للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
يشعل الڼار
غير عايزين نخطط لزياره لأهلك والهدايا اللي هنجبها ليهم وخصوصا ياسمين عشان جوازه
لم تشعر بحالها الا وهي تحاوط خصره بيداها الغارقه بسائل الصابون ليضحك وهو يرى الصابون يتقطر من يداها
مكنتش اعرف انك هتتبسطي كده
انا مبسوطه اووي
شعر بظلمه لها فأبسط حقوقها لا يهتم بها معها ناسيا ان لها اهل تود ان تمنحه مما تعيش فيه وتساعدهم
أزالت يداها عنه مبتعده بعدما فهمت مغزى كلماته لتعود لجلي الأطباق كالطفله الخجوله
كاد ان يكمل مزاحه الا ان رنين جرس المنزل جعله يذهب ليعلم هويه الطارق ليفتح الباب
مريم
جالسه تقلب طعامها ببطئ شارده في آخر حوار بينهم تلك الليله التي استمع لمكالمتها وهي تخبر من تهاتفها بنيتها للهروب منه وبطفله
اذا اردتي الرحيل ارحلي دون طفلي سماح ستنجبي ذلك الطفل
كانت عين جين تتابعها بخبث فهى استمعت لصراخه بها شاعرة بالنشوه وهي لا ترى اي حب بينهم وانه لم يفعل ذلك الا هربا منها ومن اجل شقيقه اللعېن الذي احبها
سلطت نظراتها نحو نورالدين وهي تتمنى الخلاص منه ومن سماح حتى يصبح سهيل لها
سيدي سيد سهيل اصيب وهو بالمشفى الان
سقطت المعلقه من يد سماح ولا تعلم لما شعرت بالخۏف عليه لتتجمد ملامح جين تخشي ان تفضح مشاعرها
تحبي اساعدك في حاجه
ابتسمت وهي تنهي ملئ اخر سندوتش
اقفل الڼار على الفشار
وريني عينك كده
انحني ينفخ في عينها لعلها تستطيع فتحها
بقيت احسن
اماءت برأسها نافيه ليعيد فعلته الي ان استطاعت فتح عينها
كان فضول مريم وغيرتها ېقتلها لتأخيرهم تحركت ببطئ حتي وقفت متلصصه على اعتاب المطبخ تدراي جسدها وعيناها مثبته عليهما
دلفت خلفه تتباطئ بغرور وثقه واهيه عيناها كانت تترصد المكان هنا وهناك وقفت كما وقف هو ليصافح أحدهم ويبدو انه ذو وضع بالشركه ومن ضمن حديثهم علمت انه محامي الشركه
طالعت المكان بتأفف فلم تكن ترغب بعملها معه إلا ان نظرات نغم نحوها أصبحت تجعلها تشعر وكأنها مذلولة لستر عملها لديهم شردت بأمس حينا قدمت استقالتها ونفعها سفر خالد خارج البلاد فلو كان هنا لكان رفض لا تعلم سبب واضح لاهتمام خالد بها ولم تنظر للأمر الا انه رجل خلوق يعاملها كشقيقه فهو زوج لامرأة بها كل شئ واب لطفلا جميلا
انتبهت الفتاه إليها لتتسع عيناها غير مصدقه بها هاتفة بأسمها
هناء مش معقول
ولم يتركوا لحظة اخوي للحديث ليتعانقوا بشوق لم تكن صداقه قويه بينهم الا ان الذكريات التي جمعتهم بالجامعه كانت قويه جعلت كل منهما يحمل ذكرى جميله للآخر
يااا ياهناء على الزمن نتقابل اخيرا وفي اسكندريه انتي عامله ايه طمنيني عنك
وانتبهت للدبله التي تزين اصبعها لتبتسم
اتجوزتي
اتجوزت من شهور وجيت اعيش هنا وانتي مش كنتي في السعوديه مع جوزك
تلاشت ابتسامه جيهان وهي تتذكر طلاقها ارتسم الحزن على محياها تتلاشى ذكرى طلاقها
أطلقت من سنه وجيت اعيش عند خالي
ده انتوا واخدين بعض عن حب راح فين الحب اللي بينكم
الحب طلع مجرد كلمه ياهناء
لمسه الحزن في صوتها لتشعر بۏجعها متذكره حكايتها مع مراد والتي حصدت من حبه الآلم وحده
أردت أن تواسيها ببعض الكلمات ولكن شهقتها المفزوعه وهي تنظر لساعه يدها وبدء دوامها
الكلام اخدنا ونسيت أسألك بتعملي ايه هنا
المفروض هعرف النهارده هشتغل ايه
تعجبت جيهان من عبارتها ولكن لم يعد لديها وقت لتستفسر عن الأمر
خلاص نتقابل في البريك
واسرعت في الانصراف نحو وجهتها
ظلت نظراتها مصوبه نحوها فأتسعت عيناها وهي تدرك أنها كانت تتبع مراد ولكن اين هو
ظلت تلتف يمينا ويسارا تبحث عنه
فتحت غرفة مكتبه بضيق لا تعرف سببه فبعد ان كانت سعيده برؤيتها
لصديقتها ولكن رؤيتها لسكرتيرته التي تجلس بالخارج وتتزين جعل الډماء تفور داخلها
انتبه نحو قدومها فرفع عيناه عن الأوراق يرمقها
مالك ماكنتي كويسه مع صاحبتك
تأففت حانقه لمرة واثنان ليصوب عيناه نحوها هاتفا
هناء
اه جيت معاك الشركه هتشغلني ايه
تعجب من تغير مزاجها السريع الذي بدء يكتشفه معها
نهض من فوق مقعده مقتربا منها بهدوء يرمقها بتلاعب
عايزه تشتغلي ايه ياهناء
قطبت حاجبيها من سؤاله الذي لم يروق لها
ايه المتوفر عندك
راقته عبارتها فضحك مستمتعا جالسا قبالتها
للأسف مافيش حاجه متوفره حاليا ياهناء
نعم
نهضت پغضب وهي تهتف بالكلمه فهتف بحزم
اقعدي ياهناء
دارت عيناه عليها وهي
تعود لمكان جلوسها تتحاشا النظر نحوه تدور بعينيها هنا وهناك كان يعلم انها تخشي الضعف
بدء عقلها يقدم انذاره ولكن قلبها جعلها كالمغيبه
هتشتغلي معايا ياهناء
هشتغل ايه معاك
قالتها بهدوء استعجبه وليس كطبيعتها معه منذ أن تمردت
السكرتيرة هتفهمك كل حاجه
بټعيطي ليه وانا معاكي ياحببتي
متسبنيش ياشهاب مقدرش اعيش من غيرك
لتتجمد ملامحه بصلابه ناطقا بقلق وهو يرفع وجهها نحوه
فيكي ايه ياندي انهيارك دلوقتي وعدم ردك على اتصالاتي في ورا حاجه
شحب وجهها وهي تنظر اليه لا تعرف بما تخبره هل تخبره الحقيقه ليدعمها ام تترك له الفرصه ليتركها ويتزوج عليها
جوزك عامل ايه معاكي يامها محستيش انه زهق منك
تعجبت مها من حديث شقيقتها لا تعلم لما ماجدة أصبحت هكذا وفي ساعه صفا بينها وبين شريف سألته لما أصبحت شقيقتها بعيده عنها بقلبها الاجابه لم تكن الا انها تعيش مع رجل مثل سالم فماذا ستنتظر بعد منها
كانت ماجده غارقه في تعامل سالم معها أصبح يضربها بكثره يسرق مالها يعايرها بكبر سنها وانها لم تعد تصلح
تعلقت عين ماجده بالخلخال الذي تريده حول كاحلها
حلو الخلخال ده بس لازمته ايه
تخضبت وجه مها بحمرة الخجل تتذكر تلك الليله التي اهدها اياه نسي فعلتها مع شقيقتها واعطاءها العقد دون أن تخبرها بل وجاء لها بهديه أخرى متجاوزا الامر قارص وجنتاها يخبرها
ان لا تفعل شئ من دون علمه ثانية
شريف جبهولي هديه
اشتعلت الضغينه قلب ماجده دون شعور ف سالم أصبح يلقي صراحة أمامها عن جمالها وحظ شريف بها وكلام وقح لا ترغب في تذكره كلما عاد يطرب اذنها
ماجده انتي فيكي حاجه
رمقته ماجده بصمت لتحرك مها يدها باحثة عنها ناسيه كل مامروا به
انا اتفقت مع شريف اني لو جبت بنت هسميها فيروز عشان انتي بتحبي الاسم ده اوي
جمر اشټعل في قلب ماجده وهي تتذكر حبها لذلك الاسم وكم تمنت ان يرزقها الله بفتاه لتسميها به
جلست ياقوت تحيك احدي القطع الصوفيه وعيناها تلمع كلما اقتربت من الانتهاء منها أرادت ان تهديها لهند بعدما رأت عليها شال صوفي تلفه حول عنقها وقد اعجبها
طبقت بحترافيه صنعها فقد ساعدتها الدوره التي اتخذتها منذ شهر للتطوير لتصبح ماهره
انتبهت لرنين هاتفها فنظرت لرقمه الذي يضاء على شاشة هاتفه متذكره ماحدث بالصباح بوجه متورد تتدفق السخونه فيه
تعرفي انك وحشتيني
نطق عبارته دون قيود ودون النظر نحو نفسه كل يوم بالمرآة يخبر حاله انه حمزة الزهدي ولا يعليق به أفعال المراهقين
فالمراهقين وحدهم هم من يعبرون عن مشاعرهم بسهوله
قاعده كان يخبرها لنفسه وها هو اليوم تحرر منها
ياقوت روحتي فين
توترت وهي لا تعرف كيف تبادله المشاعر ولكن نصائح هناء ترددت بأذنيها
اتحرري من خجلك ياياقوت عبري عن مشاعرك شخصيه حمزة الزهدي عايز الست اللي تبادر بجذبه مش العكس
وانت كمان
وانا ايه يا ياقوت
صمتت ليهتف بتلاعب
هو انا لازم استنى كتير بعد كل تصريح منك
وحشتني
خفق قلبه ليبتسم متذكرا شغفهم معا بالصباح وذهابها للعمل متأخرا ليس راغبا
بتعملي ايه
مشاعر متدفقه اليوم يغرقها به واهتمام يقف قلبها بسببه راقصا
بشغل على أيدي كوفيه لهند هديه
ابتسم علي ماتقدمه لغيرها على سبيل جهدها ولعلمه لحبها لذلك لكان وبخها على جهد عينيها التي هي سبيل ضعفه
اهة مشتعله صدحت بقلبه ضعفها ونقائها يضعفه
هنتعشا بره متتعبيش نفسك النهارده
أسرعت تسأله وهي لا تقصد ولكنه ترغب بوجودها معا وحدهما
لوحدنا
ضحك على عبارتها وهو يعلم انه من حقها فطيله اليومان اللذان قضتهما معهم مريم وهي لا تلقى منه سوي اهتمام حذر تخدم مريم وتتقبل دلعها من أجله
لوحدنا ياياقوت هقفل عشان اكمل شغل
كانت بحاجه لدعوة مثل تلك منه دعوة عشاء من زوجها دون أن ترافقهم مريم ورؤية حدقها عليها وكرهها منها
مسح على وجهه المرهق وهو يشعر براحة الضمير فملاحظته لسوء معامله مريم لها بدء يراها
انتبه على طرقات غرفه مكتبه ودلوف سكرتيره
فرات النويري منتظر مقابله حضرتك يافندم
لم يكن ينهي سكرتيره عبارته ليجد فرات أمامه وجها لوجه
الفصل الخامس والأربعين 2
مواجهة كانت مرتقبه رغم انه كان سيبدء بها الا انه تراجع حتى يرى ماذا سيفعل فرات من اجل استعادتها
طالت نظرات فرات نحوه متفحصا خلجات وجهه ثم تقدم منه بخطوات ثابته
صفا فين ياحمزه
سؤال كان ينتظره ولكن اجابته خرجت متلاعبه
وايه اللي هيجيبها عندي
قالها بثبات يسبر فيه اغوار قلبه لم يرى لهفة بقدر ما رأي تملك
وحق دقنه ينظر اليه قاطب حاجبيه
بس انت تعرف صفا منين مفتكرش بينكم قرابه
حمزه بلاش مراوغه معايا انا عارف ومتأكد انها عندك
وزمجر بخشونه وقبض علي يده وهو يرى لجؤها اليه تفسيرا واحدا فقد لجأت لحبيبها السابق
صفا في حمايتي دلوقتي يافرات ورجعوها ليك بموافقتها
اشټعل الڠضب داخله وهو يسمع عبارته احتدت عيناه بظلمه مخيفه يطرق بعكازه
المستند عليه وهو يرى فعلته خېانه وطعنه لرجولته ارتسم التهكم على محياه وتمتم ساخرا
المدام تحت حمايه حبيبها القديم هترجعوا اللي فات ولا ايه
لم يتفوه حمزة بكلمه وتركه يخرج كل ما بجبعته ف صفا لا تعد تمثل له شئ إلا امرأة يتعاطف معها هناك اخري قلبه أصبح معها
ما ترد ياحمزة بيه يلي بسببها اطردت من وظيفتك في الداخليه
ألتزم حدودك
ضاقت أنفاسه وهو يذكره بصفعه الماضي
فين صفا ياحمزه مش هسألك تاني انا جيتلك عشان عارف مين حمزه الزهدي كويس
وانا عشان عارف مين فرات النويري كويس مش هسلمها ليك الا لما احس انك فعلا بدور على مراتك مش جاي تاخدها لچحيمك
فاض فرات اخر ذرة من صبره واقترب منه يرفع أصبعه بوعيد
بلاش تخليني اقولك مراتي قدام مراتك بلاش نلعب مع بعض بطريقه مش لطيفه
انت اټجننت طب اعملها كده وشوف انا هعمل ايه مراتي خط أحمر اظاهر ان الڠضب عاميك
هدأت نظراتهم المتواعده مع صدوح رنين الهاتف ألتقط حمزه هاتفه محدقا برقم شقيقته فأجاب وهو يتلاشى النظر الى فرات الذي تحرك ليس على احد المقاعد فهو يعلم طبيعه حمزه في المراوغة
بتقولي ايه ياناديه مستشفى ايه
فأرتجف قلب فرات ونهض فزع لا يعرف هل هو من أجلها ام من أجل طفله الذي
متابعة القراءة