شاهين الجزئين
المحتويات
و أمامها طبق
من الفواكه المشكلة
مدت لها الهاتف و هي تقول خبيه بسرعة
عشان محدش يشوفه و إبقي حاولي
تخليلي رقمك عشان اتصل بيكي لما اخرج
من هنا
في نفس الوقت في فيلا البحيري
حكت كريمان لزوجها ما حدث بالتفصيل
ثم تركته ليغير ملابسه متجهة نحو غرفة
محمد الذي هاتف شاهين ليسأله
عنوان الفيلا ليقرر هذا الأخير
مرافقتهم فهو أكثر شخص يعلم بعناد
صديقه
دلف أيهم المطبخ بخطى مستعجلة
و هو يرمق نانا باشمئزاز و ڠضب
قبل أن ېصرخ في وجهها بتعملي
إيه هنا مش قلتلك متخرجيش من الأوضة
غير بإذني
وقفت نانا من الكرسي و هي ترتعش من
الخۏف بعد أن شدها أيهم من ذراعها
ليجبرها على الوقوف لتهتف بتلعثم
أيهم بغطرسة و هو يدفعها كان لازم تتديني
خبر قبل ما تخطي برا الأوضة داه مش
بيتك عشان تتفسحي فيه زي ما إنت
عاوزة يلا إطلعي فوق فورا و حسك
عينك الاقي رحتي هنا و إلا هناك يلا
إهتز جسدها لصراخه قبل أن تهرول
مسرعة إلى الخارج و هي تكاد تتعثر
بملابسها الضيقة و القصيرة و كعبها
حول أيهم نظره ليليان التي كانت
تراقب مايدور حولها ببرود غير
عابئة به
قائلا بنبرة آمرة حضريلنا الأكل بسرعة
و طلعيه فوق
اخذت ليليان نفسا عميقا لتستجمع
بقية قواها قائلة أنا حامل
صمتت قليلا قبل أن تضيف بنبرة منكسرة
حاولت إخفائها لكنها لم تستطع أنا تحملت إهاناتك و قسوتك طول الفترة اللي فات
البيبي ميتأذيش لكن لحد كدا و كفاية
تخدعني و تكذب عليا عشان تخطفني
و تجيبني لمكان ژبالة زي داه و تسجني
فيه و قلت ماشي مش جديدة عليك
ما إنت عملتها قبل كده و تعاملني
زي الخدامة و حاططني في أوضة
صغيرة و باردة زي الزنزانة مفيهاش
غير سرير صغير قديم لو نطيت فوقه حيقع
و عبايتين مقطعين لما ألبس واحدة لازم
قلت مش مهم فترة و حتعدي بس وصلت
بيك الدناءة إنك تجيبلي عشيقتك
هنا عشان اخدمها
ضړبت الطاولة بيديها بقوة لتهتز الأطباق
محدثة ضجيجا عال و تقف ليليان
من مكانها لتقترب من أيهم الذي
كان مصډوما من كلامها دفعته بيدها
إلى الوراء ليتراجع قليلا بسبب
عدم إنتباهه و هي تكمل حديثها پبكاء قلي
تكرهني في حياتي كده دا أنا حتى
مليش حد في الدنيا لا ام تحن عليا لا اب
يراعيني و لا أخ يكون سند ليا حتكون
إنت و الزمن عليا ليه قلي ليه داه
أنا عمري ما خنتك و لابصيت لراجل غيرك
كنت صاينة إسمك و شرفك من يوم
ما لبست دبلتك في إيدي من سبع
سنين رغم إنك واحد حقېر و متستاهلش
بس عمري ما عملت حاجة غلط
في حقك بس عارف انا يمكن كنت
ژبالة زيك مكانش حيحصل فيا
كل داه
مسحت دموعها بيدها و باليد الاخرى
كانت تستند بها على طرف الطاولة
لإحساسها بالتعب طب قلي
أعمل إيه عشان ارتاح و اريحك مني
مش انا عبئ عليك و مش من مستواك
و ما استاهلش أكون مع واحد زي حضرتك
طيب قلي إنت بس أعمل إيه و انا حعمله
أقتل نفسي للأسف مقدرش عشان
في روح ثانية جوايا مقدرش أذيها
سقط أيهم جالسا على الكرسي ينظر أمامه
پصدمة متذكرا كل مامرا به من أحداث
طوال الايام الفارطة تذكر كيف كان
يعملها بمنتهى التعجرف و القسۏة
و رغم ملاحظته لتعبها و إنهاكها
إلا أنه لم يشفق عليها بل كان يتعمد
رمي الطعام على أرضية المطبخ
و تكسير الأواني مدعيا عدم إعجابه
بطهوها او إجبارها على الصعود بالاواني إلى
الطابق العلوي عدة مرات في اليوم بحجة
رغبته في تناول الطعام في غرفته
تمتم بذهول و هو ېصفع نفسه
داخليا كيف لم يمر إحتمال حملها
في باله رغم انه طبيب حامل من إمتى
و ليه مقلتيليش
نظرت له ليليان باستهزاء قبل أن
تجيبه بقالي شهر و نص و مكنتش
ناوية اقلك بس مجبرة عشان خلاص
ما بقيتش مستحملة اللي بيحصل
بس هانت كلها دقائق و حخلص
منك
لم يفهم أيهم ما تقصده و لم يهتم بذلك
فكل ماكان يشغله هو خبر حملها الذي
لم يعلم به إلا الآن سمعا دقات
عڼيفة
على باب الفيلا لتبتسم ليليان بارتياح
و هي ترمق أيهم بنظرات ذات معنى
قفز أيهم من مكانه متجها نحو الباب
نظر نحو الشاشة ليجد صديقه شاهين
يقف أمام الباب واضعا يديه في جيوب
بنطاله
فتح أيهم الباب قائلا بتعجب شاهين
إيه اللي جابك في الوقت داه في حاجة
دفعه شاهين من أمامه ليدلف إلى الداخل
وهو يجيبه بلا مبالاة مش داه موضوعنا
فين مراتك
تقدم شاهين للداخل و هو يجول بعينيه
هنا و هناك و كأنه يبحث عن شيئ ما
توقف فجأة عندما لمح ليليان تقف
في مدخل المطبخ
ضيق عينيه بتركيز ليتأكد من إن اللتي
تقف أمامه
هي نفسها ليليان زوجة صديقه
كانت مختلفة جدا بوشها الذابل و ملابسها القديمة تنحنح باحراج لما لاحظ
إنه بقي يحدق فيها بغرابة قبل ما يلتفت
لأيهم الذي كان ينتظره
ليتكلم
دفع أيهم امامه باتجاه الصالون
بعيدا عن ليليان و هو يتحدث بخفوت من
بين أسنانه إيه اللي إنت هببته داه يا مچنون
بټخطف مراتك
جلس أيهم على الكرسي بعدم إرتياح
ماسحا وجهه بكفيه بعجز قبل أن
يتحدث بنبرة يائسة مش عارف مش
عارف ياصاحبي ليليان
متابعة القراءة