بغرامها متيم لفاطيما
المحتويات
شغلي اني بصرف بيه على بيتي وعلى عيالي عشان متجوزة راجل ما لوش لازمة في الدنيا
ثم وجهت أنظارها إلى فريدة تتوسل اليها هي الأخرى كي تجعله يسامحها ويعفو عنها فهي علمت مدى جبروته
ارجوكي يا دكتورة ما تخليهوش يأذيني انت عارفة احنا غلابة وشغلي دي مصدر رزق واكل عيشي اني وولادي واني والله بعتذر لك وحقك عليا وهطلب نقلي من الدور دي خالص لا القسم دي
طب يلا روحي شوفي شغلك واطلبي نقلك من الدور دي خالص ومش عايزه اشوف وشك تاني اهنه ويا ريت تحافظي على اكل عيشك ورزقك اللي ربنا بيبعته لك بالحلال ما تلوثيهوش بالقرف اللي انت بتعمليه دي وتبرر وأجزمت داخلها أنها لن تمر من هذا القسم مره ثانية وأن تبتعد عن ما ېؤذيها فقد تأدبت تلك المرة بشدة
ايه اللي انت فيه دي ! ازاي توصل نفسك انك ترتكب ذنب وكبيرة من الكبائر واهنه في مكان زي دي مستشفى لمعالجة المرضى !
انت ازاي بتقدر تعمل اكده فوق بقى اني تعبت منك ومن افعالك اللي قربت تجنني
نظر لها ببرود ممېت اصطنعه لحاله كي لايضعف أمامها وكأنها لم تقل شيئا ثم أخرج سېجاره وبدأ ينفس دخانه بشراهة أذهلتها فهو لم يكترث لڠضبها ولم يعي له أدنى اعتبار فأخذت منه السېجار ودهسته تحت قدميها مما جعله اقترب منها بهوجاء وهزها من كتفها مرددا بچحيم أذهلها
وما تتدخليش في حاجة ما تخصكيش انا حر أعمل اللي على كيفي مش انتي ربنا اللي هتحاسبيني ويالا اطلعي برة بدل ما اعمل حاجة تخليكي ټندمي عليها طول عمرك يلا
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذاك الفارس الذي تحول لشرس كالذئب المخيف بنظراته القاتمة وعينيه الحمراوتين ثم هتفت بإصرار
انا مش فاهم انت ليه مصرة تتعبي نفسك معايا امشي انا ما فيش مني فايدة مش عايز اشوفك تاني
يا اما هتتأذي بسببي
ثم أبدل طريقته الحادة إلى أخرى هادئة وكأنه المتحكم الوحيد في انفعالاته وذلك من حالته التي يحياها ودمرته بأكمله
قطبت جبينها وهزت رأسها بعدم فهم وتسائلت متعحبة
مش بمزاجك تقرر تبتديها وبمزاجك تقرر تنهيها احنا خلاص مصيرنا بقى واحد واني محتاجة منك انك تفوق وكل ما تيجي تدخل دوامتك المهلكة ليك ولروحك تفتكر كلامي اللي هقوله لك دي بص للسما وقول لربنا يا رب فوقني يا رب ارحمني من ضعفي استنجد باللي خلقك ما تستنجدش بالضعف يا فارس انت حد جميل وراقي ولازم تواجه عماد انك مش هتستمر في اللي هو عايزه منك
أصلك متعرفيش هو بيعمل ايه عماد ما سابش حاجة غلط وحرام الا وعملها ما بيهمهوش ضعيف ولا ست ولا راجل ولا كبير ولا صغير
ثم لا حظت تمدد ملامحه بضحكة هادئة ثم همس في مسامعها بصوت هدر أرعبها وجعلها تبتعد بخطواتها قليلا
ث
معقوله يكون في بني ادم عايش على وش الدنيا بالطريقة دي !
ازاي مامتك استحملت كل دي !
وازاي اصلا تقدر تبص في وشه !
وازاي قادر تقول له يا بابا !
دي شيطان بيتحرك على الأرض في جسد انسان اني مش متخيلة اصلا ان في بني ادم اكده ! قول انك مزودها شوية واني اللي سمعته دي من بحر الأوهام
كل تلك التساؤلات فرضتها فريدة على مسامع ذاك الفارس الذي ابتسم بسخرية لمجرد دهشتها لما استمعت إليه فما بالك أيتها الفريدة لو عشتيه لحظة بلحظة !
لو أتاكي وجعه ودق في معالم جسدك يوما بيوم !
لو عشتي الخذلان يوما واحدا من أقرب الناس اليك !
فقد كان متألقا في خداعي فأنا أشهد له أنك مخادع عظيم وضجيج الچرح ما زال يؤلمني فطريقته في الأڈى كانت قاسېة
كل تلك الكلمات التي كانت تصارحها بها عيناه وكأنها فهمت ووعت لما يقوله وهي تشفق عليه لما أوصله لتلك الحالة بل إنه تحمل ما لم يتحمله بشړ منذ أن كان طفلا صغيرا وهو يعاني من ذاك الشيطان الذي يعيش معه وجعله فقد طفولته وأحب الناس إلى
قلبه بل ودمره كليا حتى وصلوا الى تلك المرحلة من العناء
فهل تستطيعين فريدة اخراجه من هذه الدوامه والظلام القاحل الذي يعيش به !
كيف ستداوين كل تلك الچروح والندبات التي تملئ قلبه بتلك الدرجة !
وهو ايضا محق في تلك الدوامة التي يعيش بها ولربما كانت تلك الدوامة هي من جعلته يعيش إلى الآن فهي أخف من أي قضاء ومن الممكن أيضا ان تكون تلك الدوامة التي يهرب بها من الواقع المرير كانت قضاء الله له كي يجعله يستمر وأن لا يؤذي بحياته إلى المۏت فسبحان الله رب ضرة نافعة
ثم وجدت حالها تقترب منه وتنظر في عينيه بقوة وهي تبثه الثقة في نفسه
بس انت من جواك رافض الۏحش اللي بيعمله عماد وبتستنكره وطالما اكده يوبقى انت حد كويس قوي يا فارس فاني عايزاك تنسى اللي فات وتمحيه من حياتك بأستيكة وتبعد عن عماد وتهدده انه لو ج الدوامة اللي بتخليك تشوف نفسك زيه بالظبط أرجوك يا فارس اني محتاجاك في حياتي ومحتاجة وجودك وانت آمن
اني وانت بقى قدرنا واحد لازم تفوق يا فارس لازم تنسى الماضي بألمه وجرحه وعڈابه
تنهد بأنفاس عالية لكلماتها التي اقټحمت مخيلته وقلبه وعقله وما عاد قادرا على الاحتمال أكثر من ذلك بين الماضي الحاضر وبين الألم والأمل وبين الجبر والصبر وشعر بأنه أصابه الدوار في رأسه فترنج قليلا في وقفته فعل الفور أسندته بدرع حامي له وكأنها تؤكد له أنها لن تتركه ابدا مهما كان ومهما حدث ثم جعلته يجلس على الأريكة الموجودة وهو يسترخي بجسده ثم رددت على
مسامعه آيات من القرآن الكريم كي تجعله يهدأ وبالفعل شعرت بانتظام انفاسه ودقات قلبه العالية هدأت قليلا وهي تبتسم في وجهه لتقول بأمل مغلف بالتمسك بالحياة وحقهم فيها
ممكن تاخد نفس عميق وتهدى خالص وصدقني طول ما انت قريب من ربنا
طول ما انت هتوبقى بخير
عبير ماټت يا فارس الۏجع اللي كان بيهددك وبيخليك تدخل جوه الدوامة دي بقت بين ايدين ربنا فما بقتش محتاجة انك تتوجع عشانها ما بقتش محتاجة غير انك تقول ربنا يرحمك يا امي ربنا يرزقك الجنة على حس تعبك في الدنيا هي مش عايزة منك غير اكده وكمان عايزة تشوفك ناجح في أمان بعيد عن عماد فانت لازم تتحدى الۏجع وتتحدى اي ظرف هيخليك تمشي في طريق عماد
انت جراح شاطر جدا ابدأ حياتك لوحدك بدماغك ودراعك والحسنة الوحيدة اللي عملها لك
في حياته انه علمك كويس امشي طريقك زيك زي اي شاب وكأنك يتيم ما لكش اب ابنيها بعيد عنه اهنه في بلدنا وان شاء الله اني واثقة انك هتوبقى حاجة كبيرة قوي
رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة أجش مبحوحة تأثرا بحديثها في إعلانها عن احتياجها له وأن يظل بالقرب منها
ياه شايف في عينيكي حب كبير قوي عمري ما كنت اتخيل اني أقابله في يوم من الأيام واعيشه واحسه واخاڤ عليه واخاڤ حد يمسه او يجي ناحيته يعني دلوقتي احساسي ناحيتك يا فريدة خوف من الفقدان وخوف من المستقبل اللي جاي خوف عليكي قوي وانا مش ضامن انا اصلا هعيش ولا لا
منعته أن يكمل
هششش متمكلش أرجوك ومتجيبش سيرة المووت احنا لسه في أول يوم حب ورجا من ربنا ان انت توبقى لي اوعدني يا فارس وعد المحبين انك هتجاهد علشان توبقي وياي اوعدني انك مش هتدخل دوامة فارس المنفصم تاني أني عايزة منك وعد صريح ليا وأني واثقة انك هتوبقى قد الوعد
ابتلع أنفاسه بصعوبة وهو متردد أن يعدها بشئ ويخلفه معها ثم همس برجفة
أنا عايز أبقي معاكي بس خاېف أوعدك موفيش
دب القلق مسمى
ثم أكملت حديثها وهي تعطيه أملا في الحياة من جديد وهي تومئ رأسها للأسفل بخجل
عارف يا فارس انا حبيت عبير قوي من كلامك عنها وبجد لما نتجوز بإذن الله ويكون لينا بيت صغير يجمعنا مع بعض في حلال ربنا هدعي لها كتير قوي انها جابت للدنيا انسان زيك عشان يكون من نصيبي وكمان أول ما اخلف بنوتة هسميها عبير على اسمها ودايما هكلمها عنها واقول لها تيته كانت قد ايه جميلة وقد ايه كانت راقية قوي ونقعد ندعي لها ونقرأ لها قران كتير قوي هخليك تشوف عبير قدامك على طول
اني واثقة و متأكدة في ربنا انه هيجبرك قوي يا فارس
تبسمت عيناه أملا وعشقا وشعر اليوم أنه ولد من جديد على يد تلك الرائعة الراقية وشعر الآن بمدى رحمة الله به بأنه أوقعها في طريقه ثم هتف بامتنان لها وهو يعدها الآن
شكرا انك موجودة في حياتي يافريدة شكرا انك رحمة ربنا ليا في أشد أوقات احتياجي لحد يخرجني من اللي أنا فيه واللي انا عيشته شكرا ليكي انك اتحملتي تعب نفسيتك بسببي وبسبب اللي انتي عانتيه معايا
ثم تذكر الممرضة التي كانت معه منذ قليل وأكمل وهو يشعر بالخجل من حاله
شكرا انك استحملتي تشوفيني في وضع زي اللي انت شفتيني فيه مع الممرضة وأصريتي ان انتي ما تمشيش وطلعتيني من وحل خطيئة كنت هرتكبها
ثم تمعن النظر في مقلتيها ونطق متأثرا بحالمية وجودها معه فدوما يبعثها الله كطاقة النور في أشد أوقات عتمته
إنتي شعاع النور وسط ضلمة الفارس وانتي المكان الآمن لخوف الفارس وانتي كل حاجة حلوة في حياة الفارس ربنا يخليكي للفارس ويديمك نعمة في حياتي يافريدة
ما أحلى تلك المشاعرالتي تنتابنا عند اللقاء وما أرق تلك الأحاسيس وما أصدق تلك القلوب وما أجمل اللقاء! لقاء نسيمه الشوق وعبيره الإخلاص ينبع من بساتين الحب في ربيع العمر في أرض القلوب في لحظة اللقاء ما أجمل العيون ونظراتها وما أجمل الأحاسيس وتصويراتها لحظة لقاء الحبيب فهي إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها مراكب
متابعة القراءة