رواية لدعاء عبد الرحمن
معانى كثييرة وقال ببطء
طلقها .... !!
نظرت إلى عينيه وهى تقول
ايوا طلقها
ثم قالت مؤكدة
كل ده علشان تجيلك
ألقى بلال نظرة سريعة على فارس ثم أعاد رأسه إلى والدته وأكمل حديثه الخاص معها تاركا فارس فى حيرته ...أمسكت والدته يده بشكل تلقائى حتى لا يلاحظ أحد ووضعت الصورة المطوية فى راحت يده ثم همست له وهو ينظر ليده بدهشة
وباعتالك الصورة دى
قبض فارس على الصورة المطوية داخل قبضته ثم تابع حديثه مع الدكتور حمدى بشكل طبيعى ولكن عقله كان يعمل فى أتجاه آخر ...
أنتهت الزيارة وتفرق الأحرار فمنهم من خرج لعالمه ومنهم من عاد لجدران سجنه الكئيبة ... جلس فارس على فراشه وأخرج الصورة من راحته وفتح طياتها بهدوء ...نظر إلى الصورة وابتسم ..كانت ملامحهما المشاكسة فى الصورة كفيلة بجلاء صدره من أى هم وحزن يعتمل به... طفلة وصبى يتشاكسان بطريقتهما الخاصة ... أتسعت ابتسامته وهو يتأمل فى الصورة ..جلس بلال بجواره وهو ينظر لابتسامته الواسعة التى احتلت شفتيه ثم مال عليه وقال بخفوت
قلب فارس الصورة على الجانب الأبيض منها ومرر عينيه بين سطور كلماتها وهو يتمتم هامسا بما خطت يدها الصغير ...قرأها مرة ثانية وثالثة فى صمت ما إن تصل عينيه إلى آخر كلمة فيها حتى تعود إلى أولها من جديد محاولا فهم ما بين سطورها بصعوبة شديدة
وضع بلال يده على ذراع فارس وهو يقول بخفوت
ها يا فارس
رفع رأسه إليه وقال بعينين حائرتين
نعم !
أقترب بلال منه أكثر وقال هامسا
أنت قولتلى من كام يوم انك هتنفصل عن مراتك بس مقولتش أيه السبب ساعتها
حاول فارس استجماع شتات نفسه الحائرة وهو يقول
نظر بلال إلى عينيه بعمق وقال بجدية
مهرة ليها علاقة بالمشاكل دى
رفع فارس حاجبيه متعجبا من سؤاله وهو يقول
وأيه علاقة مهرة بالموضوع ده
حرك بلال رأسه بلامبالاة وهو يقول
يعنى ممكن تكون مراتك أصلا مضايقة من اهتمامك بمهرة واهتمام مهرة بيك
تبسم فارس ساخرا ثم قال
لالا الموضوع مش كده خالص الحكاية أكبر من كده بكتير
ثم نفض رأسه وهو يقول بثقة
نظر إلى التوقيع وأشار إليه بأصبعه وهو يقول له
شايف موقعة أيه تحت ... الفارس الصغير
أبتسم بشرود وهو يقول بإعجاب
طول عمرها بتحب تقلدنى من وهى عندها سنتين
وأردف ضاحكا وهو يكمل حديثه بشجن
عارف يا بلال لما بقى عندها تلات سنين كانت بتشد التيشرت بتاعى من دولابى وتقعد تلبس فيه ساعة لحد ما تنجح تلبسه فى الآخر.. ويبقى طويل عليها وتقعد تتكعبل بيه وهى ماشية ..
وتبسم ضاحكا وهو يقول
أصلها طول عمرها أوزعة ... وبرضة مكنتش بتحرم أبدا.. ترجع تاني تلبس قمصانى وهدومى
مفيش يوم كنت برجع فيه من بره إلا والاقيها واقفالى على السلم مستنية العسلية والحلويات بتاعتى
ألتفت إلى بلال وهو يقول مؤكدا
ولعلمك هى رغم حبها للحلويات والعسلية لكن عمرها مااخدتها من حد غيرى أبدا
ثم شرد مرة أخرى ناظرا للفراغ وقال
هى كده على طول فى كل حاجة .. مبتسمعش كلام حد غيرى مبتستناش هدايا غير مني عمرها ما فرحت بهدية قد ما تكون هدية انا اللى جايبهالها علشان كده لما كانت تعبانة بعد ما اتجوزت دنيا كل اللى فكرت فيه ساعتها انى أجيبلها هدية علشان افرحها بيها ... ساعتها مجاش فى بالى خالص انى مينفعش أجيبلها هدية دلوقتى كل اللى كان فى بالى انى أدخل السعادة على قلبها وبس .
ظهر الضيق على ملامحة فجأة ويتابع حانقا
المرة الوحيدة اللى مخدتش رأيى فيها فحاجة تخصها ..هى المرة اللى وافقت فيها على الواد اللى اسمه علاء ده .. ومش عارف ليه عملت كده .. يمكن اتكسفت ..مش عارف
حرك بلال رأسه بتعجب شديد ومال للأمام وهو يضع يده على الصورة بين يدى فارس قائلا
أنا مش عارف ازاى راجل ناضج زيك عنده 28 سنة ومش قادر يحكم على مشاعره ويفهمها صح ..
ونظر إلى عينيه بثقة وأردف قائلا
شوف يا فارس انا واخد بالى من الحكاية دى من ساعة ما مهرة تعبت يوم جوازك وانت مكنتش عاوزنى أدخل اشوفها.. ومن ساعة ما كانت واقف قدام قاعة المناسبات وعروستك قاعدة فى العربية مستنياك وانت مش عاوز تسافر وتسيبها تعبانة لوحدها .. وحكاية ضړبك لعلاء على السلم مكنش علشان شوفته بيتعامل معاها وحش وبس لاء ..
قال كلمته الأخيرة ونظر بعمق داخل عينيه وهو يقول
أنت كنت غيران منه .. ومستنى أى فرصة علشان تعمل فيه كده وتفش غلك فيه .
أتسعت عينيى فارس وهو يستمع إلى بلال الذى تابع قائلا
أنا من