للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
موضع قلبها بعدما استمعت اليه وهو يبثها حبه ويخبرها انه وقع صريع هواها
اه منك ياسهيل...وانا بقيت احبك اوووي
كانت تحادث نفسها فالمكالمه قد انتهت... اقتربت من شرفتها لتفتحها قليلا وتتنفس الهواء المنعش المنبعث من الحديقه
مرت الدقائق وهي واقفه هائمه في تطور علاقتها بسهيل وكيف تمادت علاقتهما... تآوهت بخفه وجنينها يركلها ببطنها
انكمشت ملامحها وهي ترمق خطوات جين المرتبكه وألتفافها حول نفسها.. لتعود إليها روح الصحفيه التي افتقدتها
أسرعت لخارج غرفتها واتبعت المكان الذي اتجهت اليه... لم يكن أمامها الا غرفة الحارس ... تعجبت ولكن قررت أن تسير خلف فضولها.
رأت خيالها ووقوفها مع الحارس تعطيه المال وتصرخ به
أشعر وكأنكي تصدقي عليا... ستعطيني ما اريد ام اخرجك من تلك الجنه التي تعيشين بها
رفعت جين يدها لټصفعه ليمسك يدها بقوه
افعليها ثانية وسأخبرهم انك الحية الخبيثه هنا... وكيف خدعتيهم بأمر الطفل الذي هو لي....يتبع
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
الفصل السادس والخمسون
عيناها كانت شارده كحال عقلها وهي تطعمه وجبة افطاره... الي الان لا تصدق ما سمعته ليلة امس... كانت تعلم أن جين حقيره ولكن لم تتوقع أن تصل حقارتها للخيانه... تأملت نورالدين الذي يتناول منها طعامه بفمه الملتوي وعيناه التي تريد الإفصاح بما يرغبه عقله.. دقائق مرت وهي على هذا الحال
جين السبب فيما حدث لك نورالدين أليس كذلك
اماء نورالدين برأسه بلهفه فأخيرا وجد من سيخبره بحقارة تلك التي تسمى زوجته
الطفل ليس طفلك
حرك رأسه بحزن وقد ألتمعت عيناه بالدمع.. فهى تنسب له طفلا ليس من صلبه وهو الذي كلما حاول بعجزه ان يمسها كزوجة او تساعده علي هذا الأمر كانت تبتعد عنه نافره
فشعرت به سماح... لتربت على كفه بدعم
سأساعدك لنيل حقك نورالدين...
تبدل حاله وهو يسمع كلماتها... واشرقت ملامحه فلا يريد المۏت الا وتلك الخائڼه تنال ما تستحق ولا ترث أمواله
احتضنت شقيقتها بسعاده ولكن كان قلبها يتفطر ألما وهي تراها منطفئه الروح والوجه وقد فقدت الكثير من وزنها
وانتي كمان ياياقوت... انا كنت محتاجاكي اوي
ابتعدت عنها ياقوت تنظر لملامحها الباهته.. فربتت فوق وجنتها بحنان
وانا هكون جانبك ديما
عادت لټحتضنها ثانيه... ولم ينتبهوا لهبوط مريم الدرج... فوقفت تتأملهم بأعين لامعه تتمنى داخلها لو كانت لها شقيقه ترتمي بين احضانها... نفضت رأسها سريعا وهي تتذكر من تتمنى ان تكون مثلهم
ازيك
ابتسمت ياسمين إليها ولكن توترت من نظراتها فهى تعلم انها لا تطيقها
الحمدلله
تعجبت ياقوت من تقبلها لقدوم شقيقتها ومكوثها هنا معها.. اخرجتها من دائرة أفكارها وهي تهتف
عايزاكي في كلمتين
رمقتها ياقوت بأستنكار ولكن تجاوزت صفاقتها واتبعتها
عشان انتي طلعتي جدعه ومعرفتيش بابا بلي حصل...وانا اه طلعت جدعه معاكي ومع اختك وسمحلها تبقى ضيفه في بيتنا
مقتت حديثها الذي اغاظها
وتفتكري هفضل ساكته
شحبت ملامح مريم وهي تتذكر وعدها له ليله امس.. فهى بالفعل قررت أن تتخلى عن رفقه رؤى واصدقائها ولكن حبها الذي بدء ينمو نحو هاشم لن تتخلى عنه.. قطع حديثهم قدوم ندي نحوهم وترحيبها ب ياسمين التي وقفت تفرك يداها بتوتر تخشي ان تكون ضيفة ثقيله بينهم ولكن مع ترحيب ندي شعرت بالراحه
انفردت ندي بمريم غير مصدقه صمتها دون إلقاء كلام جارح لياسمين
كويس انك مقولتيش للبنت كلمه تجرحها.. قدري حالتها وبلاش تضايقيها يامريم
تركت مريم هاتفها الذي تبعث به وتعلقت عيناها ب ندي
انا وعدتك انتي وبابا مش هضايقها... هي هتمشي امتى ياريت الزياره متطولش
تنهدت ندي بيأس
يعنى نحدد أقامه للبنت... واحده وقاعده في بيت اختها
انتضفت مريم من فوق مقعدها ترمق ندي بغيره
لا ده بيت ماما وانا ساكته عشان بابا
ودمعت عيناها وهي تبكي على ذكرى والدتها
اخدت كل حاجه كانت لماما ياندي... بابا مبقاش يتكلم عن ماما ومبقاش شايف غيرها
أنتي ازاي نسيتي ماما ياندي ديه كانت اختك...
ترقرقت عين ندي فكيف تلومها على ذكرى شقيقتها وحبها لها ولكن الحياه تمضي مهما كان وتقذفنا هنا وهناك
ازاي انسى اختي وامي يامريم.. بس حمزه من حقه يعيش برضوه.. كفايه اللي عملوا عشانا ولسا بيعمله وسوسن هي اللي وصة بجوازه
ومسحت دمعتها بوهن
سوسن زمانها فرحانه عشانه
ألقت مريم نفسها بين ذراعيها تستمد منها قوتها وظلت تبكي ثم ابتعدت عنها
ندي انا عملت حاجه غلط وعايزه اعترفلك بيها... بس متقوليش لشريف ولا بابا هيزعلوا مني
لتتجمد ملامح ندي بقلق.. فأبتلعت مريم لعابها
انا كنت بخرج من وراكم بليل
اتسعت عين ندي ذهولا لتسرع بأخبارها
هما كام مره بس... وكمان شربت سجاير
وتلك المره شهقت ندي غير مصدقه ما سمعت
.............................
طرقت باب غرفتها ثم دلفت إليها لتجدها جالسه فوق الفراش تقرء في كتاب الله... صدقت ونظرت نحو شقيقتها فلمعت عيناها بسعاده وهي ترى ياقوت بأبهي صوره وهيئتها كهيئه نساء المجتمع المخمل التي قد ظهرت عليها
طالعه جميله ياياقوت
تمتمت بها ياسمين بحب حقيقي لتقترب ياقوت ثم دنت منها تلثم خدها
أنتي اللي جميله وعيونك جميله ياحببتي
ابتسمت ياسمين فربتت فوق خدها
معلش هسيبك لواحدك..بس لو عايزانى الغي..
اسرعت ياسمين بقطع عبارتها
لا متلغيش خروجتك مع جوزك عشاني... اخرجي واتبسطي عشان ترجعي تحكيلي عملتي ايه
ابتسمت بحب لنقاء شقيقتها وطيبتها.. لم يؤثر كره زوجة ابيها لها بقلب شقيقتها وكأن بطن واحده قد حملتهما فشقيقتيها من والدتها لم يكونوا مثل ياسمين فالوحيدة كانت القريبه منها تراها اختها الكبرى
مش هتأخر عليكي
هتفت بها وهي تلقى عليها قبلة بالهواء ثم غادرت الغرفه واغلقت الباب خلفها
ابتسم وهو يشعر بملمس قبلتها فوق خده
لا ده انا كده اوديكي كل يوم معرض
ضحكت برقه وهي تناوله سترته
وانا موافقه
بقيتي مكاره ياحببتي
ماهي اللي تتجوز راجل زيك لازم تبقى كده... ياقوت الهابله مكنتش نافعه
قطب حاجبيه بعبوس مصطنع
مسمحش ليكي تغلطي فيها... بس منكرش اني ياقوت الجديده بقت خطړ عليا
ألتقط منها سترته وهو يخبرها بعبارته الاخيره.. فلطمت صدره بخفه
بقيت اتعلم... ماهو الأهبل مش بيفضل اهبل بيتعلم ياحمزه باشا
ضحك بخفه وهو يفحصها بنظراته
باشا ايه ده انتي اللي بقيتي باشا
ومال نحوها يتسأل
مش هتقوليلي المرادي واخده مين قدوتك وبتتعلمي منه
ومهما فعل لن يتخيل ان سبب في تغيرها لكل هذا هي السيده سميره صاحبه البنايه التي كانت تقطن بها عندما أتت من بلدتها.. زياره دون سبب قررت فعلها اكراما لطيبة تلك المرأه ولم تنتهي تلك الزياره هكذا انما اتبعه اتصالا من والدتها تخبرها انها ألتقت بزوجة ابيها في عرس أحد اقاربهم لتخبرها ان ابنتها خائبه الرجا لا تملئ عين زوجها وستعود إليهم مطلقه فما الفائده من فتاه أتيه من خلف البهائم
أقسمت لحظتها انها لن تجعل احد يشمت بها...
ركلة قويه ركلها بها صيغارها لتتآوه ثم ضحكت
مش عيب كده
ابتعد عنها بعدما كان غارق في اغداقها بمشاعره لينظر لها وهي تضع يدها فوق بطنها ثم ابتسم بعد أن استعب مقصدها
وجعك اوي
ضحكت وهو تمسك يده تضعها فوق بطنها واليوم أيضا لم تنتبه لحديثها كما لم ينتبه هو
دول بيلعبوا
مسح على بطنها بخفه وعيناه قد لمعت
تعرفي ان شعور الابوه جميل اوي... نفسي اشيله على أيدي واتابع كل خطوه وهو بيكبر قدامي
وتنهد وهو يتذكر فتره إصرار ناديه على زوجة وسؤالها المتكرر له كيف لا يتمنى تجربة ذلك الشعور
تعرفي ان ناديه كان عندها حق..
ورفع كفيه يمسح فوق خديها وعيناهم ثابته نحو بعضهما
انا كنت محتاجكم فعلا ياياقوت..
وانتهى الكلام وهو يحتضنها ولأول مره يشعر انه تحرر من الماضي الذي كان يحاوطه وعاد حمزه ذو الثالثه والعشرون عاما
ابتسمت هناء بخفه وهي تنظر اليه وهو يعلمها كيف يتم اكل طعام السوشي
مهما حولت يامراد مش هعرف
رمقها وهو يضيق عيناه
طب جربي قدامي ووريني
زمت شفتيها
وهي تخبره بقدراتها
يامراد انا عارفه نفسي انا غبيه
ضحك على نعتها لنفسها بالغباء
بيعجبني فيكي صراحتك ياحببتي
ألتمعت عيناها بشړ ولكن بشړ لذيذ يروقه
قصدك ايه يامراد... بدل ما تقولي لا انتي مش كده ياحببتي
اكدب يعني ياحببتي
مراد الناس
همست اسمه برقه وهي تسبل اهدابها بطريقتها العفويه ليقرب مقعده منها
بعد مراد ديه... نفسي اروح ابوس ايد وراس عمي
كانت نغم تدلف برفقة إحدى صديقاتها تلك اللحظه وقد أختارت ذلك المطعم بعدما استمعت لسكرتيرة مكتبه وهي تحجز له فيه
اشتعلت الغيره في طيات قلبها ولكنها تمالكت نفسها واتجهت نحوهم وهي تشهق دون تصديق
مش معقول... ايه الصدفه ديه
رمقها مراد بأبتسامه مصطنعه وهو يتمنى داخله الا تعزم نفسها وتطلب رفقتهم
فعلا يانغم صدفه عجيبه
ونظر نحو صديقتها ليرحب بها وبعدما شعرت نغم بعدم رغبته في اطاله الحديث معها وكيف يقبض على كف هناء التي رحبت بها أيضا ولكن داخلها كانت لا تتمنى رفقتها لشعورها بمشاعرها نحو زوجها
صورة كانت تلتقط لثلاثتهم وعنصر اخر كان يدخل في تصفية الحسابات ولكن تلك المره كان العنصر داعما
ناقص تدخلي جوه اللوحه ياياقوت
ابتسمت على مازحته
لو سامحت متتريقش عليا... انت كمان بتنسي نفسك وسط شغلك
همهم مفكرا وهو يحك ذقنه
عندك حق... بس انا اسمع ان الرسامين مجانين شويه
افندم
هتف بها أحدهم كان يمر جانبهم مستنكرا حديثه
اسفين يافندم
تقبل الرجل اعتذارها رامقا حمزه بنظرات ساخطه... ثم انصرف لتكتم هي صوت ضحكاتها
عجبك كده
أشار نحو حاله وهو يهتف بسخط مماثل
بقى انا يتبصلي البصه الحقيره ديه
مش انت اللي غلطت
امتعض وهو يجرها خلفه
مش اتفرجتي ودقتتي كل رسمه يلا بينا
اسرع في جذبها خلفه وهي تضحك رغما عنها متمتمه بأسمه حتى اوقفهم صوت هاشم
ازيك ياحمزه
صافحه حمزه وقبل ان يهتف هاشم بسؤالها لما لم تخبره برغبتها بالمجئ لهنا وكانت أتت برفقته
عن اذنك ياهاشم
ألتقط يدها ثانية تسأله بفضول
رايحين فين بس قولي
ولم يعد يسمع اي حديث اخر فقد ابتعدوا عنه.. كانت عيناه تتبعهم ليتنهد وهو يمسح على وجهه وكان قلبه لأول مره يخفق بقوة راغبا بتلك المشاعر
فتحت ندي عيناها واغلقتهما ثم عادت تكرر فعلتها بسهاد... كان شهاب جالس جوارها يعمل على حاسوبه
مالك ياندي
اعتدلت في رقدتها وهي تزفر أنفاسها لا تعرف كيف تنهي قلقها وحيرتها
شهاب انا بقيت خاېفه على مريم
لم تفضح امر مريم فقد أقسمت لها أن لا تفشي سرها ولم ترغب أيضا في ڤضح ابنة شقيقتها وتغير نظرت الجميع لها ... تعرف طباع مريم اذا عوقبة سيزداد الأمر سوء معها
مالها مريم ياندي
مريم كبرت ياشهاب واحنا لسا مش حاسين انها كبرت
ابتسم وهو يتذكر كل تفاصيل طفولتها ثم تسأل
طيب ما اي حد بيكبر ياندي... وطبيعي اننا لسا مش حاسين ان مريم كبرت... ديه لسا طفله بضافيرها
انا قولت برضوه مش هتفهمني ياشهاب
كاد ان يجيبها الا ان رنين هاتفه جعله ينظر لها فنظرت له هي الأخرى بنظرات فاحصه
مين اللي بيتصل بيك دلوقتي
ألتقط هاتفه وكانت
متابعة القراءة