للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


الازهار المرسله لها فوق مكتبها... فتعلقت عيناها بالباقه فرحه 
الورد ده ليا انا 
ابتسم الواقف على تصرفها وأماء برأسه متمتما
ايوه يافندم 
لم تسأله عن هوية المرسل وقد ظنت ان من فعل ذلك هو مراد فاليوم عيد مولدها ولم تشئ بأي مظهر لمظاهر الاحتفال لأختفاء ياقوت رفيقة عمرها فأكتفت بالتهنئه حتى تظهر صديقتها لتدق عنقها دكا لاختفائها أيضا عنها 

اندمجت في شم رائحة الازهار العطره وشردت فيما عرفته من مراد عن سبب اختفاء ياقوت رغم ان ناديه اخفت الأمر عليها الا انها علمت بكل شئ حانقه من تلك العائله بأجمعها 
تعالا رنين هاتفها برساله... لتلتقطه فأتسعت عيناها من محتواها
اتمنى ان تكون قد أعجبتك هديتي... عيد ميلاد سعيد 
تعلقت عيناها ب الرساله ثم انتقلت نحو الباقه مصدومه ظنها ان مراد هو من ارسلها 
سمعت صوت احد الموظفين مرحبا بزوجها فشحب وجهها خوفا وأسرعت في ألقاء الباقه من شرفة مكتبها متحسره عليها 
بتعملي ايه عندك ياهناء 
بشم شويه هوا 
تلجلجت في تمتمتها ليقترب منها مبتسما 
مستر مارتن عزمنا على الغدا عنده في فيلته... حاولت اهرب من العزومه بس معرفتش ياحببتي 
انكمشت ملامحها اقتضاب من سماع اسمه 
مبرتحش للراجل ده يامراد... انا مش عارفه انت مبهور بي على ايه 
ضحك وهو يرى حنقها
تمتمت حانقه
عايزاك تعلا وتبقى أنجح واحد بس مش مع الراجل ده... انا قلبي مش بيرتاحله يامراد اسمع.... 
وقفت متعجبه من أوامر فرات لاعداد ضيافه خاصه من أجل احد ضيوفه... كان مهتما بقدوم ذلك الضيف الا ان نظراته نحوها كانت عجيبه
مر الوقت وقد قضته بصحبة حوريه تحت نظرات الكثير من العاملين فكيف لزوجة رب عملهم تتجاذب الحديث مع احدي العاملات
الوقت سرقنا
ابتسمت إليها صفا بمحبه
تعرفي الكلام معاكي احسن من اي دكتوره نفسيه
خجلت حوريه من ذلك المديح الذي رطب قلبها
كلامك احسن من أي علاج... انتي اللي قربتيني من ربنا
إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء
صدق الله العظيم 
تمتمت صفا براحه تغزو قلبها وهي تستشعر جمال الآيه 
تقدمت منهم احدي الخادمات تخبرها ان سيدها يريدها 
ودعت حوريه وسارت بخطي هادئه تلائم حركتها مع انتفاخ بطنها 
ولكن لا شئ كان يراه في نظرات حمزه الا حزن غائر بعينيه اما زوجته لم يفهم نظراتها يشعر وكأنها تخبر نفسها يا ليت 
نفض أفكاره التي تعصف بعقله وقلبه وهتف مرحبا فهو يحترمه بعيدا عن كل شئ 
اتفضل ياحمزه شرفتنا
دلفوا ثلاثتهم للمنزل لتسرع صفا نحو المطبخ متمتمه 
هقولهم يحضروا الغدا
لم يأتي للضيافه والجلوس إنما اتي حتى يطلب من فرات مساعدته في أجاد زوجته... فالحديث بالهاتف لن يجني شئ فهو يحتاج خبرة فرات العسكريه 
تمتم فرات قاطبا حاجبيه من صنيع زوجته
خلينا نتكلم في المكتب 
تمتم بها فرات متقدما حمزه الذي اتبعه.. وقبل ان يتسأل فرات عن سبب قدومه 
محتاج مساعدتك يافرات... 
مساعدتي في ايه 
تهاوي بجسده فوق احد المقاعد واضعا رأسه بين راحتي كفيه 
الاقي مراتي 
زالت حجابها ثم انتقلت يداها نحو بلوزتها لتفكها ببطئ فتوقفت يداها فوق ازرارها وهي تسمع زمجرته 
حنيتي ليه مش كده 
اتسعت عيناها مما تسمعه... فأقترب منها 
لسا بتحبي 
لم تجيب فالاجابه لم تعد تعلمها... فسر صمتها انها بالفعل مازالت تحبه ولكنها كانت تسأل نفسها هل مازال حبه ينبض داخلها 
ردي ياصفا 
معرفش... 
لم يعجبه ردها فعاد يسألها 
لا اه لا لاء.. مافيش حاجه اسمها معرفش 
ايوه معرفش... ما انا مجربتش حب راجل تاني عشان اعرف ارد عليك 
بهتت ملامحه وقد اجاده إلقاء كلماتها التي قصدتها.. اندفع خارج الغرفه دون كلمه أخرى
كيف حالك سماح 
رمقتها سماح بكره 
من الذي سمح لكي بالقدوم الي 
نظرت جين للخادمه الواقفه مشيرة لها أن تنصرف... لتنفذ امرها 
فأقتربت منها جين اكثر وڠضب سماح يزداد 
قولت اخرجي من غرفتي 
تجلجلت ضحكات جين وازاحت خصلاتها جانبا
لا تغضبي هكذا سماح... فالڠضب لا يصح لك 
واردفت ساخره 
الأفضل أن توفريه لما هو قادم 
لم تتحمل سماح وجودها اكثر في غرفتها ف وثبت من فوق فراشها واندفعت نحوها 
قولت اخرجي ياحقيره... ياقاتله 
أنتي مريضه سماح... تخبريني انني القاتله وانتي من قټلتي نورالدين...لولا سهيل لكنت أخبرت الشرطه عنكي 
كانت يدي سماح الأسرع في الألتفاف حول عنقها قبل أن تستمع لحديثها المړيض اكثر...فأندفع سهيل للغرفه يخلص جين من سماح 
تراجعت سماح للخلف وهي تراه يحتضن جين ويهدء من روعها
كادت ان تقتلني سهيل
سنتخلص منها قريبا حبيبتي لا تقلقي... تلد وسنتزوج انا وانتي 
ولولا انها أصبحت تعلم بتلك المسرحيه الهزلية لكانت ماټت قهرا 
جايا اقولك ان ياسمين اخت ياقوت سايبه البلد.. امها قايله انها نزلت القاهره تشتغل لكن البنت مجتش هنا 
هب واقفا من مقعده واقترب من شقيقته 
يعنى اهل ياقوت عارفين مكانها 
ألتقطت ناديه أنفاسها 
اكيد ياحمزه... يعني اختها مختفيه فين كل ده 
لم ينتظر سماع حديث اكثر من شقيقته فأسرع يلتقط سترته ومتعلقاته وانصرف على أمل واعين ناديه تتبعه تتمنى ان يعود بها 
وصل لبلدتهم أخيرا ليطرق الباب.. وما من دقائق حتى فتحت سناء الباب 
الفصل الثاني والستون
قتمت عيناه بالظلمه وهو يخرج من بيت عائله زوجته خالي الوفاض رغم تيقنه بأن والد زوجته يخفى شئ ما.. ف سناء كانت ستخبره بأمر ما لولا خروج والد زوجته من غرفته يتولى هو الحديث ناظرا لزوجته بنظرة اخرستها
زفر أنفاسه دفعات متتاليه قويه يطرق فوق عجلة القياده پغضب
مش هسكت غير لما الاقيكي... مش هضيعك من ايدي بعد ما رجعتي جو قلبي شبابه اللي ضاع
احتل الآلم تقاسيم وجهه وهو يتذكر عباره السيد زيدان
لما تلاقي بنتي طلقها يابني احسن ليك وليها... بنتي مش شبهكم ولا انتوا شبهها
لولا رنين هاتفه لظل غارقا في ظلمه أفكاره 
حقيقه اعترف بها مؤخرا لحاله انه كان يعتبرها ملكيه خاصه له ونسي ان ما نملكه يضيع يوما عند القنوط
ايوه ياناديه.. للأسف لاء
هنلاقيها اكيد ياحمزه متقلقش
وضعت ياسمين الهاتف أمامها تنظر إلى ملامح ياقوت التي تغيرت بعد المكالمه التي دارت بينهم وبين والدهم
حمزه بيحبك ياياقوت... ده قالب الدنيا عليكي
نهضت تسير نحو غرفتها تغلق بابها خلفها تهوى فوق فراشها باكيه... لم تتركها ياسمين بل اتبعتها خائفه عليها وفور ان فتحت الباب اندفعت نحوها تربت فوق ظهرها
ياقوت كفايه بكى...انتي ناسيه ان كل اللي انتي فيها ده غلط عليكي وعلى ولادك
ڠصب عني ياياسمين..انا حاسه بۏجع فظيع في قلبي
جففت دموعها بكفيها تنظر نحو ياسمين التي هتفت داعمه لزوج شقيقتها 
حمزه ملهوش ذنب 
كانت تلك العباره التي تخبرها بها دوما شقيقتها عندما يخبرهم هاشم عما يفعله حمزه 
عارفه انه ملهوش ذنب.. بس في حاجات مبتعرفيش تحكيها ياياسمين
اجابت بصوت رقيق وكانت طبيعتها ليأتيها صوت هاشم
ياسمين انا واقف بالعربيه بره.. تعالي عشان تساعديني في شيل الحاجه
أسرعت للخارج لتتعلق عين ياقوت بها بحنو فوجودها جانبها هي وهاشم كان دعما لها.
بعد دقائق كانت ياسمين تندفع للداخل بسعاده تحمل بعض الروايات التي طلبتها من هاشم وقد اتي بها 
انا مش مصدقه انهم بين ايديا
ضحك هاشم وهو يتبعها يحمل بأيديه العديد من الأكياس 
لا صدقي وكمان ليا خبر تاني هيفرحك بس اكيد بمقابل 
خبر ايه 
كانت نظراتها اليها كالطفله ولكن لأول مره كانت تربكه نظرات امرأه... نفض أفكاره التي أصبحت تقتحمه مؤخرا هاتفا بقلبه انها ليست الا طفله بالنسبه له اجتازت التاسعه عشر ربيعا 
انتبه لنفسه فوضع الأشياء التي بيده فوق الطاوله واتجهت عيناه نحو ياقوت التي خرجت من غرفتها للتو بعد أن رتبت ملابسها وحجابها 
عامله ايه النهاردة... 
تعلقت انظارها نحو بطنها 
الحمدلله... 
الدكتوره قالتلك هتولدي امتى 
أسرعت ياسمين في الاجابه عليه وقد تعلقت عيناها بهم بحماس 
اقل من شهر وهبقي خالتو 
واردفت وهي تتجه نحو المطبخ بخطوات سريعع
هحضر الغدا عشان تتغدا معانا
استنى ياياسمين انا اصلا ماشي... جيت بس اطمن عليكم واجبلكم اللي محتاجينه 
وامتدت يده ببعض النقود لياقوت التي ابعدت يداها سريعا 
لا كفايه كل اللي بتعمله معايا.. الأول اخدت منك عشان قولت ده مرتبي بس دلوقتي انا مبشتغلش 
ياقوت بطلي الحساسيه اللي انتي فيها ديه 
واردف وهو ينظر لها يذكرها بنسبتها في شركته التي اشتراها لها حمزه 
أنتي ناسيه انك شريكه في الشركه وليكي أسهم 
ديه فلوس حمزه مش فلوسي
تنهد هاشم لا يعرف من اين وكيف يقنعها 
أنتي وحمزه واحد ياياقوت... على العموم اولدي انتي بس وانا هجبلك عروض تصمميها ونبقي نتحاسب بعدين
وعاد يمد يده بالمال فهتفت تنظر نحو شقيقتها
معانا فلوس بابا بعتها صدقني حتى اسأل ياسمين 
حركت ياسمين رأسها تلقائيا فزفر أنفاسه حانقا منهم.. وضع المال فوق الطاوله متمتما 
الفلوس اهي ومش عايز اسمع كلمه تانيه 
وتحرك بعدها كي يغادر فتعلقت أعين ياسمين به راغبه في ان تعرف
تلك المفاجأه التي نسي ان يخبرها اياها... ولكن توقف أقدام هاشم عند الباب ثم استدار بجسده ومطالعتها جعلتها تنبه جميع حواسها اليه 
قدمتلك في المعهد واتقبلتي الدراسه يومين في الأسبوع
تهللت اسارير ياسمين وركضت نحوه لتقف متخشبه مما كانت ستفعله بعفويه لتتجه نحو 
كده تقلقني عليك ياحمزه.. حتى تليفونك قفله متعملش فيا كده 
هتفت ناديه عبارتها الاخيره وهي تمسح دموعها... شقيقها القوي ذو المشاعر الجامده انهار وهو الذي لم ينهار يوم ۏفاة سوسن وجمع شمل العائله ثانية بصلابه... عاد بها الزمن للوراء تتذكر انهزامه بعد خېانة صفا له ولكنه كان شاب لم يتخطى الخامسه والعشرون اما اليوم هو 
وقفت للحظات متردده الا انها عزمت امرها بأنها لن تتركه الا وهو معها 
لا ياحمزه مش همشي واسيبك...
ناديه 
انت عينك حمره كده ليه... اوعي تقولي انك كنت پتبكي 
حمزه الزهدي مش ضعيف ياناديه 
كان ېكذب على نفسه قبل شقيقته... فضعف الحب قد عاد بعد أن بني حول قلبه جدارا لسنوات
يالا ياحمزه تعالا معايا ارتاح... مش شايف شكلك بقى عامل ازاي 
تعلقت عيناه بشقيقته 
انا كنت راجل سئ اوي كده ياناديه 
صمتت تزفر انفاسها 
مش انت اللي سئ ياحمزه احنا اللي كنا انانين معاك ومعاها... استخترنا حنانك فيها كنا بنشوفه انه مش من حقها وأنها واجب عليها ترضى بالقليل...
وألتقطت أنفاسها الثائره 
حسبناها حتى على حاډثه مريم.. بقينا نفرغ اي ڠضب ومشاعر جوانا عليها.. حتى انا كنت بفتكر بقدم ليها نصايح بس الحقيقه انا كنت بأمرها.. واوجع شئ على الإنسان انه يحس انه متهان وسط الناس
وانا كنت ساكت...شايف وساكت.. كنت زيكم اناني.. الغلطه مش غلطت شريف غلطتي انا ياناديه 
صړخ بقوة وهو يتذكر معاملته لها قبل فعلة شريف.. حملها تقصيره في حق مريم ونسي انها أنتي اللي اصريتي اتجوز.. قولتلك مبقاش ينفع.. 
مكنتش فكراك هتحبها كده 
هتصحي امتى يامريم... هتصحي امتى عشان اعوضك 
هجبلك حقك حتى لو كلفني عمري كله... مش هسيب الكلاب اللي عملوا فيكي كده 
اهتزاز هاتفه جعله يخرج من تلك الدوامه التي هو بها 
فنظر لرقم صديقه بالعمل ليخرج من غرفة شقيقته بعد أن ألقي بنظرة اخيره عليها 
توقفت قدماه وهو يرى حمزه يصافح الطبيب الخاص بحالة شقيقته ثم تقدم نحو غرفتها دون سلام... اطرق عيناه بحزن وانصرف مغادرا المشفى بأكمله فلم يعد يتحمل نظرات حمزه وتجاهله 
مالك ياصفا 
اعتدلت في وقفتها بعدما كانت منحنيه من شدة ضربات
 

تم نسخ الرابط