للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
منها ولكنه فجأها اخبرتها ان حمزه لديهم والعائله مجتمعه لما لا تأتي أيضا
اعتذرت بلطف وساعدها ان صوتها اتي إليها كأنها مزكومه ولم يكن صوتها هكذا الا من أثر البكاء المتواصل
أرهقت جفونها من أثر البكاء لتغمض عيناها تاركه نفسها لسلطان النوم
احست بحركه بالغرفه ثم دثر نفسه جانبها فتحت عيناها لتجده يعطيها ظهره ويمد يده ليغلق الإضاءة
حمزه
كررت اسمه ثانيه ليأتيها جوابه بغلظه
نامي يا ياقوت لاني مرهق وتعبان
طالعت ظهره وجفاءه بآلم
انت كنت عارف من امتى وليه مقولتش انك عارف وكنت بتعاملني كويس ليه اتغيرت فجأه مع انك عارف وساكت
ارتفع صوت أنفاسه ليغمض عيناه متمتما
تصبحي على خير يا ياقوت
بس
انا مش هنام غير لما تقولي سبب سكوتك وانت عارف
ألتف نحوها فجأة لينظر إليها بنظرة بارده
كنت مستني مراتي تقولي الحقيقه لوحدها وتحكيلي لما اقولك نفسي في طفل وانتي تكوني بتاخدي حبوب من ورايا ده تسميه ايه
قبض على كتفيها صارخا بها لتسقط دموعها من أثر قبضته القويه
ونفضت حالها من بين ذراعيه تزيل دموعها پعنف وڠضب من نفسها
خوف من كل حاجه خوف من إنسان مش بيظهرلي مشاعره من حياه معرفش انا فيها ايه من اهل خايفين ارجعلهم مطلقه ومعايا طفل وبدل ما كنت بعبئ لوحدي هبقي بطفل يعيش زي ما انا عايشه
أنتي بتقولي ايه متخيلاني في يوم من الايام هكون كده هعيد تجربتك مع ولادي اوهامك ديه هي اللي هتخسرك حياتك
افتكري ده كويس اوهامك هي اللي هتخسرك
كاد ان ينهض من جانبها لعله يكبت غضبه بعيدا عنها فعاد ينظر إليها بتمعن ليجدها غارقه في دموعها
وشكرا انك مش شايفه مني مشاعر
نهض ليتركها مع نفسها ترثي حالها علي تلك الذكريات التي عاشتها معه الايام الماضيه بهولندا
هو احنا ليه متنقشناش زي اي زوجين طبيعين شايف حياتنا غلط ازاي
رفع عيناه نحوها بعدما استعب عبارتها فحصها بنظراته فشعرت بأنها حمقاء تمتمت داخلها بضيق
الله يسامحك ياسماح انتي وهناء انا قولتلهم اني غبيه مصدقونيش
انتبهت على صوته وما نعتها به
تعرفي الحاجه اللي غفرالك معايا حياتك القديمه
انا كنت هبطل الحبوب واحكيلك
انتقلت عيناه على ملامحها الباهته يسألها
وايه اللي منعك يا ياقوت مستني
اسمع تبرير مقنع
انتظر ان يسمع اجابتها ولكنها وقفت جامده تحدق به إلى أن تحركت شفتاها وخرج صوتها المقهور
الحواجز كانت بينا كتير ياحمزة بيه
جرت اقدامها نحو غرفتها لتتركه في عمق عبارتها آثره ماقالته ونهض ليذهب خلفها ولكنه عاد لما كان عليه
وضعت هناء يدها على خدها تفكر في قدوم تقي ابنه عمها اليوم لاتعرف كيف ستنام معه بنفس الغرفه وتتظاهر أمامها انهم سعداء مع بعضهم
صوت خالد لم يقظها من شرودها اضطر لطرق قبضه يده بقوه على مكتبها لتنتفض من فوق مقعدها تفتح عيناها على وسعهما تشيح رأسها يمينا ويسارا
مستر خالد
تصرفاتها العفويه كانت توقعه فيها كل يوم دون شعور ولكنه الحال كما هو لا مشاعر يستطيع اظهارها لها ف في النهايه هو المدير وماهي الا موظفه لديه والأكبر انه زوج واب
تمتم بصوت حاول أن يجعله صارما يخفي خلفه مشاعره
ياريت ننتبه على شغلنا فين المقترحات اللي قولت تجميعها عن الاحتفال للسنه التاسعه لافتتاح الفندق
أسرعت في ترتيب الأوراق التي أمامها تخبره عما فعلته
انا خليت كل موظف وزوار الفندق يقولوا اقتراحتهم زي ما حضرتك طلبت
وناولته الأوراق تنتظر ان يبدي برأيه عن عملها
كل حاجه في الورق
ألتقط الورق منها وطالعه بنظره سريعه ثم طالعها
تعالي مكتبي نتناقش سوا
تعجبت من عرضه العجيب ولكن في النهايه كان هذا عملها اتبعته صامته ووصلت غرفه مكتبه ليقف متجمدا ولكن ركض الصغير اليه يهتف بكلمه واحده جعلته ينحني ويبتسم لصغيره
حبيب بابا
ضمھ نحوه وعيناه على زوجته التي وقفت مرتبكه تحدق به تحمل هديه بين يديها واقتربت منه
كانت هناء تقف تطالع المشهد بأثاره ومتعه احتوائه لطفله وزوجته الجميله تقدم له هديه
جيت عشان اصالحك واعتذر منك ياحبيبي
نست هناء انها تقف كمتطفله بينهم ورغم ان ظهر خالد كان لها ولم ترى ملامح وجهه الجامده التي لا توحي الا بالبروده
الا انها كانت تشاهد المشهد بحالميه وكأن هناء القديمه قد عادت
تخيلت حالها مع مراد ولكن حينا تذكرت انه خدعها وجرحها فاقت من احلامها وانتبهت على وضعها
عن اذنك يافندم اجي في وقت تاني
انصرفت دون أن تسمع رده لتقترب منه جنات اكثر تلثم خده بندم على ثورتها به في حق من حقوقها ولكنه هو لا يري الا انها زوجه اجبر عليها وهي غارقه في حبه
سامحتني صح
مكنش ليه لزوم تيجي الفندق
اوجعتها عبارته فأرتسمت على ملامحها ابتسامه هادئه تداري خلفها خيبتها
افتح الهديه طيب
وعادت تتذكر هناء وتستجمع ذاكرتها فهى تشعر ان ملامحها مرت عليها من قبل
هي البنت ديه نعرفها حاسه اني شوفتها في مناسبه
نظرت ندي للحفل الذي اصطحبت معها شهاب بالقوه والاقتدار كان حفل زواج لشقيق كلا من رفيف وسمر
وقعت عين ندي علي سمر التي تشعل الفرح برقصها لتوكظ شهاب بذراعها هاتفه
بص ياشهاب على سمر ديه طلعت ولا صافيناز
ثم اردفت بحماس
انا هخليها تعلمني
تعلقت عيناه بسمر واشاحا رأسه ضائقا عيناه من جملتها الاخيره
تعلم مين سمعيني كده
ابتسمت وهي تلتقط ذراعه وتتمايل برأسها
تعلمني انا عشان ارقصلك
مبحبش الرقص
لطمت ذراعه بخفه
في راجل ميحبش الرقص يعني رقص سمر مش عجبك
كانت كالحمقاء وهي تسأله عن امرأة أخرى تخبره عن محاسنها
هو مين اقنعكم ياحببتي ان الراجل عايز يتجوز رقاصه ما نروح نتجوز من الكباريه وخلاص
امتعضت من حديثه وازاح لها مقعدا فارغا حول إحدى الطاولات وجلس جانبها متنهدا بقله حيله من مجيئه معها لم ترغب في إنهاء ذلك الحديث الذي رأته شيقا
طيب ليه بتفضلوا تتكلموا قدامنا عن ديه مهتميه بجسمها ديه بترقص حلو ديه لبسها شيك
ضحك وهو ينظر إليها وكيف تحرك يدها مع كل عباره
شكل الموضوع عجبك بنستفزكم ياندي الست الذكيه هي اللي ديما واثقه في نفسها عارفه امتى هتضعف قدامنا وامتي هتكون قطه بتخربش بتعرفي تنطي الحبل ياندي
اماءت برأسها وهي لا تعرف سبب لسؤاله هذا
اه الراجل عايز الست اللي كده بتنط الحبل كويس وبنفس طويل
اڼفجرت ضاحكه ولولا أصوات الموسيقى العاليه لكن الجميع سمع رنة ضحكتها قرص ذراعها بخفه يضغط على أسنانه بضيق
اضحكي كده تاني هعلقك في البيت
مالت نحو كتفه تتمسك به اكثر رغم عيوبه التي تعرفها الا انها تعشقه تعشق وقاحته وصراحته التي احيانا تجلطها ولكن هي لم تحب شهاب المميز احبت شهاب بعيوبه
كانت سمر تنظر نحو طاولتهم وهي ترقص ظنت انها ستجذب نظره ولكن شهاب طيله الحفل لم يكن الا مع زوجته
نظرت اليه وهو متسطح فوق الفراش براحه ڠضبت منه ومن بروده هذا فألتقطت الوساده لتدفعها ارضا وتضربها بقدميها
يعنى هنام انا فين بقى
رمقها ثم عاد يغمض عيناه
على السرير ياهناء
ضاقت عيناها بضيق من ردوده
ياسلام انام جانبك ليه وبصفتك ايه
فتح عيناه مستمتعا بحنقها وڠضبها
بصفتي اني جوزك ومش راجل غريب
عند ذلك الحد لم تتحمل خرجت من الغرفه ولم تجد الا المطبخ لتجلس فيه تسترد عافيتها من بروده الذي تتلقاه منذ أن جاءت تقي اليوم لمسات واحضان وغزل أمام شقيقته التي تنظر لهم بسعاده
جلست هي ٨وحوريه أسفل احد الأشجار يتناولون طعام الغداء قبل العوده الى عملهم مجرد لقيمات بسيطه يسدوا بها جوعهم ويتثامرون قليلا
الكل كان يعلم بقدوم شقيقه رب عملهم لقضاء بعض الأيام لتريح اعصابها وإحدى الخادمات ترافقها
كانت فاديه شارده تتذكر عزيز زوجها الذي رحل وتركها وحيده
انتبهت على صوت ضحكات قريبه لترمق صاحبتيها لتجدها تضحك بملئ فاها فخطت نحوها بأعين يشتغل بها الڠضب وقعت عين صفا عليها فتجمدت ملامحها ولم تشعر بعدها الا بكف فاديه على وجنتها
اتسعت عين حوريه كما فعلت الخادمه التي ترافقها
صړخت بأسم عنتر بقوه تنظر لصفا التي وضعت يدها على خدها وقد تحجرت دموعها
عنتر انت ياعنتر
كان عنتر قريب منها للغايه اقترب سريعا ينظر إلى سيدته
ايوه يافاديه هانم
ارتفعت شفتي فاديه بأمتعاض تشير نحوها بأصبعها ترمقها پحقد
طول فترتي هنا البنت ديه تبقى خدمتي مفهوم
لتصيب كلمتها الواقفين ذهولا فلماذا اختارتها هي
انتهت حصتها في المركز الذي تعمل فيه اتجهت نحو غرفة هند حتى تأخذ اللوحه التي اخبرتها هند ان تتعلم منها اتقان خطوط الرسم بجوده رمقتها هند وهي تدلف وأكملت حديثها مع صديقتها
صالحتي مروان
انتبهت ياقوت على سؤال صديقتها ولم تكن تقصد الانصات لحديثهم
مروان حبيبي قلبه طيب وبيتصالح بسرعه
انا مش عارفه ازاي عملتيها ياهند ازاي تصدقي مرات عمك وتروحي لدجال عشان الخلفه
نظرت ياقوت لملامح هند المتألمه
بتعلق في اي امل مرات عمي قدرت تأثر عليا انا مش عارفه عملت كده ازاي واه اتعقبت ومروان فضل اسبوع مخاصمني
ضحكت صديقتها كلما تذكرت ما حدث
رايحه لجوزك القسم وانتي مقبوض عليكي وعايزاه ميعقبكيش بس
لم تجد هند الا القلم لتدفعها به ابتسمت وهي تتذكر عندما هاجمت الشرطه المكان واخذوا الموجدين لتجد نفسها تدلف لقسم الشرطه الذي يخدم فيه زوجها وفور ان عرضت عليه بين من قبض عليهم ركضت نحوه تتحامي به
كانت تقص هند التفاصيل أمام صديقتها للمره التي لا تعرف عددها ولكنها كانت مستمتعه وخاصه حينا ضمھا إليه ورغم الكارثه الا انه عاملها أمام الجميع بحنان متجاوزا غلطتها أمامهم والعقاپ اتي في منزلهم
خفق قلب ياقوت مما تسمعه ولم تشعر بقدميها وقلبها وهم يأخذاها لمقر عمله
سمح لها سكرتيره بالدخول لتفتح باب غرفته تطالعه وهو يتحدث بالهاتف ويعطيها ظهره
لم يعي اي شئ يسمعه عبر الهاتف من المتصل وهو يستمع الي ما تطلبه منه أنهى المكالمه وألتف نحوها ومازالت متشبثه به
ياقوت انتي كويسه
لم يعهدها هكذا تطالب تخبره بحاجتها
كنت عايزه اعمل كده وعملت
دهشته ازدادت مما
تفعله وعادت تطالبه
مش هتاخدني في حضنك وتقولي انك هتكون ديما معايا
لم يعد يشعر بنفسه
بابا انا جيت
الفصل الثالث والأربعين
مشاعر جديده كانت تغمرها وهو يقبض على كفها بحنو يسألها عما ترغب في تناوله لم يفرق بينهم في التعامل ولكن مريم كانت تنظر إلى ما يفعله كأنه كثيرا عليها وأنها وحدها من تتدلل
يسألها عما تريده حدقت مريم بطبقها بمقت فلو كانت تعلم أن خروجتهم سويا والتي ظلت ليومان تطلبها منه ستشاركها بها ياقوت لكانت جلست بغرفتها
رفعت عيناها نحو ياقوت ترمقها بضيق تراها لا تستحق تلك الحياه ولا مكانه والدها فأين هي واين هم ياقوت ذو الملامح البسيطه الخاليه من مستحضرات التجميل وحجابها البسيط الذي لا يليق بموضه العصر وملابسها الهادئه الطويله كل هذا
متابعة القراءة