نوفيلا نصف جميلة سلوى عليية

موقع أيام نيوز

حديثه. فنظرت لدكتور سالم وانا أقول 
زفر دكتور سالم وقال يا جميله المشكله أنه رافض أى مساعدة . تخيلى أنه مشى كل اللى فى البيت معاه ولولا عم خليل البواب رفض يمشى مكنش حد حس بيه . أكمل بحزن د لولا معاه نمرة مروان مكناش عرفنا اللى حصل . 
ربت على كتفه وأنا أقول هو لازم له مساعدة وحضرتك عارف . 
تحدث بيأس للأسف مفيش دكتور قدر يوصل معاه لحاجه خااالص . 
لم أعلم لم أجبته وقلت ايه رأيك أجرب أنا يا دكتور يمكن أقدر اعمل اى حاجة. 
نظر إلي ولسان حاله يقول وكيف ستقدرين على شئ لم يستطع الوصول إليه أكثر المعالجين النفسيين . 
 كده مفيش حد جاب معاه نتيجة .خلاص نسيب جميلة تجرب وإن شاء الله تقدر تعمل اللى غيرها معملهوش. 
نظر إلينا دكتور سالم وقال بتخوف أنا خاېف عليها يا مروان انت عارف صاحبك عصبي ومحدش بيقدر عليه وبعد الحاډثة عصبيته زادت بزيادة . 
رددت عليه بكل ثقة ياريت حضرتك تسيبلي الفرصة دى لو قدرت كان بها مقدرتش يبقى خلاص اهى محاولة. 
وافق دكتور سالم على أن أتولى علاج حبيب النفسى . فقررت أن أبدأ فورا دون تأجيل.
استأذنت منهم جميعا وودعت تقى ثم ذهبت لغرفة هذا المړيض الصعب. 
دخلت عليه بهدوء فكان مغمض العينين .اقتربت منه بحذر .وبدون إرادة منى أخرجت شهقة شقت صدرى. يا الهى إنه هو من رأيته برؤياي. كيف هذا ! 
تصنمت مكانى فلم أقدر على الإقتراب ولم أقدر على الرجوع . 
حتى تحدث هو وقال مين هنا فى الأوضة 
يالصوته الرخيم المميز ببحة رجولية تأثر القلب. 
لم أجبه فأنا بالفعل بحالة من الذهول حتى أكمل وقال لو حد من الممرضين أو الدكاترة ياريت يتفضل يطلع بره لأنى مش عايز حد معايا لو سمحتوا.
ورغم صوته الهادئ الا أنه كان محتدا قليلا وكأنه يحاول أن يتحدث دون عصبية . 
أجليت صوتى وتحدثت بهدوء وحضرتك مش عايز ليه حد من الدكاترة ولا
الممرضين .هى مش دى وظيفتهم برضه ولا ايه 
فتح عيناه المغلقة وياليته مافتحها . انها كبحر من القهوة الممزوجة بالشيكولاة السويسرية الفاخرة . هل يوجد به شئ غير جميل لا والله إنه يجعلك دون إرادة تقول سبحان المبدع. 
رد علي بعصبية وقال وانا مش عايز حد معايا .ايه هو بالعافية 
وجدت نفسى دون تفكير أقول له عشان إنت جبان. 
إعتدل على سريره ونظرات الڠضب تخرج من بحر القهوة خاصته وقال نععععم مين ده اللى جبان يامجنونة انت.
ماذا هل نعتنى بالمچنونة . وجدت نفسى أضحك وانا أحدث نفسي وأقول وماله مچنونة مچنونة مش مهم هبقى أعالج نفسى . 
زاد صراخه وهو يقول بتضحكى على إيه يامتخلفة انت 
ساد الصمت قليلا قبل أن يقول پغضب تعرفى عنى إيه عشان تقولى علي جبان . 
سعدت بداخلي فأنا كنت متوقعه أن يرفض الحديث معى ولكن كونه رد على سؤالي فهذا معناه أنه تجاوب معى .نعم فتلك هى طريقتى معه للعلاج .وهى المواجهه.
أجبته بثقة أعرف عنك اللى محتاجة أعرفه .ومنها انك مهندس شاطر فى شغلك وعندك عمك وعيلتك اللى بتحبك .وانك عصبي ومبتسمحش لحد يقرب منك .
أجابنى بسخرية وقال ونسيت اهم حاجة إنى أعمى مبشوفش .صاح پغضب فاهمة يعنى ايه مبشوفش .بس انت هتفهمى ازاى وانت مش حاسه بي ولا بۏجعي .
ضحكت أنا تلك المرة وقلت بثقة ومين قالك انى مش فاهمة وجعك. بس تقدر تقولي ايه اللى حصل عشان ده كله لم أنتظر منه إجابة وأكملت أنا 
أقولك أنا انت اه اتعميت بس عندك أصحاب ممكن يساعدوك .صحيح انت مهندس وعينك مهمة فى شغلك بس ممكن تقول تصورك للحاجة وحد قريب منك ينفذها. بس ليه تعمل كده طبعا لازم تشيل الكل ذنب اللى حصلك . تخلى واحد زى دكتور سالم حزين وبيمووووت عشانك . اصحابك اللى بيحاولوا يطلعوك من اللى انت فيه تبعدهم عنك . ارتفع صوتي وأكملت إيه يعنى اللى حصلك على الأقل انت ليك عمليه ممكن تتعمل وتشوف بعدها بس حضرتك اللى رافض .عرفت بقى ليه بقول عليك جبان يا باشمهندس. 
صاح پغضب لا انت متعرفيش حاجة متعرفيش يعنى ايه تحسى بنظرات الشفقة من اللى حواليكي. 
رددت عليه دون وعى على الأقل انت بتحسها لكن أنا بحسها وبشوفها .تعرف أنا لو كنت اتعميت كان عندى أهون من اللى بيحصلى . على الأقل ساعتها مش هبعد أصحابى عنى لو حاولوا يساعدونى هحاول أقف من تانى عشان عيلتى . ممكن أحس فعلا أنهم بيشفقوا علي بس لما يلاقونى كملت مش هحس بده منهم . بدل مانا
بشوف نظرة إشمئزاز ياريتها تكون شفقة وانا هبقى مبسوطة . تصدق انت فى نعمة مش حاسس بيها. 
صمت حل على المكان لا أسمع غير صوت أنفاسي المتلاحقة وكذلك أنفاسه هو .
وجدت نفسي أخرج من الغرفة دون كلام .حتى أنى ذهبت لمنزلي دون الرجوع لدكتور سالم مرة أخرى . 
احتللت غرفتي ولم أسمح لأحد بالدخول علي. فلأول مرة تتملكني الحيرة واللوم .نعم ظللت ألوم نفسي على ما خرج من فمي من كلمات. فكيف أقول لشخص أعمى أنت بنعمة بعد أن كان يرى النور كيف أصف ظلامه بالنعمة 
نعم هو للراضي بقضاء الله نعمة ولكن هو ساخط يريد يدا تخرجه من صحراء سخطة لنعيم الرضى بقضاء الله . 
وكانت حيرتي بسبب كلماتي عن نفسي . ظللت أفكر وافكر .كيف سأواجهه غدا ولكني رغم ذلك رددت على نفسى بأنى لابد أن أكمل الطريق .وتذكرت رؤياي وأن طريقي له ملئ بأشواك الصد من جانبه ولكني سأظل أمد يدي مرارا وتكرارا حتى يلتقطها.
ذهبت لعملي فى اليوم التالي وجدت دكتور سالم بإنتظاري وعندما رآنى أشار لي أن أتبعه لغرفة مكتبه.
وقفت أمامه كالمذنبة فبالتأكيد قد إشتكى منى ابن أخيه ومن الممكن أن يعفيني من علاجه النفسى. كنت أنكس رأسي ارضا حتى قال لي مالك فيه إيه
نظرت إليه وقلت بهدوء منتظره كلام حضرتك. 
وياللعجب لقد وجدت إبتسامة على وجهه ثم قال أنت متعرفيش أنا مبسوط إزاىإمبارح حبيب مبطلش كلام عليكي. ضحك بقهقهة وقال هو صحيح كلام مش لذيذ يعنى بس كون أنه اتكلم كده عنك حتى لو بعصبية يبقى انت لفتي انتباهه وكده يبقى هو ممكن يستجيب معاكى بسهوله. 
وقف من على كرسيه ثم اتجه إلي وهو يقول تعرفى أن اى دكتور كان بيروحله حبيب مكنش بيرد عليه أصلا لغاية الدكتور مايعتذر . عشان كده أنا موافق على اى حاجة هتعمليها معاه .المهم أنه يتكلم ويطلع اللى جواه وساعتها ممكن نقنعه أنه يعمل العملية.
خرجت من مكتب دكتور سالم وأنا أشعر بالسعادة. نعم فسأظل خلف هذا الحبيب حتى يستجيب. 
أنهيت عملي أولا وتعمدت ألا أذهب إليه إلا متأخرا طرقت بابه وانا اعرف انه لن يسمح لأحد بالدخول .ولكن رغم هذا فتحت باب الغرفة ودخلت عليه فكان يجلس بأريحيه يضع ظهرة على قائمة التخت وكأنه يفكر بأمر ما. لم يتحرك من مكانه ولكنه قال بفظاظة قلت مش عايز حد يدخل عندى.
جلست بجوارة بهدوء وأجبته
تم نسخ الرابط