نزفيلا إرث العادات

موقع أيام نيوز


الهاتف كل حين لتبثها أحزانها بعد زوجها..غير تساؤلها الدائم عن سبب مكوثها في بيت أهلها لتخبرها شروق كڈبا بنشوب خلاف بسيط بينها وبين تيمور ويحتاج الأمر لانفصال مؤقت بينهما.. هذا ما تتمناه. .حتى إن لم تعود معه گ السابق.. حتى لو صار بينهما ألف حاجز لكن لأجل استقرار صغارها فقط ستحاول العودة بشروطها إن حقا تراجع عن زيجته.

أما حور تحاول التعافي لأجل أطفالها لكن الوهن ينال منها كل يوم أكثر.. ليس فقط نفسي بل جسدي وكأن كل شيء بها أصبح معطوبا لدرجة لا تستطع رعاية أبنائها كما يجب.
أما الحاجة خديجة فقط تنتظر الفرصة المناسبة لتخبر حور بنية تزويجها من تيمور.. تعلم أنها ستواجه عاصفة من الرفض للأمر لكنها تستعد بكل أسلحتها لتضغط عليها حتي لو أضطرت لټهديدها بحرمانها من الصغار والسبل لديها كثيرة ومتعددة لتفعلها لن تعدم طريقة للوصول لبغيتها إن رفضت أرملة إبراهيم الإنصياع لقرارها.
جبروت! نعم تعترف.. لكن لأجل ألا يبتعد رائحة فقيدها الغالي عنها لحظة واحدة.. مهما ادعت حور بالزهد في الرجال لن تصدق أنها ستظل على هذا العهد.. مازالت صغيرة.. وجميلة..ومطمع للجميع..وسهل إغرائها. 
ختمت صلاتها ثم اعتدلت بجلستها ورفعت ذراعيها تدعوا بخشوع باكي وقد صار اللجوء لخالقها ملاذها الوحيد..الدموع تسبق كلماتها وهي تدعوا أن يفك كربها وتعود حياتها كما كانت طرقات على باب غرفتها قاطعت خلوتها فأنهت دعائها مستقبلة شقيقتها. 
_ جوزك جه برة يا شروق وعايز يقابلك.
جففت دموعها وقبس من الأمل تسرب لدواخلها لعل الغمة تنقشع ويكون آتيها راجيا أن تسامحه ويخبرها انه أعرض عن الزوج ويصبح تراجعه الآن أهون الأضرار. 
_ روحي وهحصلك يا إيمان.
قالتها ومكثت تزيل بقايا دموعها من ملامحها الشاحبة وعيناها الغائرة التي استدارت بسواد سهرها وبكاها ليلا.. وبثبات زائف توجهت إليه لتسمع ما عنده. 
بنظرات نهمة راح يتشرب قسماتها الشاحبة وغمغم بمسحة حنان ولهفة أدركتها 
_ أزيك يا شروق وحشتيني اوي كده هنت عليكي تبعدي كل ده مش حرام تسيبيني انتي والولاد في أكتر وقت محتاجكم فيه الدنيا مالهاش طعم من غيركم.
صمتت تبحث بكلماته عن شيء يطمئنها انه وئد فكرة زواجه من جذورها لكنه لم يقولها فقط يشتكي بعدها ويستدر عواطفها دون توضيح لما هو قادم.
_لعلمك أنا سايبك بس عشان تحكمي عقلك وتفكري كويس وتعرفي ان الظروف هي اللي أجبرتني على قراري.
هنا نحر عنق أملها الأخير بقوله واتضحت أمامها الصورة ولم تعد غامضة مازال الأمر قائما إذا.. مازالت فكرة الزواج بحيز التنفيذ.. فقط يعطيها الفرصة لتتقبل ذبحها دون أن تصرخ او تعترض يريق دمائها پسكينة حادة ويريدها ألا تستسلم للمۏت. 
حسنا ليسمع إذا كلمتها الأخيرة.
نظرت إليه بثبات مردفة 
_ أحيانا بنتوهم إننا مجبرين نعمل حاجات معينة لكن في الحقيقة القرار بيكون نابع من جوانا.. أنت عايز تريح ضميرك ناحيتي بحجة انها عاداتكم إن ولاد الأخ مايتربوش بعيد وانك مجبر علي كده وأنا هساعدك عشان تريح بالك يا تيمور..أنا مايرضنيش تشيل ذنبي.
وميض أمل أشتعل داخله بقبولها للأمر الواقع لتصدمه بكلمتها التي كانت گ سکين مررت نصله على رقبته دون أدنى رحمة.
_ طلقني.
الكلمة أخترقت قلبه قبل أذنيه و مزقت لروحه.. لا يصدق أنها قالتها.. شروق تريد فراقه هكذا ببساطة! تبيعه بلحظة ڠضب وتهور! 
ليتداخل بعقله صوت ساخر ساخط.. أي بساطة هذه! المسكينة تتلوى ۏجعا وقهرا لفكرة زواجك من غيرها كيف لا تقدر بل كيف لا تحتويها وتحتجزها بين ذراعيك بعناق ولو بالقوة لتعرف أنك عليها باقي وما قرارك إلا واجب ثقيل مجبور عليه لتحفظ صغار أخيك الراحل.
_ أهدي يا حبيبتي واسمعيني أنا
دفعته عنها بقسۏة معرضة عن عناقه وهي تصيح هادرة أهدى أهدى ازاي واسمع أيه تاني هتبرر دبحك ليا بأيه يا تيمور..مستحيل تقنعني..زي ما مستحيل أفضل علي ذمتك.. أنا أديتك فرصة الأيام اللي فاتت تعيد حساباتك وتتراجع عن قرار هيخرب بيتنا.. لكن انت جاي بكل بساطة تاخدني   وتضحك عليا بكلمتين وتقولي اهدي..حرام عليك انت جبت الجبروت ده منين فهمني.
خفقات قلبها ولهاث أنفاسها جعل صدرها يعلو ويهبط گأنه في صراع بدا لها لن يحسم.. ستظل ثورتها داخلها ټحرقها تعذبها..يعود ليقترب..فتبتعد أضعاف حتي أضحت المسافة بينهما تعجزه عن نيلها لم تبتعد عنه بالخطاوي فقط بل بالروح.
كيف له أن يمحو تلك المسافة التي شيدها قراره بين روحيهما
_ يعني مصممة على جنانك ده
رمقته بنظرة عنيدة تتحداه بصمت ليهتف أسمعي يا شروق.. مهما قولتي وعملتي مش هطاوعك.. هتفضلي مراتي لأخر نفس فيا.. حتى لو ڠصب عنك.
تهكمت بقولها الڠصب ده كان زمان دلوقت مفيش أسهل من إن الواحدة تتخلص من راجل غدار زيك.
 

تم نسخ الرابط