ولاكن تحت سقف واحد
المحتويات
أنك شبه إيمان أوى. انتوا حقيقى توأم
أبتسم وهو يقول بمزاح أيوا توأم بس مش شبه بعض. وعلى فكرة انا نزلت قبلها بخمس دقايق
كانت مريم تقف في الشرفة تراقب هذا الحديث بابتسامة مرسومة على شفتيها حين دخلت إيمان الشرفة وهي تقول
أيه ده أيه اللى مصحيكى بدرى كده أيه النشاط ده كله!
أشارت مريم بعينيها إلى إيهاب وفرحة قائلة شايفة منسجمين أزاى
التفتت مريم إليها وأمسكتها من ذقنها بخفة وقالت لا يا أموره. ناوية أشتغل في شركة عمى. أنت ناسية ولا أيه.
خطت مريم أول خطواتها داخل مكتب الحاج حسين وهي منبهرة بما ترى من أمكانيات فلم تكن تتوقع أن تكون الشركة بكل هذه الضخامة وخصيصا أنها علمت أنها تعمل في أكثر من أتجاه وليس في أتجاه المقاولات فقط.
تعالى يا مريم نورتى شركتك يا بنتى ها تشربى أيه.
قالت بخجل شكرا يا عمى أفضل نبدأ في الشغل على طول
رفع حاجبيه متعجبا وقال لالا ده أنا كنت فاكرك دلوعة طلعتى بتاعة شغل أهو
قالت بمرح طبعا يا عمى ده أنا أعجبك برضة
بعد لحظات طرق يوسف الباب ودخل وأغلق الباب خلفه وهو ينظر إلى مريم متعجبا من وجودها في هذا التوقيت المبكر أشار له والده ليجلس ثم قال له وهو يشير إلى مريم.
أحب أقدملك مديرة مكتبك الجديدة
نظر إليها يوسف غير مصدق ثم نظر إلى أبيه وأخيرا تكلم قائلا أزاى يعنى يا بابا مش فاهم
نهض يوسف معترضا وقال أيوا يا بابا بس أنا مبحبش أشتغل مع حريم. أنا مصدقت البنت اللى كانت شغالة مشيت أنا بصراحة عاوز راجل يمسكلى السكرتارية
قام حسين من مكانه وأتكأ على مكتبه ونظر إلى يوسف نظرة جعلته يشعر أنه يخترق تلافيف عقله ليحذره من الرفض مجددا وقال
كان يوسف يشعر بالحنق والڠضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من أبيه فقال زى ما تحب يا بابا.
ثم نظر لها وقال تحبى تبدأى شغلك أمتى
نهضت مريم في نشاط وانتصار وقالت دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
أومأ برأسه وأشار إليها أن تسبقه وذهب خلفها وهو يشير ل هند أن تتبعهما
بذلت مريم مجهودا شاقا من أول يوم عمل لها حتى تكون دقيقة وسريعة وحتى تستوعب كل شىء في أقل وقت ممكن جاء وقت الراحة في منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صړخة خفيفة.
لم يكن الموقف يحتمل أى مداعبات ولكنه وجد نفسه يبتسم رغما عنه فلقد صړخت صړخة طفولية جدا وهي تغطى فمها بيدها وضعت يدها
على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجة ما حدث وجلست على مقعدها بوجه شاحب أقترب منها بضع خطوات وقال
أنت كويسة أجيبلك مية
قالت مريم بإعياء لالا شكرا أنا دلوقتى هبقى كويسة
طيب الحمد لله. أنا هروح أتغدى مش عاوزة حاجة.
وقفت وهي تبحث عن حقيبتها قائلة لا شكرا أنا هروح أشوف أى مطعم أتغدى فيه
دخل وليد مقاطعا وكأنه كان يستمع لهذا الحوار من بدايته وأحنا روحنا فين تعالى أتغدى معانا
قالت مريم بخجل لا شكرا أتفضلوا أنتوا
وليد بتصميم لا والله ما ينفع. تبقى بنت عمنا وتروحى تدورى على مطعم
تدخل يوسف موجها حديثه نحو وليد سيبها على راحتها يا وليد يمكن هتروح تتغدى مع هند
وليد يا عم هند قالتلى أنها بتتغدى مع خطيبها.
ثم تابع قائلا وعمى بيروح البيت يتغدى هناك
نظرت مريم إلى يوسف وكأنها تنتظر قراره فقال بضجر طيب أتفضلى معانا
قالت مريم بصوت خفيض طيب ثوانى أتصل بعمى أسأله
وأخرجت هاتفها وتحدثت إلى الحاج حسين تستأذنه بينما اقترب وليد من يوسف وغمز له هامسا
هتصل بعمى أستأذنه. يا سلام على الأفلام.
جلست مريم معهما على أحدى الطاولات في المطعم وهي تشعر بالحرج الشديد ولكنها لا تعلم سبب هذا الحرج فلقد حققت خطوتين نحو هدفها في يوم واحد فمن المفروض أن تشعر بالأنتصار ولكنها بدلا من ذلك تشعر بالحرج والخجل أنتهت مريم من تناول طعامها فقال لها وليد على الفور
أيه مكلتيش ليه
لا كلت والله الحمد لله
أنت مكسوفة مننا ولا أيه. لالا بكرة هناخد على بعض. ده أحنا ولاد عم يا مريم.
قاطع يوسف حديث وليد قائلا تشربى أيه يا مريم شاى ولا عصير
قالت بخفوت لو ممكن يعنى قهوة مظبوط
قال وليد باندهاش وهو ينظر إلى يوسف نظرة خاصة أيه ده. بتشربى قهوة مظبوط بعد الأكل زى يوسف. يا محاسن الصدف
رفع النادل الطعام وآتى بالمشروبات بينما نظر وليد إلى مريم قائلا مباشرة هي صاحبتك اللى كانت معاكى في المركب اسمها أيه
شعرت مريم بالأرتباك من ذكر هذا الموقف في حين قال يوسف مالناش دعوة يا وليد متدخلش في خصوصياتها
وليد وفيها أيه يا يوسف متحبكهاش كده. دى بنت عمنا عادى يعنى
قالت مريم بارتباك هي مش صاحبتى أوى يعنى دى زميلتى في الكلية
قال وليد وهو يتصنع الدهشة لا. بجد. أنا قلت كده برضة
نهض يوسف حانقا وهو ينهى هذا الحوار العقيم قائلا أظن يالا بقى ساعة الراحة خلصت.
أنتهى اليوم وعادت مريم بصحبة عمها في سيارته ولم تستطع أن تتناول العشاء من شدة الأرهاق ودخلت لتنام على الفور.
فى صباح اليوم التالى أستيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره كان يخشى أن يطلب منه والده أن يأخذ مريم معه إلى العمل و ذهبت مريم في ميعاد عملها تماما وطرقت الباب ودخلت وهي مبتسمة قائلة
صباح الخير يا يوسف
يوسف باقتضاب ودون أن ينظر إليها صباح النور
كانت تحمل في يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
وضعتهم على المكتب وهي تقول أنت نزلت من غير ما تفطر.
نظر إلى الكيك وأبتسم قائلا متشكر أوى يا مريم
أبتسمت وهي تغادر الحجرة ولكنها أصطدمت ب وليد الذي قال مبتسما وأنا ماليش فطار أنا كمان ولا أيه
أبتسمت أبتسامة خفيفة وخرجت دون أن تجبه جلس وليد أمام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك
ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
يوسف عاوز أيه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
وليد اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤية.
ثم غمز ليوسف وقال بس حلو الجو ده. قهوة مظبوط وفطار وحركات
زفر يوسف وقال بضيق أنا مش فاضى للكلام ده يا وليد.
متابعة القراءة