رواية لدعاء عبد الرحمن
المحتويات
وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال
كده نبقى متفقين .. تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض ونتفق على كل حاجة
غادرهم وائل سريعا وهو يبتسم بثقة وأغلق الباب خلفه ... نظر أحداهما للآخر وقال
قال الاخر
طب وبعدين ...
وقبل أن يجيبه سمعا طرقا على باب الشقة فنهض أحدهما وهو ينظر للآخر مترقبا وفتح الباب ونظر إلى القادم بتساؤل ورهبة وهو ينظر إلى حلته العسكرية وهو عاقدا ذراعيه أمام صدره ويقول بهدوء ولكن بلهجة صارمة
وبعد أسبوعين مرتقبين كانت تجلس فى قاعة المحكمة وهى تنظر إلى محامى المجنى عليها يحمل وجهها قسمات انتصار واثقة بعد أن أكد لها باسم أن الشهود سيغيرون أقوالهم و عدم حضور الضابط الذى يستند إليه محامى المجنى عليها فى أثبات جناية التزوير بدأت الجلسة وأمر القاضى حاجب المحكمة بالنداء على الشهود الثلاث .... نظرت دنيا إلى الأوراق أمامها وهى تشعر بأن كل شى قد انتهى فبمجرد أن يشهد الشهود بنفس الشهادة التى أمام القاضى فى المحضر فسوف يتغير الحكم كما قال لها باسم ..وأخذت ترسم أحلام وردية فى دنياها الخاصة وترى اسمها يسطع فى سماء الشهرة كنجمة متلألأة بين النجوم ..ولكن شعرت بزلزال شديد يفتت أحلامها وينثرها لتسقط من السماء إلى الأرض فى خسف شديد وهو تستمع إلى صوت الضابط الذى وقف أمام المحكمة بهئيته وقد ألقى عليها هى ووائل نظرة استخفاف .
أنهى القاضى مناقشة الضابط ثم استدعى الشاهدين اللذين أكدا أقوال الضابط و أنكروا بشدة الأقوال الموجودة فى المحضر المزيف ... شعرا كل من دنيا ووائل بأن الأرض قد ضاقت عليهما وأن السماء قد سقطت كسفا على رأسها ودرات بها الدنيا وهى تهمس لوائل أن يقوم ويناقش الشهود ويحاول تضليل المحكمة
مكنش قصدى اقټلها مكنش قصدى كل ده يحصل مكنش قصدى
سقطت دنيا مغشيا عليها عندما سمعت القاضى بعد المداولة ينطق بالحكم ويأمر بغحالة أوراق هانى للمفتى ويأمر بعودة أوراق القضية للنيابة العامة للتحقيق فى واقعة التزوير!
يعنى أيه مش لاقيه.. هيكون راح فين.. أختفى يعنى
تبادل معها الصړاخ وأخذ يصيح باڼهيار
بقولك اختفى.. أختفى ..لا تليفون ولا مكتب.. ومعرفش بيته.. عاوزانى أعمل أيه اضرب الودع ولا افتح الكوتشينه
يعنى أيه .. وقعنا فى المصېبة دى وسابنا وخلع ..ده احنا قدامنا أقل من شهر والتحقيقات تبدأ معانا وساعتها هنتحبس على ذمة التحقيق وياعالم هنطلع تانى ولا لاء ..
ما ترد عليا يا بنى آدم هنعمل ايه
أتجه نحوها ودفعها من كتفها وهو يصيح
معرفش معرفش .. ياريتنى ما كنت سمعت كلامه.. ياريتنى ماكنت بصيت لفلوس القضية أدينى هتحبس معاكى ومستقبلى هيضيع
نظرت له بذهول وهى تقول غاضبة
طب ليه عمل كده ليه .. كان قصده أيه من كده.. ياخد الفلوس ويحبس فارس ويضيع مستقبلى ويحبسنى وخلاص ..طب ليه
ضړب وائل قبضته فى الجدار وهو يقول بخزى
هو انت لوحدك .. منا كمان ضيعلى مستقبلى وهيحبسنى بسببه ..قالى ملكش دعوة.. أنا هوقف الظابط عند حده ومش هيروح المحكمة وطلع بيضحك علينا .. زى ما يكون كان قاصد يعمل فينا كده من الأول وكان بيلاعبنا بصوابعه زى عرايس الخشب ..يخلينا نروح نتفق مع سكرتير النيابة وندفعله الفلوس وهو بعيد.. ويخالينى اروح للظابط اساومه هو الشهود وهو بعيد
ضړب الجدار بقبضته مرة تلو مرة وهو يهتف حانقا
غبى ..أنا غبى.. كان لازم أخد بالى
تقدمت نحو الباب وفتحته پعنف وهى تصرخ فيه
أطلع بره يا وش النحس .. أطلع بره
خرج وهو ينظر إليها نظرات محتقرة بإزدراء فصفعت الباب خلفه بقوة وأخذت تتنفس بصعوبة وهى تفرك يديها بتوتر وخوف
كادت أم فارس أن تتابع حديثها مع مهرة لولا أن سمعت طرقات أخرى على باب الشقة .. عدلت مهرة من جلستها بينما اتجهت أم فارس لتنظر من الطارق .. فتحت الباب فوجدت شاب لم تره من
متابعة القراءة