للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف 
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس 
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها 
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل
لقاء صحفي مع حضرتك 
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت 
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه.. مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين 

ارتفع حاجبه اعجابا بحديثها..مرت ثواني وظنت رفضه 
مع اني برفض اللقاءات الصحفيه..بس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط 
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافندم 
.................................... 
سماح فرحة بذلك الخبر.. فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر... فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد 
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت.. اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع 
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده... واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه 
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده 
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوق... منها ياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه.. بس تصدقي كده احسن.. اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه 
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما 
البت اتجنت 
ثم داعبت ذقنها 
هي اصلا مجنونه من زمان 
........................................ 
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين... لا يعرف كلمات للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب 
جاكي كانت حامل ياحمزة... ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم اعتصرت قلبه
الحاډثه كانت متدبره بعد ما سجلوا الأوضاع
وصړخ پقهر
كانت هتستقيل بعد المهمه ديه
تنحنح حمزة بخشونه وهو لا يعلم من اين يبدء حديثه
للأسف ديه سياسه دول يامراد... والضحايا ديما الأبرياء
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا... مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه 
وانتهت المكالمه.. لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد 
وعلى الجانب الآخر... جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدما طمئنه حمزة على ولده العنيد 
ناديه 
حمزة طمنك عليه... مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد 
واردفت بقلق 
اسافرله طيب
كان فؤاد صامتا فما خشي منه تحقق ولكن انتهى بالاصعب... لم تنتهي بخيانه زوجيه كما هو تلاقاها في زواجه الأول إنما فاجعة المۏت أثر لن يندمل 
كنت خاېف عليه من اختياره.. ونسيت ان كله تدبير قدر 
يدها ربتت على كتفه بدعم رغم ان سؤالها لم يكن هذا وقته الا انها أرادت ان تعرف الإجابه 
هتعمل ايه في موضوعه هو وهناء.. ده انت خطبتها من مهاب اخوك 
صوب فؤاد عيناه نحوها بشرود لتخرج الاجابه كما توقعت 
الجوازه هتم ياناديه... ومراد هيتجوز هناء 
.................................... 
استنشقت هواء الحريه غير مصدقه انها أخيرا اصبحت حره.. عيناها لمعت بالدموع وهي تري نفسها تودع مسجنها.. نظرت لآخر من توقعت مجيئه عزيز ذلك الصبي الذي كان يعمل مع والدها والان أصبح شخصا اخر ببذلة وقوره وسيارة فخمه خرج منها للتو
حمدلله على السلامه ياست صفا 
ابتسمت له صفا بطيبه فهى لم تنسى سؤاله الدائم عنها ووقوفه بجانبها 
ازيك ياعزيز 
ابتسم عزيز بسماجه وهو يتناول كفها يلثمه
نورتي الدنيا كلها 
ازاحت صفا كفها عنه بتوتر متعجبه من فعلته وتناول من يدها حقيبة ملابسها الصغيره مشيرا نحو سيارته 
اتفضلي ياست الهوانم 
ارتبكت صفا وابتسمت بتوتر متنهده 
هانم ايه بقى ياعزيز انسى... انا صفا وبس
وتقدمت أمامه نحو سيارته...فسار خلفها يمسح على دقنه وهو يطالع خطواتها.. فقد انتظرها طويلا انتظر اللحظة التي يحصل فيها على سيدته.. عزيز المنشاوي الرجل الذي يحلف الجميع بنزاهته ولكن ماهو الا صبي قد أجاد الصنعه 
وعلى سيارة مصطفه جلس صاحبها يطالع المشهد بأعين ثاقبه يري حبيبته الخائڼه حره
.................................. 
وضعت مريم قلمها فوق كشكولها بعدما أنهت حل المسأله الحسابيه... تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها 
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا 
ميس ريما.. ميس ريما 
كررت هتافها للمرة الثانيه...فأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتوتر 
ايوه يا مريم ياحببتي... خلصتي حل المسأله 
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر 
اتفضلي ياميس...احنا كده خلصنا حصة النهارده 
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان 
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه ينفث دخان سيجارته بشرود ناسيا انه لا ېدخن ولكن لم يجد الا السچائر هي منفسه 
خطوات طرقت على غرفه مكتبه ثم صوت الخادمه 
حمزة بيه في ضيفه مستنياك
بره.. بتقول ان حضرتك مديها ميعاد 
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادمه... من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما 
حقيبتها لها بتوتر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادمه لها 
حمزة بيه مستنيكي في غرفه مكتبه 
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متوتره نادمه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء 
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجسده نحوها في صمت
يتبع بأذن الله 
الفصل الرابع عشر
عيناها لمعت ببريق خاطف مع لحظه ألتفافه نحوها..القدر بدء يرسم خطوطه ببراعه.. لا قلب ولا عقل يقف أمامه إنما نحن مسيرون الي مصائرنا.. عيناها اخذت موضعها نحو البساط الفخم المفترشه به الغرفه حركة فطريه اعتادتها ليست ضعف او هوان انما فطره الحياء
خرج صوته باردا وهو يرمقها بنظرة جامده
اتأخرتي عن ميعادك
رفعت عيناها نحوه معتذرة
المكان هنا بعيد عن السكن بتاعي
حدق بها بثبات وأشار إليها بالتقدم
وقتك فاضل فيه نص ساعه... تقدري تبدأي اسألتك
اماءت برأسها بتوتر سكن ملامحها وتقدمت نحو المقعد الذي أشار اليه... اخرجت دفتر صغير مسطر به اسئله سماح التي لم تقرأ محتواها بعد وقلم ثم جهاز تسجيل اخبرتها سماح كيف يتم تشغيله... كل شئ أصبح مجهز أمامها
عدي خمس دقايق من وقتك
اتسعت عيناها من حديثه لم تقابل بحياتها رجلا مثله بكل ذلك الثبات والجمود..رددت داخل روحها بكلمات تبث لنفسها الثقه
اثبتي يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي.. عشان خاطر سماح
صدح صوته الجامد الذي اصبحت معتاده على نبرته
ياريت نبدء 
نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين 
احم هشغل التسجيل وهبدء اه 
في وسط فوضته وما يعتريه من ڠضب ضحك..عيناها ازداد وسعهما من ضحكته الوقوره مثله 
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا.. سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه 
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا 
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس 
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة 
اجابه اجادها ببراعه 
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا... كلها اقدار مكتوبه بميعاد 
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد 
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما الأمر 
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت... وده بقى البيزنس الصح 
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج.. فنهضت من فوق مقعدها بتوتر 
بس لسا في أسئله فاضله... ممكن بس وقت إضافي 
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها.. لتدلف الخادمه تلك اللحظه 
العشا جاهز يافندم 
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه 
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا 
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف 
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه 
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك 
غادر الغرفه لتقف متعجبه.. لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى 
راجل غريب بكل أطباعه 
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها 
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني 
..................................
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها 
ايه الرخامة ديه..ماكان كمل اجابه باقي الاسئله 
ثم اردفت ساخرة 
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال.. يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي 
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه 
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه... ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى.. كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه 
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ 
اعمليلك واحد بقى تاني... مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي 
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته 
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين 
لمعت عيناها بالدموع منها سماح بقلق 
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك 
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح 
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني 
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها 
في اجازتك روحي زوريهم 
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها 
.......................... 
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه... انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره 
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش 
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه 
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر 
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه 
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط 
ايوه ياعزيز في حاجه 
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها.. ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم 
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم 
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها.. فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه 
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز.. انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها 
صفا خريجه السجون.. مش صفا بنت الباشا بتاعك 
ابتسامه واسعه ارتسمت على شفتيه وهو يتعجب من
 

تم نسخ الرابط