رواية همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد البارت الثالث والثلاثون

ماأكلتش النهاردة..فركت كفيها ورسمت ابتسامة عندما وجدت مراقبة عز إليها 
كنت صايمة ونسيت أفطر يادكتور
دون الطبيب بعد المحاليل المغذية كانت تطالع عز بعيناها الحزينة بعدما تذكرت حديثها له ربت صهيب على ظهرها 
ألف سلامة عليكى ياقلب ابوكي..وضعت رأسها بأحضانه
أنا كويسة حبيبي متقلقش واسفة بوظت الليلة 
خرج الطبيب بمرافقة جواد وظل صهيب وعز بجوارها 
اتجه صهيب لأبنه
بلاش ماما تعرف حاجة ياحبيبي عشان متضايقش أومأ عز بهدوء وجلس بجوارها من الجانب الآخر
بحث عن جواد متسائلا 
فين عمك ياعز..أشار عز للخارج 
خرج مع الدكتور..نهض صهيب إليه 
خلي بالك من اختك لما أشوفه 
أومأ عز ونظراته تخترق أخته
نزلت بهدوء من فوق الفراش
عايزة اظبط حجابي عشان انزل الحنة دلوقتي يقولوا عليا ايه..نهض متجها إليها
جنى..توقفت بقلبا ينتفض خوفا مما سيقوله اخوها..استدارت بهدوء
نعم ياعز ..تحرك إلى أن وصل إليها..احتضن وجهها ينظر لمقلتيها 
مالك ياقلبي ! وزعت نظراتها بجميع أركان الغرفة هروبا من نظراته فهمست 
ماأنا قولت ياعز..أطبق على جفنيه واقترب منها 
جاسر!! ترقرق الدمع بعيناها
أحسن اخ في الدنيا انتوا الاتنين اغلى اتنين عندي عندك شك في كدا 
طبع قبلة على جبينها
خوفتيني حبيبتي ربنا يسعدوه ويرزقك بال يقدرك 
اومأت برأسها هامسة 
آمين آمين حبيبي 
تحرك إلى المطبخ وجلب لها بعض السندوتشات ..وضعهم أمامها
لازم تأكلي لو بتحبي اخوكي..جذبت أحدهما وهو جلس بجوارها وبدأ يأكل معها ويتحدث بمختلف المواضيع حتى تنهي طعامها
ابتسمت على أفعاله مع ربى التي بدأ يقصها عليها وخناقاته مع جواد حازم الفترة السابقة توقف ثم أكمل حديثه عن فيروز 
رسمت ابتسامة خلابة حتى لا تشعره بشيئا عندما أردف 
الحمار بيحبها بقاله سنة وكان مخبي علينا بس الحمد لله
كنت عارف ومتقوليش والبغل التاني خبى عليا مش مهم الحساب دلوقتي
هو أنت مكنتيش تعرفي بحب جاسر وفيروز وضعت قطعة كبيرة تلوكها بهدوء حتى تهرب من إجابة سؤاله ورغم شعور بالحزن أردفت
لا قالي يوم فرحك بس انت بتقول سنة وكلكم عارفين ودا زعلني مش اكتر
مسد على خصلاتها
فيه حاجات بتكون خاصة لكل واحد فينا حبيبتي مينفعش نقولها لحد 
ترقرقت عيناها بالدموع وأردفت 
وأنا اي حد ياعز ماانت قولتلي على ربى من قبل أي حد ليه هو مقاليش ولا اعرف خناق عمو له 
نهض عز ونظر من النافذة 
عشان جاسر مش زيي ياجنى مهما تقولي أنه زيي بس دا هيفضل ابن عمك وياريت تحاولي تبعدي عنه بلاش تتعاملي زي الاول عشان مراته
اومأت له مع ابتسامة ونفضت كفيها 
شبعت الحمد لله اكلت اربع ساندوتش خلتني بقرة
قهقه عليها يضمها لأحضانه
طيب اجهزي عشان ننزل دلوقتي يقلقوا بعد ال حصل وكمان عايز اضايق عمو جواد شوية 
ابتسمت متجه الى غرفة ثيابها
بالأسفل بالحديقة
أشار جواد لربى 
مامتك فين ياحبيبتي 
بحثت بعيناها ولكن تذكرت 
طلعت فوق من شوية
كانت غزل بمرحاضها عندما شعرت بتقلب بمعدتها التي اجزمت على القئ ظلت تخرج بما في جوفها حتى شعرت بإنسحاب أنفاسها.. جلست بأرضية المرحاض.. وقامت بنزع حجابها حينما شعرت بتعرقها 
دلف جواد يبحث عنها.. نادى بصوته متجها للمرحاض.. تصنم بوقفته عندما وجدها بتلك الحالة.. أسرع إليها.. حاول على إيقافها ولكن ساقيها لم تساعدها.. انحنى بجسده يضمها لصدره.. متجها لفراشهما.. وضعها على الفراش بهدوء.. كانت قطرات العرق تتصبب بغزارة على جبينها 
جلس بجوارها يزيل عرقها بكفيه المرتعشتين... لم يتحدث كأن انفاسه سحبت منه.. ظل صامتا لبعض اللحظات.. ورغم ذلك نظرات معاتبة من عينيه ونظرات الما من عينيها 
دنى من وجهها يضمها لأحضانه ولم يتحدث.. ظل يمسد على ظهرها بهدوء فحالتها لم تدعيه للجدال 
جواد... همست بها غزل 
وضع اصبعه على شفتيها
إشش اهدي.. حاولي ترتاحي وتاخدي نفس.. مش هنتكلم دلوقتي.. المهم ترتاحي دلوقتي 
اطبقت على جفنيها 
مينفعش لازم انزل تحت.. الولاد ممكن ياخدو بالهم من غيابي 
هب واقفا كالملسوع وصاح پغضب 
متخلنيش اروح اۏلع في الحفلة علشان اريحك.. ارتاحي ياغزل.. كفاية اللي أنا فيه متخلنيش اتعصب عليك لو سمحت 
اعتدلت جالسة.. وامسكت كفيه حتى جلس أمامها.. اخذت تتأمل ملامحه الحنونه.. رغم عصبيته ولكنها عنده اغلى الأشياء.. رفعت كفيه وطبعت قبلة حنونة عليهما ثم رفعت بصرها تبتسم إليه 
أنا كويسة.. الدكتورة قالتلي هتحسي بشوية ترجيع ودا عادي في حالتي.. وبعدين متنساش أنا داخلة على سن اليأس يعني هكون متقلبة مزاجية شوية.. 
اخمدت بركانه الثائر بلمستها الحنونة وكلماتها الرطبة لقلبه.. جذبها لأحضانه ولا يعلم لماذا انزلقت دمعة غائرة من عينيه 
حاوطها بذراعيه القويتين.. عانقها بقوة وتحدث بصوته الحنون 
غزل مش كل شوية هقولك أنا بعشقك أد ايه.. لكن المرادي هقولك مقدرش اعيش واتنفس وأنا حاسس إنك تعبانة 
عصرت نفسها بأحضانه وسحبته بقوة كأنه سيتركها 
وأنا كمان بعشقك پجنون ياجود مش لسة هقولك بعد السنين دي كلها.. حبيبي لو سمحت لازم انزل ووعد هقعد على الكرسي ومش هتحرك 
أخرجها من أحضانه يضم وجهها بين راحتيه وتحدث بصوتا متحشرج 
زوزو حبيبة قلبي مفيش داعي لنزولك..هي حفلة خاصة بالبنات.. ونغم معاهم تحت لو سمحت متوجعيش قلبي عليك... لو بتحبي جود بجد 
قبلت كتفيه ونظرت برماديتها لمقلتيه تحاور عيونها برجاء خاص 
انا مش بحب جود بس أنا بعشقه