مذاق العشق بقلم سارة المصري

موقع أيام نيوز

اجمل شىء حدث لها .. 
ألم يكن بمقدوره ان يكون اكثر رحمة 
الم يكن ... 
اخبارك ايه دلوقتى 
اخرجتها الطبيبة من افكارها فتمتمت 
احسن الحمد لله 
عقدت الطبيبة ساعديها وقالت في رفق 
لسة بتفكرى فى اللى حصل ..انا قولتلك لو حبيتى تقدمى بلاغ فى الراجل ده انا مستعدة اشهد معاكى 
اغمضت صوفيا عينيها فى الم 
مبقتش فارقة 
قالت الطبيبة وهي تميل اليها 
بس الراجل ده صعب اوى نفذ اللى عايزه ڠصب عن ابنه ومن وراه كمان 
التهمت اذن صوفيا الكلمات فاعتدلت بسرعة وهى تسألها في لهفة 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انتى قولتى ايه ..اللى عمل كدة ابو زين مش زين نفسه 
هزت الطبيبة كتفيها قائلة 
معرفش زين مين بس الشاب
اللى كان معاه كان هيصور قتيل ساعتها واضح ان ابوه اتصرف من وراه 
وضعت صوفيا جبينها بين كفيها وفركته فى قوة وهى تتمتم 
يعنى مش زين ..مش زين 
وعادت لتهمس فى خيبة امل 
طب ليه سابنى ومسألش عني من وقتها 
لم تملك الطبيبة اجابة هذه المرة فأغمضت صوفيا عينيها وهي ترتمي من جديد على وسادتها لتأخذ وضعها القديم مواصلة في رجاء 
من فضلك سيبينى لوحدى 
تركتها الطبيبة بناءا على رغبتها لتحاول أن تعادل افكارها من جديد بعد ما علمته 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هل لا زالت تسخط على زين 
ام انتقل هذا السخط على والده 
هل لم يعد مذنبا من وجهة نظرها 
..أغمضت عينيها فى حزن فالان علمت انه من المحال ان تتقبلها هذه العائلة.. فهل عليها ان تفكر فى عرضه السابق بالابتعاد عنهم من جديد ولكن ... 
اوقفت افكارها تماما وهى تغطي رأسها بالوسادة لتحاول الهرب من كل شىء ...لن يمكنها اتخاذ قرار مناسب وهي في هذه الحالة ..لحظات و شعرت بباب الغرفة يفتح فظنته احدى الممرضات لتهتف فى تأفف 
قلت مش عاوزة ... 
وقطعت كلماتها ليتسع ثغرها وتنهمر دموعها فى حرارة هذا بالفعل كل ما كانت تحتاجه الان .
الفصل السابع عشر 
ارتمت صوفيا بسرعة بين ذراعي ايلينا وكأنها افتقدتها منذ مائة عام... 
أخذت تتمتم بين دموعها 
سيبتينى لييه ايلينا ..سيبتينى ليه 
جلست ايلينا فى المقابل وهي تضمها فى قوة تحاول بها التغلب على ارتعادها ونحيبها بينما تمرر اصابعها في شعرها وتقبل رأسها فى حنان حاولت ان ترفع وجهها لتتحدث اليها ولكن الأخرى أبت ذلك وتشبثت بها أكثر ... 
رضخت ايلينا لرغبتها وأبقتها دقائق في أحضانها تهدهدها كطفل صغير .. 
أغمضت صوفيا عينيها بقوة قبل أن ترفع رأسها بصعوبة من على صدر صديقتها كأنه قد التصق به .. 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
احتوت ايلينا وجهها بين كفيها ...مسحت بابهاميها دموعها وهي تمنع نفسها بصعوبة من مشاركتها البكاء ..صوفيا ليست مجرد صديقة ...صوفيا أعدتها طفلتها لسنوات طويلة ...رؤيتها وهي تتمزق قهرا شىء لا تحتمله مطلقا .. 
صوفيا ..حبيبة قلبي ..مالك.. 
ارتمت صوفيا بين ذراعيها من جديد كأنها تختفي في حنانها من قسۏة العالم وظلمه ..كأنها تخشى أن يسلبها حضڼ صديقتها وأمانه كما سلبها كل شىء 
ارجوكي ايلينا احضنيني وبس ...خليني اعيط لحد ما اكتفي ومن غير ما تسأليني ..ممكن 
أحاطتها ايلينا بذراعيها واخذت تربت على ظهرها لتبكي صوفيا من جديد.. قهرا على حبها الضائع .. 
تبكي النبذ الذى ستظل تعانيه عمرها بأكمله .. تبكي الذنب الذى تحاسب عليه دون أن ترتكبه . 
مر يوسف بالحديقة قبل أن يدلف للقصر ليجد علي الصغير جالسا على احدى الطاولات وهو يتحسس بيده كتابا بطريقة برايل ...ابتسم كعادته حين يرى هذا الصغير الذي يذهله دوما ...رؤيته تبعث السعادة الى أي نفس مهما حملت من مشاق ...يكفيها نظرة الى هذا الملاك لتنفض عنها كل ما تختنق به من هموم ..خلع نظارته الشمسية وسار في اتجاهه ببطء ..وقف الى جواره للحظات يتبين ان كان سيكتشف وجوده أم لا ولم يخطأ ظنه اذ ابتسم علي وهو يقول في بساطة أهلا يا يوسف 
ضحك يوسف وهو يجذب مقعدا ليجلس امامه يسأله في حيرة 
لا بجد بقا قولي عرفت ازاي أنه أنا من غير ما اتكلم حتى 
هز علي كتفيه وهو يشرح له 
اولا بحس أن فيه حد جاي من صوت خطواته حتى لو هوا حاول يداريها فيه احساس بسيط ودني بتستقبله...الخطوات بالنسبالي زي البصمة ..كل واحد فيكو ليه خطوة معينة ...وطبعا ريحة كل حد بتأكد البصمة دي 
رفع يوسف حاجبيه في ذهول ..هذا الطفل يخدعهم بالفعل ..هو رجل متنكر في زي وصوت طفل ..كيف لمن في عمر التاسعة أن يتحدث بهذا الأسلوب والمنطق بل أن يقضى جل وقته في قراءة كتب لا يستوعبها عقله هو الراشد .. 
قاطع علي أفكاره التي يعرفها جيدا ومل من تفكير غيره دوما به هكذا ..هل ينتظرون من طفل كفيف أن يحيا العمر ساخطا على حرمانه من حاسة حباه الله بعشرة أمامها ...انه يرسم العالم بذهنه هو ..بخياله البريء الذي لم يلوث بعد بأحقاد البشر 
قولي يا يوسف ...عامل ايه مع ايلينا 
ابتسم يوسف حين سمع اسمها منه ...كل منهما بالفعل يليق أن يكون أخا للاخر 
كويسين ...بس اضطرينا نرجع عشان تعب صوفيا 
ومال اليه يربت على كفه قائلا 
المهم دلوقتي ...طمني عليك ...عامل ايه ..مش محتاج أي حاجة 
رد علي في امتنان 
الحمد لله ..أنا بخير طول ما انتو بخير 
واصل يوسف في حنان 
علي ...انت عارف انا بعزك قد ايه ومش عشان انت أخو ايلينا ولا ابن عمو سمير الله يرحمه ..لو احتجت أي حاجة في أي وقت اطلبها مني أنا 
مد علي كفه ليربت على كف يوسف وهو يبتسم في ود 
اللي ممكن أطلبه منك انك تخلى بالك من ايلينا ..ايلينا بالنسبالي كل حاجة ..اختي وأمي وحبيبتي و... 
قاطعه يوسف مازحا 
ايه يا حاج علي ...أنا كدة هغير 
وأردف في جدية 
ايلينا بقت حته مني يا علي ...بقت بالنسبالي كل حاجة ...اطمن 
تنهد الصغير وهو يضع كتابه على الطاولة 
ربنا يسعدكو 
............................................................ 
وقفت ايتن فى تردد امام باب منزله.... 
تمد يدها الى جرس الباب ...ثم تعود فى منتصف الطريق ... 
تعبث فى خصلات شعرها الاسود ... 
تقضم اظافرها وهى تحاول ان تتخذ تلك الخطوة التى عزمت عليها واصبحت اكثر صعوبة حين دخلت حيز التنفيذ لم تتخيل للحظة ان حسام بامكانه التخلى عن كل شىء عن عمله ومكانته وعنها ايضا ... 
غرورها الذى صنعته من الأصل مشاعره الجياشة نحوها صور لها انه قد يتنازل عن اى شىء من اجلها وانه بسهولة سيصفح عنها ويتناسى كل ما حدث انقطعت حيرتها وحسام يفتح الباب فجأة ... 
انتفضت للخلف فى فزع بينما حافظ الثاني على توازنه رغم المفاجاة التى واجهته بدوره ...ربما صډمته الكبرى فيها افقدته اى شعور بالصدمة بعدها .. 
استند بكفه على الباب وهو يأخذ نفسا عميقا ليقول فى حدة 
خير يا ايتن اللى جابك هنا 
ازدردت ريقها تجيبه فى تلعثم 
هنتكلم على الباب 
نظر خلفه لحظات وعاد ينظر لها قائلا في حدة 
انا عايش لوحدى 
تنحنحت فى حرج لتجلي صوتها ...لم تعتده حادا هكذا من قبل 
حسام انا عاوزة اتكلم معاك لو سمحت 
عض على شفته السفلى وتنحى جانبا لتدخل وهو يقول باقتضاب 
اتفضلى 
راقبها وهى تدخل لتجلس على اول مقعد صادفها فى الصالون ... 
نظر الى الباب ليتركه مفتوحا ويقف الى جوار مقعد مقابل وهو يعقد ساعديه ويتأملها قائلا 
ايتن قولى اللى عندك بسرعة لو سمحتى عشان ميصحش تفضلى موجودة هنا كتير 
شابكت اصابعها ببعضها البعض وهى تنظر ارضا وتتساءل اين ذهبت خطبتها العصماء التى جهزتها مسبقا 
اين تاهت كلمات الاعتذار 
ربما لانها لم تجد حسام بالاڼهيار الذى توقعته ...انهياره كان سيسهل من مهمته كثيرا ليفلت منها كلمات التعاطف دون حساب ...حسام الذي تعرفه ليس بهذه القوة والقسۏة مطلقا ...قسۏة لم تسمح سوى بكلمة واحدة من بلوغ شفتيها 
اسفة 
دق باصابعه على الكرسى الذى يستند عليه قائلا فى برود 
على ايه 
رفعت رأسها اليه فى بطء 
من فضلك يا حسام بلاش الطريقة دى ...زعقلى صړخ فيا اشتمنى حتى بس بلاش كدة 
ضحك في صخب وهو يفرك كفيه في تهكم واضح 
اه انتى جاية لحسام القديم بقا ..او خلينا نقول بشكل ادق حسام اللى انتى بتشوفيه بطريقتك... العاشق الولهان فى تراب رجليكى اللى ضيع عمره كله واحلامه وطموحه عشان بس يبقا جنبك ..حسام الضعيف بحبه ليكى ..حبه اللى خلاه يتنازل مرة واتنين وعشرة من غير ما يحس انه بدا ييجى على كرامته بزيادة ..الذنب مش ذنبك ..انا اللى كنت اعمى 
وفتح ذراعيه ليواصل 
ودلوقتى خلاص ..اتخلصت من ضعفى.. هرجع اعمل حياة جديدة غير الحياة اللى لخصتها كلها فيكى 
تمعنت به.. شابتها دهشة وهي تراقب حسام الجديد الذي لم تصادفه طيلة عمرها بأكمله ... 
ابتسم بزاوية فمه فى سخرية 
ايه كنتى متوقعه هتيجى تلاقينى مڼهار وحابس نفسى يا حرام وبشرب وبسكر عشان انسى ومش بعيد كمان اكون شانق نفسى ..مش غرورك كان ممكن يوصلك ده 
واضاف وهو يشير بسبابته الى صدره في جدية 
انا فوقت يا ايتن خلاص فوقت 
تمعنت به اكثر حاصرته بنظراتها تلتهم ملامحه التي تراها لاول مرة بتلك الصلابة وكأن تلك الصورة الهشة التى كان عليها دائما لم تكن له او ان غرورها بالفعل هو ماكان يصور لها هذا ...تصورت بالفعل انه يعيش حالة اڼهيار وصدمة ...شعرت بالشفقة عليه لهذا جاءت هل بالفعل تخطاها بهذه السهولة 
تنهد وهو ينظر الى ساعته يخبرها في حسم 
انا اسف جدا عندى شغل ولازم انزل 
حكت جبينها بكفها فى تردد لم يمنعها من سؤالها التالي رغم علمها بمدى وقاحته 
يعنى مش هشوفك تانى 
انا من النهاردة بالنسبالك زى زين ويوسف وقت ما هتحتاجى حاجة هتلاقينى 
تجمدت فى مكانها للحظات تتساءل لماذا ضاق صدرها بتلك الجملة وهى طالما تمنتها منه 
لماذا الان لاتقبلها مطلقا 
اهو شعور التملك 
اهي رغبتها فى ان يرضى غرورها كأنثى ويظل يحتفظ بحبها الكبير فى قلبه رغم ما حدث 
لما تراه اليوم بشكل اخر غير الذي اعتادته طيلة عمرها ليس فقط في طباعه بل في ملامحه 
نظرة أخيرة اليه والى الباب الذي وقف الى جواره ليطلب منها الرحيل جعلتها تشعر لأول مرة أنها خسړت الكثير ... 
ألقت هاتفها فى غيظ بعد ان قرأت رسالة جديدة من رسائل لاتعد ولا تحصى
تم نسخ الرابط