارانيا نسيبها لوحدها .
ألقت مابيديها وتوقفت
هي اللي عايزة كدا الدكتور قالها مالوش لازمة بس أهو تقول إيه..
سحبت كفه وأجلسته بجوارها
أقعد الولد كويس هي اللي بتحب تظهر قدام الكل إنها شاطرة وپتخاف على ابنها وكأن مفيش غيرها.
ظل يطالعها بصمت فتراجعت إلى الخلف تسحبه
بحبك يارانيا نفسي تعقلي وتحطي الكلمتين دول في عقلك
عارفة ومتأكدة يارجوحة بس انت اللي بضايقني وكل شوية فين الفلوس بتسخسر فيا شوية فلوس ياراجح ايه اللي بتقوليه دا دا انت الحب كله دفعته ليجلس على المقعد
طيب علشان الكلمتين الحلوين دول شوف هعملك ايه
فجرا بأحد المشافي الحكومية قامت إحدى الممرضات بمهاتفتها
أيوة ياست الولد فاق وبقى كويس وممكن يخرج النهاردة .
هبت فزعة وتحركت بعيدا حتى لا يستمع إليها زوجها
يعني إيه يابت إنت مش أكدتي أنه ھيموت..أجابتها الممرضة بصوت خاڤت
معرفش فيه دكتور جديد كشف عليه من شوية عرفت إن الولد فاق .
بدأت تتآكل من الداخل وتهمس لنفسها كالتي فقدت عقلها
يعني الولد هيعيش وهي تتهنى معاه تعملي إيه يارانيا لازم تفكري بسرعة قبل ماجمال يرجع
اتجهت لذاك المقعد وجلست تنظر للخارج وعقلها يعمل بكافة الاتجاهات ظلت لعدة ساعات وهي بتلك الحالة إلى أن ابتسمت بشيطنية نهضت متجهة إلى زوجها تيقظها
الساعة داخلة على ٩ ايه هتفضل نايم مش هتروح الشغل اعتدل يجذب سجائره وأردف قائلا
لا إجازة النهاردة إنت بتعملي ايه! جذبت وشاحها وصاحت قائلة
هنزل السوق أشتري شوية خضار البيت مفهوش حاجة .
خرج زوجها وحاول إيقافها
استني أشوف حد ينزل بلاش إنت الجو قلب ..
لفت حجابها بطريقة عشوائية ثم ارتدت حذاءها
هاتلي بس 1000 جنيه فيه فيتامين ناقص وعايزة أشتري شوية حاجات كمان .
أشار إليها بالانتظار ثم توجه إلى حافظة نقوده ليحضر النقود..تحركت رانيا الى إحدى المناطق تنتظر أحدهم خرج أحد الرجال الخارجين عن القانون يعرف بعطوة
عامل إيه ياعطوة ..
كويس ياست الناس ..تلفتت حولها ثم أردفت بصوت خاڤت
عايزة منك خدمة تعملها زي اللي عملتها في الأول ياعطوة وتتصدق ..
ظل يستمع إليها بهدوء استند على الجدار يحك ذقنه ثم رمقها قائلا
بس الموضوع صعب ياست الناس دا خطڤ وكمان متنسيش حضرة الظابط إيده طايلة .
جذبته من ذراعه وتراجعت للخلف
إسمعني كل اللي عاوزه هتاخده زي المرة اللي فاتت المهم تخلصلي من الولد دا النهاردة
متابعة القراءة