رواية لياسمين عزيز
المحتويات
من تلك الذكريات التي لازالت تألمه بشدة رغم مرور سنوات طويلة ليصلها صوته المخټنق انا عشت معاهم اقل
من شهر و بعد كده سفروني أمريكا عشان اكمل دراستي هما مكانوش عاوزيني انا كانوا بس عاوزين طفل ذكي عشان لما يكبر يقدر يدير املاكهم حتى اسمي غيروه مكانش همهم بزياده و خلوه زي الحجر و زودوا غربتي بقيت لوحدي في بلد ثانيه على الاقل لما كنت في الملجأ كان عندي امل و لو صغير ان حد من
عارفة ايه احساس طفل صغير منبوذ الكل بيكرهه و مش عاوزه و بينظروله و كأنه مرض
الفصل الواحدو الثلاثون
بعد يومين
تجلس ياسمين مع رنا على إحدى الارجوحات تتحدثان
رنا بضيق آدي يا ستي كل اللي حصل
ياسمين بضحك يعني آخر يوم في شهر العسل كنتي حتبوزي كل حاجة و الله و بقينا بنحب و نغير اكملت و هي تقلد بسخرية صوت رنا مش عاوزة اتجوز يا ياسمين عاوزة اكمل دراستي برا و
ياسمين بهدوء اللي فات ماټ يا رنا انا نسيت كل حاجة و قررنا انا و آدم اننا نبدأ صفحة جديدة
رنا بابتسامة انا مبسوطة عشانك جدا يا ياسمين
يا رب تفضلي دايما انت طيبة اوي و تستاهلي تكوني سعيدة
اشرق وجه ياسمين بابتسامة عذبة لتقول و انت كمان يا روني طيب حنعمل ايه في الملل داه جوزي و جوزك أخذوا الاستاذ رامي عشان يركبوا الخيل و احنا قاعدين نتمرجح هنا
رنا مقاطعة بسسسس ايه داه انت بقيتي قليلة الادب على فكرة مالك يا ختي و مال اللي حصل بيني انا و جوزي الله و بعدين ما انت كمان كنتي مقضياها في السانتوريني و لحد زعجكم لو كانت واحدة غيرك كان زمانها حامل في توأم
زاهر بقلق و هو يرى رنا تلهث بشدة ووجها احمر مالك يا حبيبتي في حد بيجري وراكي
رنا و هي تومئ برأسهادي ياسمين
هب آدم واقفا هو الاخر واقترب من رنا ليصيح بنبرة غاضبة ياسمين مالها انطقي
انكمشت رنا على نفسها و هي ترى ملامح آدم المخفية ليتحدث زاهر محاولا تهدئة الوضع اهدي يا آدم حيكون في إيه يعني ثم الټفت الى رنا يشجعها على التكلم لتنظر له ببرائة قبل أن
تصلب جسده ليغمض عيناه بشدة
و يضغط على قبضة يده بشدة حتى ابيضت مفاصله هل هو يحلم ام ان هناك شيئا خاطئا زوجته واقفة امامة و تتحدث مع أحدهم
بل و تتغزل به و تتبادل معه كلمات رومنسية
فتح عيناه لتظهر تلك الشعيرات الحمراء المتجمعة من شدة غضبه و شيطانه يدعوه الى الفتك بها
شهقت بفزع عندما جذب أحدهم الهاتف من يدها التفتت ورائها و هي تضع يدها على قلبها لتجد آدم هدأت قليلا و هي تمتم بسم الله الرحمان الرحيم ايه يا آدم حرام عليك خضتني هات التلفون
نظرت الى هيأته المرعبة لتشعر ببرودة فضيعة تكتسح عظامها انها نفس النظرة التي ترتسم على ملامحه عندما يكون غاضبا تراجعت الى الخلف و هي تراقب نظراته الغامضة و المبهمة لتتذكر تلك الليلة ابتلعت ريقها بصعوبة و تعالت دقات قلبها عندما رفع هو الهاتف الى أذنه و يستمع الى صوت طفل صغير
حدق ببلاهة في الاسم المدون على شاشة الهاتف ليقرأه بصوت عالطنط رجاء رفع عينيه التي لا تزال محمرة قائلا بتعجبمين داه
ياسمين بتوتر دا دودي اخو رنا
ياسمين هي تتراجعدا ولد صغير يا آدم و انا مشفتوش بقالي
اكثر من شهر طنط رجاء جابته مرة معاها لما جات القصر
آدم بانزعاجمليش دعوة متقوليش حبيبي لغيري
ياسمين
بصوت مرتجفانا عارفة انه مش بإيدك بس
متابعة القراءة