للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


صغيره 
شويه تعب وراح 
صفا لو تعبانه قولي... ميعاد ولادتك قربت 
تعلقت عيناها به تتأمله 
انت بقيت تمشي كويس على رجلك 
كان سؤالها مفاجأ بالنسبه له فتنهد وهو ينطر اليها 
ألتزمت في العلاج الطبيعي..
عايز ابقى زوج وأب كامل بالنسبه ليكم 
الضمير وحده من كان يقف حائل بين أفكارها ونشأتها القديمه 

انت ليه بتعمل كده... ارجع وحش تاني 
اصابته الصدمه مما تفوهت به 
فرات بيه ست فاديه مستنياكي تحت 
دلوف الخادمه إليهم مهرولة قطع حديثهم لينظر إليها قبل أن يغادر لاسفل حتى يرى شقيقته 
اخدتها قدماها بعد فتره نحو الدرج لتسمع الي صړاخ فاديه 
ماهي اكلت عقلك خلاص.. اظاهر انك لسا في الغيبوبه اللي كنت فيها 
صڤعة سقطت فوق خد فاديه ليرمقها پغضب 
اخرسي... تفتكري مش عارف بعملتلك ده انا مكثوف افكر ان اختي وصلت للشړ ده 
اتسعت عين فاديه وهي لا تستعب ماوصل اليه عقلها 
لعبتي مع الشخص الغلط يافاديه
فرات انا 
أشار لعنتر الواقف بينهم 
وصل الهانم لحد عربيتها 
هتخليها تخسرنا بعض يافرات... خليتها توصل لهدفها 
انانيتك وحقدك هما اللي وصلونا لكده يافاديه 
ولم تكن خسارتها الا تدبيرا من القدر 
انتفضت مها من غفوتها مع غلق شريف لادرف الخزانه بقوه كان يفعل ذلك متعمدا 
ألتقت عيناهم فعادت الي غفوتها لتنفذ طاقته من برودها معه.. اقترب منها يجذب ذراعها بقوه فتآوهت متألمه
لو فاكره انك بتهربي مني بالنوم.. فأعرفي اني سيبك بمزاجي يامها
ايدك بتوجعني
انا مش عايزه اعيش معاك... انا بخاف منك
كانت تلك إحدى عباراتها الدائمه له منذ حادثته مع ياقوت.. كان يتحملها بسبب مرضها وأنها الي الان تعيش اضطراب نفسي من الحاډثه
مها اعدلي كلامك معايا عشان تعبت وفيا اللي مكفيني
انا عايزه امشي من هنا.. انت طلعت وحش ياشريف... انت طردت ياقوت وهتطردني انا كمان
واردفت وهي تضم جسدها بذراعيها
بشوفك في الحلم وانت بترميني في الشارع
تجمدت عيناه وهو يسمعها فزوجته وحبيبته التي نسي معها رعاية شقيقته واصبحت هي كل عالمه تخبره اليوم انها تخشاه وتنظر اليه بتلك البشاعه لغلطه سيدفع عمره نادما على فعلتها
ياا يامها بعد كل اللي عملته معاكي ده وبتقوليلي انا كده
وقفت ثابته بمكانها فهى لا تتذكر اي صنيع له قدمه لها
تشتتها وضياعها اضعفه فهو الاكثر علما أن الحاډثه جعلت زوجته كالصفحه البيضاء.. فأسرع في ضمھا اليه 
بلاش الۏجع يجي منك انتي يامها... انا عارف انه مش بأيدك بس بلاش انتي 
فالحقېرة اليوم دلفت إليها تشمت بها تخبرها انها تتأهب للخروج برفقة سهيل من اجل تناول الطعام.. فسهيل لاحظ نفسيتها التي تأثرت مما يحدث فأراد الترفيه عنها هي وجنينها 
مرت ساعتان على خروجهم لتمر ساعه اخري بعد عودتهم ليدلف بخطي بطيئه لغرفة سماح بل سجنها
اسف حببتي..
واقترب منها معتذرا يعدها بأن كل شئ سينتهي قريبا 
اخترت الطريق الذي يختاره كل الرجال سهيل
ابتعد عنها بعدما كان غارق في بث مشاعره واشتياقه لها 
ماذا تقولي سماح 
ابتسمت شارده واشاحت عيناها بعيدا عنه 
ستفهم قريبا سهيل 
احبك سماح 
ولم يترك لها حديث اخر.. ليجذبها نحوه 
تعلقت عين هناء بالعقد الماسي الذي جلبه لها مراد متسائله
ايه ده يامراد 
ضحك على سؤالها العجيب وادارها حتى يصبح ظهرها مقابل صدره 
عقد ياحببتي.. مش قولتلك شراكتنا مع مارتن هتجني حاجات كتير حلوه... وده بمناسبه نجاح الصفقه 
بالسرعه ديه 
هتفت مندهشه فأجاب 
مش عجبك العقد
انت عارف ان الحاجات ديه مبتفرقش معايا... لو حاجه بسيطه بتفرحني 
ضمھا اليه بقوه الي ان صدح رنين هاتفه
ايوه يانغم.. لا مش هقدر اجي لاني خارج انا وهناء
أرأيت 
لينظر إليها مارتن بجمود 
وانا لا اخسر شئ.. 
فأقتربت منه نغم 
متى سنكشف أوراقنا 
وعندما لم تجيب جذبها اليه ليثبت لها انها ليست الا امرأة تبحث عن الرجال المميزون فقط مال ووسامه ومكانه تلك هي أهدافها نحو الرجال 
نظرت سناء الي الطببب الذي يخبرها ان ابنها لديه ثقب بالقلب وان حالته لا تنتظر... نظرت لفلذت كبدها وسارت هائمه بالطريق تمسك يد ابنها.. كانت لا تصدق تعبه الدائم وعدم قدرته على اللعب مثل رفقائه
اجيب فلوس العمليه منين واللي جاي على قد اللي رايح.. ده حتى فلوس جهاز ياسمين اتصرفت 
ولطمت جانب فخذها 
اتصرف ازاي
وتنهدت وهي تفكر
اهدي ياسناء اكيد هتلاقي حل
دلفت للمنزل تنظر لابنها متحسره.. واتجهت نحو غرفة نومها لتتفاجئ بزوجها يحادث ابنته 
السيد هاشم ده طلع راجل ابن ناس يابنتي... مټخافيش حتى سناء متعرفش مكانك... اهم حاجه انك كويسه 
لتتذكر زوج ابنه زوجها الثري... لتلمع عيناها وهي تتذكر اسم الرجل الذي نطقه زوجها هاشم 
وخاطبت حالها 
اكيد لما هساعده هيساعدني وهيفتكرلي الجميل اللي عملته فيه 
الفصل الثالث والستون
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
اهدي يافاديه... بضايق اوي لما اشوفك مټعصبه كده
وواصل كلامه مبتسما.
متزعليش نفسك ياحببتي بكره اخدلك حقك منهم كلهم
تعلقت أعين فاديه به بلهفة وقد نست مقتها من شقيقها
امتى بقى ياعزيز هتظهر... انت متعرفش مشاعري بتبقى ازاي لما اي واحده من صحابي في النادي بتحكي عن جوزها 
قريب ياحببتي هنمشي من مصر خالص ونعيش حياتنا
تنهدت بمقت وعادت النيران تشتعل داخلها منذ لقائها مع شقيقها
انت قولت هتخلصني من اللي اسمها صفا ديه... خلصني منها ياعزيز
وعندما تذكرت ان زوجها السبب في اقحامها بحياتهم
انت السبب في وجودها بينا.. كانت عجباك اوي
شرد في ملامح صفا بلوعه.. انها الداء الوحيد الذي أصابه ولم يستطع التخلص منه..نفض أفكاره التي لم تعد تجدي نفعا
انسى اللي فات بقى يافاديه.. انتي عارفه ان مافيش في القلب غيرك
عاد إليها فتعالت
ضحكاتها بدلال.. اغاب عقلها وسط مشاعر زائفه 
مال بجسده ليلتقط سترته الملقاه أرضا مخرجا منها ورقه مطوية
اخوكي عقيم يافاديه ... عارفه يعني ايه مبيخلفش.. الفحوصات ديه لقيتها في خزنته
ابتعدت عنه تنظر اليه بأعين متسعه
انت بتقول ايه
اخوكي كبر فبقي عايز يصدق اي حاجه يافاديه... اكيد افتكر ان المعجزه اتحققت معاه ويقدر يخلف
انقلبت ملامح فاديه غير مقتنعه بما تسمعه
فرات مش غبي كده ياعزيز
ماهو عشان اخوكي مش غبي انا اللي لعبت في فحوصاته الجديده.. حابب اشوف كسرته بعد الفرحه اللي عايشها ديه كلها لما يعرف انه كان عايش على أمل كداب
اتسعت أعين فاديه ذهولا وهي تقترب منه أكثر تتفرس ملامحه
عزيز الكلام ده لو صح لازم فرات يعرفه.. بنت الحړام ضحكت على اخويا واستغفلته
ونهضت من جانبه تبحث عن هاتفها... لتتسع ابتسامه عزيز وهو يرى كيف اقتنعت بحكايته الكاذبه التي ترغب في سماعها
وثب من فوق الفراش متجها إليها يشعر بالزهو من نجاحه 
اهدي واعقلي كده يافاديه...انتي كده هتخسري اخوكي اكتر... لو خطفنا الواد كده هنخلص اخوكي من كدبه عايشها 
وقفت تطالعه دون فهم وقد أصبح عقلها عاجز عن فهم ما يصبو اليه
انا مش فهماكي ياعزيز... بدل ما تخليني اكشف الخاينه اللي لميناها من الشارع .. تقولي اخطڤ الولد ما يتحرق هو وأمه في ساعه واحده 
كانت أعين عزيز تلمع بخبث.. فهاهي فاديه صدقته كعادتها حينا تريد تصديق شئ.
أنتي ساعديني بس نخطف الولد اول ما يتولد يافاديه
لتتجمد نظراتها نحو الساعه المعلقه فوق الجدار وحديث عزيز يقتحم اكثر واكثر داخل عقلها
سقطت دموع سناء وهي تستمع لكلمات ابنتها قبل أن تغلق الهاتف معها... اخبرتها بالحقيقه المؤلمھ ان كل ما يمروا به من مصائب بسببها هي.. هي التي لا ترحم احد من لسانها ومعايرتها.. هي التي تقف على اوجاع الناس لتضغط بكلامها المسمۏم فيزداد الڼزف 
انتي السبب ياماما... في كل اللي بيحصلنا... دوسك على اوجاع الناس بيقعد فيا وفي اخواتي 
صدى عبارات ياسمين كان يخترق فؤادها فتبكي اكثر 
لا كله الا ولادي يارب... ده انا جبتهم بعد جوازتين فشلت فيهم
دلف زيدان للغرفه متعجبا من صمت زوجته واعتزالها في غرفتها 
مالك يا سناء مش عوايدك السكوت ده 
هو انا وحشه اوي يازيدان
تعجب زيدان من سؤالها واڼفجر ضاحكا
الۏحش مش محتاج حد يقوله انه وحش يا سناء الإنسان بيحس بأفعاله 
قصدك ايه يازيدان 
ابنك عيان يازيدان ومحتاج عمليه... اتصرف بقى يارجلي وهات فلوس 
انقبض قلبه وهو يسمع ما تفوهت به عن مرض احد أبناءه التوأم 
محمود طلع عنده ايه 
وقفت تتابعه بعينيها وهو يحادث العمال في ألوان حجرة صغيرهم ويختار الأثاث له بنشاط وطاقه... تعلقت عيناها به متعجبه من تلك المشاعر التي يحملها فرات نحو طفلهم القادم 
تعالي ياصفا عشان تقولي رأيك في الألوان 
ما انت اختارت كل حاجه ايه لازمة رأي 
كان ردها جافا احرجه وسط الواقفين.. فتنحنح بخشونه 
لو مش عجباكي حاجه اكيد هنغيرها... رأيك اكيد الاهم 
تنهدت بقوة فكلما باعدت الأميال بينهم.. قربها هو
فكيف ستنتقم وتثأر لكرامتها وكبريائها..وكأن القدر أراد أن يجعلها تعيش ذلك التخبط ليتعلم أحدهم درسا 
ليه بيحصل معايا كل ده.. ليه 
انتي اللي عايزه تعيشي في ضياع ياصفا... ادي نفسك فرصه تعيشي من جديد 
عيناها حملقت به تبحث عن قسوته ظلمه ولكن لم ترى بعينيه الا الحنان والندم 
اعيش.. طب ازاي انت موتني ازاي هرجع اعيش من تاني.. ده انا لحد دلوقتي بفتكر كل حاجه عملتها فيا.. بفتكر وانت موقفني..بفتكرك وانت بتساومني على عمري اللي جاي لارضي بلي هيحصلي معاك او السچن اللي هرجع فيه من تاني اكمل باقي عمري جواه... 
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض من جانبها وتلك المره هو من هرب... يسأل نفسه كيف كان بتلك البشاعه
نظرت ياقوت نحو شقيقتها تربت على كتفها 
مكنش ينفع تقوليلها كده يا ياسمين... انا سيبتك تهدي الأول عشان اتكلم معاكي 
أنتي بتدافعي عنها ياياقوت... امي هي السبب 
واردفت بحسره على حالها تخرج كل ما بجبعتها 
اللي حصلي بسببها كانت عايزانى اتجوز قبلك عشان تشمت فيكي... واه بقي مكتوب كتابي وخطيبي ماټ قبل فراحنا بأسبوع... وادي محمود اخويا بقى مريض قلب
ضمتها ياقوت إليها بحنو 
استغفري ربنا متقوليش كده.. ربنا ليه حكمه ف كل حاجه 
انحدرت دموع ياسمين آلما وهي تهتف املا
نفسي تتغير ياياقوت... نفسي امي تتغير 
اهدي ياسمين... خلينا طيب نفكر في عملية محمود 
أسرعت في مسح دموعها منتبها لها... ف الان مصاپ شقيقها هو الأهم 
هنعمل ايه... العمليه غاليه واحنا معناش غير ربع الفلوس 
هبيع.... 
هتفت ياقوت بالكلمه ولكن توقف باقي الحديث وهي تتذكر انها خرجت من المنزل خاليه الوفاض لا تملك الا ملابسها التي ترتديها وهاتفها 
اطرقت عيناها أرضا.. لتمسد ياسمين فوق كتفها 
ربنا هيدبرها واكيد هتتحل 
المحل اللي حليتنا عايز تبيعه يازيدان... طيب هنعيش منين قولي 
نكس رأسه أرضا لا يجد حلا الا هذا... فهو يعلم بحاله اذا اقترض من أحد مالا فلن يستطيع سداده وأحوال كل معارفه مثله.. عقله قاده للسيد مهاب والد هناء ولكن حرجه منعه 
قوليلي اعمل ايه غير كده... معناش غير ربع الفلوس 
كان التوأمان يقفان يتأملان حال والديهم لتنتبه سناء لهم صاړخه بهم
خد اخوك وادخلوا اوضتكم
اسرع الصغيران في الركض نحو غرفتهما 
بطلي شخط في العيال.. متحسسيش الواد انه حالته مافيهاش امل 
اطرقت عيناها حزنا تتمتم بأمل 
لا ان شاء الله ابني هيخف.. هي عمليه بسيطه مش صح يازيدان 
اماء برأسه.. فلو توافر المال سيطيب صغيرهم... كان المال هو العجز الوحيد لديهم مع موعد العمليه التي حددها الطبيب بالاسراع فيها
 

تم نسخ الرابط